شفا – شهد الكرملين، حدثا تاريخيا انتظره الملايين من سكان دونيتسك، ولوغانسك، وزابوروجيه، وخيرسون، يتمثل في توقيع معاهدات انضمام هذه المناطق الأربع إلى روسيا الاتحادية.
وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذه المناسة، خطابا أمام الجمعية الفدرالية الروسية (البرلمان). وفيما يلي نص الخطاب كاملا:
“مواطني روسيا الأعزاء، مواطني جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، وسكان منطقتي زابوروجيه وخيرسون، نواب مجلس الدوما، وأعضاء مجلس الاتحاد الروسي!
كما تعلمون، فقد أجريت الاستفتاءات في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وفي مناطق زابوروجيه وخيرسون. وقد أعلنت النتائج، وهي معروفة. لقد اتخذ المواطنون خيارهم، وهو خيار واضح.
ونحن نوقع اليوم معاهدات قبول انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبية ومنطقتي زابوروجيا وخيرسون إلى روسيا، وأنا على يقين من أن الجمعية الفدرالية سوف تدعم القوانين الدستورية ذات الصلة باعتماد وتشكيل أربع مناطق جديدة في روسيا، وأربع كيانات جديدة في الاتحاد الروسي، لأن تلك هي إرادة ملايين السكان.
وهذا، بالطبع، هو حقهم غير القابل للانتزاع، والمنصوص عليه في المادة الأولى من ميثاق هيئة الأمم المتحدة، التي تتناول مباشرة مبدأ المساواة في الحقوق وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
أكرر: هذا حق غير قابل للانتزاع، قائم على الوحدة التاريخية، التي باسمها انتصرت أجيال أجدادنا، أولئك القادمون من أصول روسيا القديمة لقرون، والذين أنشأوا ودافعوا عن روسيا. وهنا في “نوفوروسيا”، قاتل روميانتسيف وسوفوروف وأوشاكوف، وهنا أسست يكاتيرينا العظمى وبوتيومكين مدنا جديدة، وهنا وقف أجدادنا وآباء أجدادنا حتى الموت خلال الحرب الوطنية العظمى. سوف نتذكر دائما أبطال “الربيع الروسي”، الذين لم يقبلوا انقلاب النازيين الجدد في أوكرانيا في العام 2014، وجميع الذين ماتوا من أجل الحق في التحدث بلغتهم الأم، والحفاظ على ثقافتهم وتقاليدهم، وعلى إيمانهم، من أجل الحق في الحياة. إنهم محاربو دونباس، شهداء “أوديسا خاتين”، ضحايا الهجمات الإرهابية اللاإنسانية التي شنها نظام كييف، هؤلاء المتطوعون والميليشيات، وهم مدنيون، وأطفال، ونساء، وكبار السن، من الروس والأوكرانيين وأناس من جنسيات مختلفة. نتحدث عن الزعيم الشعبي الحقيقي، ألكسندر زاخارتشينكو، عن القادة العسكريين: آرسين بافلوف، فلاديمير زوغا، أولغاكوتشورا، أليكسي مزغوفوي، نتحدث عن المدعي العام لجمهورية لوغانسك، سيرغي غورينكو، عن المظلي نورمحمد حاجي محمدوف، وجميع جنودنا وضباطنا الذين ماتوا ميتة الشجعان خلال العملية العسكرية الخاصة. إنهم أبطال (تصفيق)، أبطال روسيا العظيمة، وأطلب منكم تكريم ذكراهم بلحظة صمت.
إن وراء اختيار ملايين السكان في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في منطقتي زابوروجيه وخيرسون مصيرنا المشترك وتاريخنا الممتد لألف عام. لقد نقل السكان هذه الصلة الروحية لأبنائهم وأحفادهم، وعلى الرغم من كل التجارب، فقد حملوا على مر السنين حباً لروسيا. ولا أحد يستطيع قتل هذا الشعور داخلنا. لهذا السبب صوتت كل الأجيال الأكبر سنا والشباب على حد سواء، ممن ولدوا بعد مأساة انهيار الاتحاد السوفيتي، من أجل وحدتنا، ومن أجل مستقبلنا المشترك.
لقد قرر ممثلو النخب الحزبية، في العام 1991 بمنطقة غابة بيلوفيج، انهيار الاتحاد السوفيتي، دون الرجوع لإرادة المواطنين العاديين، ليجد الناس العاديون أنفسهم فجأة معزولين عن أوطانهم. ومزق هذا القرار أوصال المجتمع وتحول إلى كارثة وطنية، تماما كما حدث بعد الثورة حينما تقطعت حدود الجمهوريات الاتحادية، هكذا دمر آخر قادة الاتحاد السوفيتي، وخلافا للتعبير المباشر عن إرادة غالبية الشعب في استفتاء عام 1991، بلدنا العظيم، ببساطة، ووضعوا الناس أمام الأمر الواقع.
أعترف أنهم لم يفهموا تماما ما الذي كانوا يفعلونه، وما هي العواقب التي سيؤدي إليها ذلك حتماً في النهاية. لكن، لم يعد الأمر مهماً. لم يعد هناك اتحاد سوفيتي، ولا يمكن إرجاع الماضي. بل إن روسيا اليوم لم تعد بحاجة إلى هذا الماضي، ولا تسعى إليه. لكنه لا يوجد شيء أقوى من تصميم ملايين الأشخاص، الذين بحكم ثقافتهم وإيمانهم وتقاليدهم ولغتهم، يعتبرون أنفسهم جزءاً من روسيا، التي عاش أسلافها في دولة واحدة لعدة قرون. ولا يوجد شيء أقوى من تصميم هؤلاء الناس على العودة إلى وطنهم الحقيقي والتاريخي.
لقد تعرض هؤلاء، على مدار ثمان سنوات طوال، إلى الإبادة الجماعية والقصف والحصار، وفي خيرسون وزابوروجيه، حاولوا بشكل إجرامي زرع الكراهية لروسيا، ضد كل شيء روسي. الآن، ومن خلال هذه الاستفتاءات، هدد نظام كييف بالعنف، وبموت معلمي المدارس، والنساء اللواتي عملن في لجان الانتخابات، أرهبوا ملايين الأشخاص، الذين جاءوا للتعبير عن إرادتهم بالقمع. لكن شعب دونباس وزابوروجيه وخيرسون الصامد قال كلمته.
أود أن تسمعني السلطات في كييف وأسيادهم الحقيقيون في الغرب، حتى يتذكر الجميع هذا: لقد أصبح الناس الذين يعيشون في لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابولوجيه مواطنينا إلى الأبد.
إننا ندعو نظام كييف إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف كافة الأعمال العدائية والحرب التي أطلقها منذ العام 2014، والعودة إلى طاولة المفاوضات. نحن جاهزون لذلك، وقد كررنا ذلك أكثر من مرة. لكننا لن نناقش اختيار الناس في دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيه وخيرسون، فقد انقضى ذلك الأمر، ولن تخونه روسيا. (تصفيق)، ويجب على سلطات كييف اليوم التعامل مع هذه الإرادة الحرة للشعب باحترام، ولا شيء غير ذلك، فذلك هو السبيل الوحيد للسلام.
سنحمي أراضينا بكل القوة والوسائل المتاحة لدينا، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان الحياة الآمنة لشعبنا. هذه هي مهمة التحرير العظيمة لشعبنا. سنقوم بالتأكيد بإعادة بناء المدن والبلدات المدمرة والمساكن والمدارس والمستشفيات والمسارح والمتاحف، وسنعمل على استعادة وتطوير المؤسسات الصناعية والمصانع والبنية التحتية والضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية وأنظمة الرعاية الصحية والتعليم.
طبعا، سنعمل على تحسين مستوى الأمان، سنعمل معا على التأكد من أن المواطنين في المناطق الجديدة يشعرون بدعم الشعب الروسي بأكمله، والدولة بأسرها، وجميع الجمهوريات، وجميع أقاليم ومناطق وطننا الأم الشاسع.
الأصدقاء والزملاء المحترمين!
أود اليوم أن أخاطب الجنود والضباط المشاركين في العملية العسكرية الخاصة، جنود دونباس ونوفوروسيا، الذين انضموا بعد المرسوم الخاص بالتعبئة الجزئية إلى رتب القوات المسلحة، لأداء واجبهم الوطني، والذين، بدعوة من قلوبهم، توجهوا إلى مكاتب التسجيل والتجنيد العسكرية. أود أن أتوجه بالحديث إلى آبائهم وزوجاتهم وأبنائهم لأقول لهم من أجل ماذا يقاتل شعبنا، ومن هو العدو الذي يقاومنا، الذي يلقي بالعالم في حروب وأزمات جديدة، ويحقق من تلك المآسي مكاسبه الدموية.
مواطنونا، إخواننا وأخواتنا في أوكرانيا، الجزء الأصلي من شعبنا الموحد، رأوا بأعينهم ما تعده الدوائر الحاكمة لما يسمى الغرب للبشرية جمعاء. لقد ألقوا هنا، في واقع الأمر، جميع أقنعتهم، وأظهروا جوهرهم.
لقد قرر الغرب، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، أن على العالم، على كل منا، أن يتحمل إملاءاتهم إلى الأبد. حينئذ، في العام 1991، توقع الغرب ألا تتعافى روسيا من مثل هذه الصدمات، وأن تنهار من تلقاء نفسها. نعم، حدث ذلك بالكاد، ونحن نتذكر التسعينيات الرهيبة من القرن الماضي، نتذكر الجوع والبرد واليأس. إلا أن روسيا قاومت، وعادت إلى الحياة، وعززت مكانتها مرة أخرى في العالم.
في الوقت نفسه، كان الغرب يبحث طوال هذا الوقت ويستمر في البحث عن فرصة جديدة لضربنا وإضعاف روسيا وتدميرها، وهو الحلم الذي طالما راودهم، من تقسيم دولتنا، وتحريك الشعوب ضد بعضها البعض، ودفعهم نحو الفقر والانقراض. فدائماً ما كانت ولا زالت تقض مضاجعهم حقيقة أن هذا البلد العظيم الضخم بمساحته وأراضيه وثرواته الطبيعية وموارده يعيش على أرضه شعب، لا ولن يعيش أبداً وفقاً لإرادة الآخرين.
إن الغرب مستعد لتخطي كل شيء من أجل الحفاظ على النظام الاستعماري الجديد الذي يسمح له بالتطفل، وواقعياً، نهب العالم على حساب قوة الدولار والإملاءات التكنولوجية، لجمع الجزية الحقيقة من الإنسانية، لاستخراج المصدر الرئيسي للازدهار غير المكتسب، ريع الهيمنة. إن الحفاظ على هذا الريع هو دافعهم الرئيسي الحقيقي، الذي يخدم مصالحهم الشخصية تماماً. وهو السبب في أن السيادة الكاملة لمصلحتهم، ومن ثم فإن عدوهم الرئيسي هو الدول المستقلة، والقيم التقليدية والثقافات الأصلية، التي تحاول تقويض العمليات الدولية والتكاملية الخارجة عن سيطرتهم، والعملات العالمية الجديدة، ومراكز التطور التكنولوجي، ليصبح من الأهمية بمكان بالنسبة لهم أن تتخلى جميع الدول عن سيادتها للولايات المتحدة الأمريكية.
توافق النخب الحاكمة في بعض الدول حول العالم طواعية على القيام بذلك، وتوافق طواعية على أن تصبح تابعة، بينما تتم رشوة الآخرين وترهيبهم. وإذا لم ينجح الأمر، فإنهم يدمرون دولاً بأكملها، تاركين وراءهم كوارث إنسانية، ومآس، وأنقاض، وملايين من المصائر البشرية المدمرة والمشوهة، والجيوب الإرهابية، ومناطق الكوارث الاجتماعية، والمحميات، والمستعمرات، وشبه المستعمرات. هم لا يهتمون بكل ذلك، طالما سيحصلون على مصلحتهم الخاصة.
أود التأكيد مرة أخرى على السبب الحقيقي في الحرب الهجينة التي يشنها “الغرب الجماعي” ضد روسيا، ألا وهو الجشع تحديدا، والحفاظ على قوتهم غير المحدودة، فهم لا يريدون لنا الحرية، لكنهم يريدون رؤيتنا كمستعمرة، إنهم لا يريدون تعاوناً ندّياً، وإنما يريدون السرقة، هم لا يريدون رؤيتنا كمجتمع حر، وإنما كحشد من العبيد بلا روح.
إن التهديد المباشر بالنسبة لهم هو فكرنا وفلسفتنا، وبالتالي فهم يتعدون على فلاسفتنا، فثقافتنا وفننا خطر عليهم، لذلك يحاولون منعهم. تنميتنا وازدهارنا يشكلان أيضاً تهديداً لهم، فالمنافسة آخذة في الازدياد، وهم لا يحتاجون إلى روسيا على الإطلاق، أما نحن فنحتاجها. (تصفيق).
أود أن أذكركم بأن الادعاءات بالسيطرة على العالم في الماضي قد تحطمت أكثر من مرة بسبب شجاعة وعزيمة شعبنا، وستظل روسيا دائما هي روسيا، وسنواصل الدفاع عن قيمنا ووطننا الأم.
إن الغرب يعتمد على الإفلات من العقاب، والإفلات من كل شيء. في الواقع، فقد أفلت كل شيء من بين يده حتى الآن، فالاتفاقات في مجال الأمن الاستراتيجي تذهب إلى سلة المهملات، إعلان عدم صحة الاتفاقات التي تم التوصل إليها على أعلى المستويات السياسية، والوعود الصارمة بعدم توسيع “الناتو” شرقاً، أصبحت خدعة قذرة، بمجرد أن صدقها زعماؤنا السابقون، أما معاهدات الدفاع المضاد للصواريخ والصواريخ متوسطة وقصيرة المدى فتم خرقها من جانب واحد تحت ذرائع واهية.
وكل ما نسمعه من جميع الأطراف هو أن “الغرب يؤيد النظام على أساس القواعد”، أين تلك القواعد؟ ومن رأى تلك القواعد؟ ومن وافق عليها؟ صدقوني إنها ليست سوى مجرد نوع من الهراء، والخداع المطلق، والمعايير المزدوجة أو الثلاثية بالفعل! إنها مصممة فقط للحمقى.
إن روسيا قوة عظمى عمرها ألف عام، وهي دولة حضارة، ولن تعيش بمثل هذه القواعد الخاطئة المزورة. (تصفيق)
إن ما يسمى بالغرب هو الذي داس على مبدأ حرمة الحدود، والآن يقرر، وفقاً لتقديره الخاص، من له الحق في تقرير المصير، ومن لا يستحقه. لماذا قرروا ذلك، ومن أعطاهم الحق؟ غير واضح. هم لأنفسهم.
لهذا كان اختيار السكان في شبه جزيرة القرم، وسيفاستوبول، ودونيتسك، ولوغانسك، وزابوروجيه، وخيرسون يسبب لهم غضباً شديداً. إلا أن الغرب ليس له أي حق أخلاقي في تقييم ذلك، ولا حق له في أن يتلعثم متحدثاً عن الحرية والديمقراطية. لا ولم يكن له أبداً!
إن النخب الغربية لا تنكر السيادة الوطنية والقانون الدولي فحسب، وإنما أيضا تتخذ هيمنتهم عليهما طابع واضح من الشمولية والاستبداد والفصل العنصري، فهم يقسّمون العالم بوقاحة إلى أتباعهم، أو ما يسمى بالدول المتحضرة، ثم إلى بقية العالم، الذين، وفقا لخطة العنصريين الغربيين اليوم، ينبغي أن يضافوا إلى قائمة البرابرة والمتوحشين. حتى تسمياتهم كاذبة: “دولة مارقة”، “نظام استبدادي”، نماذج جاهزة لوصم شعوب ودول بأكملها، ولا يوجد شيء جديد في هذا، فالنخب الغربية كانت وستظل دوماً هكذا: مستعمرون، يميزون ويقسّمون الشعوب إلى أصناف “أولى” و”أخرى”.
لم ولن نقبل مثل هذه القومية السياسية والعنصرية، وماذا يمكن أن يطلق على “الروسوفوبيا” (رهاب الروس) غير أنها توجه عنصري، ينتشر الآن في جميع أنحاء العالم؟ ما هي، إن لم تكن العنصرية، والاقتناع القاطع للغرب بأن حضارته وثقافته النيوليبرالية هي النموذج الذي لا جدال فيه للعالم بأسره؟ “من ليس معنا فهو ضدنا”. كم غريب يبدو هذا كله.
حتى التوبة عن جرائمهم التاريخية يتم تحويلها من قبل النخب الغربية إلى شماعة الآخرين، مطالبين مواطني بلدانهم والشعوب الأخرى بالاعتراف بما لا علاقة لهم به على الإطلاق، على سبيل المثال، في فترة الفتوحات الاستعمارية.
يجدر تذكير الغرب بأنه قد بدأ سياسته الاستعمارية في العصور الوسطى، ثم اتبعها بتجارة الرقيق العالمية، والإبادة الجماعية للقبائل الهندية في أمريكا، ونهب الهند، وإفريقيا، وحروب إنجلترا وفرنسا ضد الصين، ونتيجة لذلك اضطرت الصين إلى فتح موانئها لتجارة الأفيون. إن ما فعلوه هو وضع أمم بأكملها تحت أسر المخدرات، وتعمدوا إبادة مجموعات عرقية بأكملها من أجل الأرض والموارد، وقاموا بمطاردة حقيقية لأناس مثل الحيوانات. إنه أمر مخالف لطبيعة الإنسان والحقيقة والحرية والعدالة.
أما نحن، فنفتخر بأن بلادنا قادت الحركة المناهضة للاستعمار في القرن العشرين، وفتحت الفرص لعدد من شعوب العالم للتطور من أجل الحد من الفقر وعدم المساواة، والتغلب على الجوع والمرض.
أؤكد أن أحد أسباب “الروسوفوبيا” منذ قرون، والحقد غير المقنع لهذه النخب الغربية تجاه روسيا هو بالتحديد لأننا لم نسمح لأنفسنا بالسرقة خلال فترة الفتوحات الاستعمارية، بل أجبرنا الأوروبيين على التجارة من أجل المنفعة المتبادلة. تم تحقيق ذلك من خلال إنشاء دولة مركزية قوية في روسيا، طورت وعززت نفسها على أساس القيم الأخلاقية العظيمة للأرثوذكسية والإسلام واليهودية والبوذية، وعلى أساس الثقافة الروسية والكلمة الروسية المفتوحة للجميع.
من المعروف أن خطط التدخل في روسيا قد تم وضعها مراراً وتكراراً، وحاولوا استخدام كل الأوقات المضطربة في بداية القرن السابع عشر، وفترة الاضطرابات بعد العام 1917، وفشلوا. ومع ذلك، فقد تمكن الغرب من الاستيلاء على ثروة روسيا في نهاية القرن العشرين، عندما تم تدمير الدولة. ثم تم استدعاء أصدقاء وشركاء، لكنهم في الحقيقة عاملونا كمستعمرة، حينما تم سحب تريليونات الدولارات من البلاد بموجب مجموعة متنوعة من المخططات. كلنا نتذكر كل شيء، لم ننس أي شيء.
اليوم، قال المواطنون في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيه كلمتهم، لصالح استعادة وحدتنا التاريخية. شكراً لكم! (تصفيق)
لقد دأبت الدول الغربية منذ قرون على تكرار أنها تجلب الحرية والديمقراطية للشعوب الأخرى. كل شيء هو عكس ذلك تماماً: فبدلاً من الديمقراطية، يجلبون القمع والاستغلال، بدلاً من الحرية، يجلبون الاستعباد والعنف، فالنظام العالمي أحادي القطب بأكمله هو بطبيعته مناهض للديمقراطية وليس حراً، إنه مخادع وكاذب حتى النخاع.
والولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الأسلحة النووية مرتين، ودمرت هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين. بالمناسبة، كانوا هم من وضع السابقة الأولى.
اسمحوا لي أيضاً بتذكيركم بأن الولايات المتحدة الأمريكية، جنباً إلى جنب مع البريطانيين، هم من حولوا دريسدن وهامبورغ وكولن وعدد من المدن الألمانية الأخرى إلى أطلال دون أي ضرورة عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية. وقد تم ذلك بتحدٍ، وأكرر دون أي ضرورة عسكرية. كان ذلك لهدف واحد فقط: كما في حالة التفجيرات النووية في اليابان، لتخويف كل من بلدنا والعالم بأسره.
لقد تركت الولايات المتحدة الأمريكية بصمة رهيبة في ذاكرة شعبي كوريا وفيتنام من خلال “القصف البربري” الهمجي، واستخدام النابالم والأسلحة الكيمياوية.
وحتى الآن، تحتل الولايات المتحدة الأمريكية ألمانيا واليابان وجمهورية كوريا (الجنوبية) ودول أخرى، في نفس الوقت الذي يسمونهم بشكل ساخر حلفاء متساوين. فعن أي تحالف يدور الحديث؟ إن العالم أجمع يعرف أن قادة هذه الدول يخضعون للمراقبة، وأعلى القيادات في هذه الدول يركب لهم أجهزة استماع ليس فقط في مكاتبهم، وإنما في مبانيهم السكنية. إنه العار الحقيقي، عار على أولئك الذين يفعلون هذا، وعلى أولئك الذين يبتلعون مثل هذه الوقاحات بصمت وخنوع، مثل العبيد.
إنهم يسمون الأوامر والصياح الفظ والمهين لأتباعهم بالتضامن الأوروبي الأطلسي، وتطوير أسلحة بيولوجية وتجارب على الأحياء، بما في ذلك أوكرانيا، بالأبحاث الطبية النبيلة.
وبسبب سياساتهم المدمرة، وحروبهم ونهبهم، تسببوا في زيادة هائلة في تدفقات الهجرة اليوم، حيث يعاني ملايين الأشخاص من الحرمان وسوء المعاملة ويموتون بالآلاف في محاولاتهم الوصول إلى أوروبا ذاتها.
الآن يقومون بتصدير القمح من أوكرانيا، فإلى أين يتجه بحجة “توفير الأمن الغذائي لأفقر دول العالم”؟ أين تذهب تلك الشحنات؟ كل شيء يذهب إلى نفس تلك البلدان الأوروبية. تذهب إلى هناك، بينما 5% فقط ذهبت إلى أفقر دول العالم. مرة أخرى خداع آخر وكذب صريح.
إن النخبة الأمريكية، في واقع الأمر، تستخدم مأساة هؤلاء الناس لإضعاف منافسيهم، لتدمير الدول القومية. ينطبق هذا أيضاً على أوروبا، وينطبق أيضاً على هوية فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من الدول ذات التاريخ الطويل.
تطالب واشنطن بمزيد ومزيد من العقوبات ضد روسيا، ويوافق معظم السياسيين الأوروبيين بخنوع على ذلك، بينما يفهمون بوضوح أن الولايات المتحدة، تدفع من خلال تخلي الاتحاد الأوروبي الكامل عن ناقلات الطاقة الروسية والموارد الأخرى إلى تراجع التصنيع في أوروبا، والاستيلاء على السوق الأوروبية بالكامل، فهم يفهمون كل شيء، النخب الأوروبية تفهم كل شيء، إلا أنهم يفضلون خدمة مصالح الآخرين. لم يعد هذا مجرد خنوع، بل هو خيانة مباشرة لشعوبهم. لكن فلتصحبهم بركة الله، هذا شأنهم.
لكن العقوبات ليست كافية بالنسبة للأنغلوساكسون، فقد تحولوا إلى التخريب، أمر لا يصدق، لكنه حقيقي، فتنظيمهم للتفجيرات على خطوط أنابيب الغاز الدولية “السيل الشمالي”، التي تمتد على طول قاع بحر البلطيق، يعني البدء الفعلي لتدمير بنية الطاقة التحتية لأوروبا. وأصبح واضحا من المستفيد من ذلك، وأيا كان المستفيد، فهو من فعلها.
إن إملاءات الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على القوة الغاشمة، على قانون القبضة. أحياناً ما يتم تغليف ذلك على نحو جميل، وأحياناً لا يتم تغليفها بالمرة، إلا أن الجوهر نفسه هو قانون القبضة. ومن هنا جاء نشر وصيانة مئات القواعد العسكرية في جميع أنحاء العالم، وتوسع حلف “الناتو”، ومحاولات لتشكيل تحالفات عسكرية جديدة مثل “أوكوس” وما شابهها. كما يجري الآن العمل النشط لإنشاء رابط عسكري سياسي بين واشنطن وسيئول وطوكيو، أما الدول التي تمتلك أو تسعى لامتلاك سيادة استراتيجية حقيقية وقادرة على تحدي الهيمنة الغربية فيتم إدراجها تلقائياً في فئة الأعداء.
استناداً إلى تلك المبادئ، تبنى العقيدة العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية و”الناتو”، ولا تطلب شيئاً أقل من الهيمنة الكاملة، بينما تقدم النخب الغربية خططها الاستعمارية الجديدة بنفس النفاق، حتى مع التظاهر بالسلام، إلا أنها تتحدث عن نوع من الاحتواء، وتتجول مثل هذه الكلمة الماكرة من استراتيجية إلى أخرى، لكنها في الواقع تعني شيئاً واحداً فقط، هو تقويض أي مراكز لتنمية سيادية.
لقد سمعنا بالفعل عن احتواء روسيا والصين وإيران. أعتقد أن دولاً أخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى الشركاء والحلفاء الحاليين للولايات المتحدة الأمريكية، هي التالية في الصف. نحن نعلم أنهم يفرضون أيضاً عقوبات على حلفائهم، أيا كان ما لا يحبونه، أولاً ضد أحد البنوك، ثم ضد بنك آخر، الآن ضد شركة، ثم ضد شركة أخرى. إنها الممارسة نفسها، التي سوف تتوسع، فهم يستهدفون الجميع، بما في ذلك أقرب جيراننا، بلدان رابطة الدول المستقلة.
في الوقت نفسه، أصبح من الواضح أن الغرب كان يفكر بالتمني منذ فترة طويلة، ولهذا، وعند بدء حرب خاطفة ضد روسيا، اعتقدوا أنهم سيكونون قادرين مرة أخرى على بناء العالم بأسره تحت قيادتهم. ولكن، وكما اتضح فيما بعد، فإن مثل هذا الاحتمال الوردي لم يثر الجميع، ربما أثار بعض المازوخيين السياسيين والمعجبين بأشكال العلاقات الدولية غير التقليدية الأخرى، ورفضت معظم الدول “ابتلاع” ذلك، واختارت طريقاً معقولاً للتعاون مع روسيا.
من الواضح أن الغرب لم يتوقع منهم هذا التمرد، فقد اعتادوا على التصرف وفقا للقالب، وأخذوا كل شيء بوقاحة من خلال الابتزاز والرشوة والتخويف، وإقناع أنفسهم بأن هذه الأساليب ستنجح للأبد، كما لو كانت متحجرة ومتجمدة في الماضي.
إن هذه الثقة بالنفس هي نتاج مباشر ليس فقط للمفهوم سيء السمعة لاستثنائية الغرب، على الرغم من أن هذا الأمر بالطبع مثير للدهشة، ولكن أيضاً بسبب “شح المعلومات” الحقيقي في الغرب. فقد أغرقوا الحقيقة في محيط من الأساطير والأوهام والأخبار المزيفة، مستخدمين دعاية شديدة العدوانية، فأصبحوا يكذبون بفجاجة، مثل غوبلز. وكلما كانت الكذبة عصية على التصديق، كلما أسرعوا في تصديقها، وأصبحت تلك الطريقة التي يتصرفون بها، وفقاً لهذا المبدأ.
لكنك لا تستطيع إطعام الناس بالدولار واليورو والمطبوع، ومن المستحيل إطعام البشر بهذه القطع من الورق، ومن المستحيل تدفئة المنازل باستخدام الرسملة الافتراضية المتضخمة للشبكات الاجتماعية الغربية. كل هذا مهم، إلا أن ما أتحدث عنه هو أنك لن تتمكن من إطعام أي شخص بالنقود الورقية، فأنت بحاجة إلى طعام، ولن تقوم بتدفئة أي شخص بهذه الأحرف الكبيرة المتضخمة أيضاً، فأنت بحاجة إلى ناقلات الطاقة.
لهذا، أصبح واجباً على السياسيين في أوروبا إقناع مواطنيهم بتناول كميات أقل، والاغتسال مرات أقل، وارتداء ملابس أكثر دفئاً في المنزل، ومن بدأ في طرح أسئلة عادلة: “لماذا يحدث هذا في الواقع؟” يتم وصمهم على الفور بالأعداء والمتطرفين والراديكاليين. ويجعلون من روسيا شماعة لأخطائهم، فيقولون: ها هو مصدر كل مشاكلكم. مرة أخرى يكذبون.
ما أريد التأكيد عليه هو أن كل الأسباب أصبحت موجودة للاعتقاد بأن النخب الغربية لن تبحث عن طرق بناءة للخروج من أزمة الغذاء والطاقة العالمية، التي نشأت من خلال خطأهم، وبالتحديد من خلال خطاياهم، نتيجة سنوات عديدة من سياساتهم قبل وقت طويل من عمليتنا العسكرية الخاصة في أوكرانيا، في دونباس. إنهم لا ينوون حل مشاكل الظلم وعدم المساواة، فهناك خوف من استعدادهم لاستخدام وصفات أخرى مألوفة لديهم.
وهنا يجدر التذكير بأن الغرب خرج من تناقضات أوائل القرن العشرين من خلال الحرب العالمية الأولى، ثم سمحت أرباح الحرب العالمية الثانية للولايات المتحدة الأمريكية بالتغلب أخيراً على عواقب الكساد الكبير، وأن تصبح أكبر اقتصاد في العالم، لفرض قوة الدولار كعملة احتياطية عالمية. وحينما تفاقمت الأزمة الأخيرة في ثمانينيات القرن الماضي، تغلب الغرب عليها إلى حد كبير من خلال الاستيلاء على إرث وموارد الاتحاد السوفيتي، الذي كان ينهار ثم انهار في نهاية المطاف. تلك حقيقة.
الآن، ومن أجل تخليص أنفسهم من مجموعة متشابكة أخرى من التناقضات، يحتاجون إلى كسر روسيا وغيرها من الدول التي تختار مسار التنمية السيادي بأي ثمن من أجل نهب ثروات الآخرين بشكل أكبر وحل التناقضات وسد الثغرات على حساب ذلك. وإذا لم يحدث ذلك، فأنا لا أستبعد أنهم سيحاولون تدمير النظام بأكمله، حيث يمكن إلقاء اللوم على كل شيء، أو، لا قدر الله، استخدام الصيغة المعروفة أن “الحرب ستتكفل بكل شيء”.
إن روسيا تتفهم مسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي، وستبذل قصارى جهدها لإعادة هؤلاء المتهورين إلى رشدهم.
من الواضح أن النموذج الاستعماري الجديد الراهن محكوم عليه بالفشل في نهاية المطاف، لكني أكرر أن أصحابه الحقيقيين سوف يتشبثون به حتى النهاية، فليس لديهم ببساطة ما يمكن أن يقدمونه للعالم، باستثناء الحفاظ على نفس نظام السرقة والابتزاز.
في الواقع، هم يبصقون على الحق الطبيعي لمليارات البشر، معظم البشرية، في الحرية والعدالة، وحقهم في تقرير مستقبلهم بأنفسهم. الآن انتقلوا تماماً إلى الإنكار الجذري للمعايير الأخلاقية والدين والأسرة.
دعونا نجيب على بعض الأسئلة البسيطة لأنفسنا، وأود العودة هنا إلى ما قلته، مخاطباً جميع مواطني بلدنا، ليس فقط للزملاء الموجودين في القاعة، وإنما جميع مواطني روسيا: هل نريد، هنا في بلادنا، في روسيا، أن نطلق على الأم والأب، “الوالد رقم 1″ و”رقم 2″ و”رقم 3” (لقد فقدوا رشدهم تماماً هنا بالفعل!)؟ هل نريد حقاً أن تُفرض الانحرافات التي تؤدي إلى التدهور والانقراض على الأطفال في مدارسنا من الصفوف الابتدائية؟ أن يتم إحاطتهم علما بأنه من المفترض أن تكون هناك أجناس أخرى غير النساء والرجال، وأن تعرض عليهم عملية تغيير الجنس؟ هل نريد كل هذا لبلدنا وأطفالنا؟ بالنسبة لنا، كل هذا غير مقبول، فلدينا مستقبل مختلف.
أكرر أن ديكتاتورية النخب الغربية موجهة ضد كل المجتمعات، بما في ذلك شعوب الدول الغربية نفسها. إنه تحدٍ يواجه الجميع، ومثل هذا الإنكار الكامل للإنسان، والإطاحة بالإيمان والقيم التقليدية، وقمع الحرية، يكتسب سمات “الدين المعكوس”، شيطانية صريحة. لقد قال يسوع المسيح، في عظته على الجبل، مستنكراً الأنبياء الكاذبين: “من ثمارهم تعرفونهم” وتلك الثمار السامة واضحة للناس بالفعل، ليس فقط في بلادنا، وإنما في جميع البلدان، بما في ذلك بالنسبة لكثير من الناس، حتى في الغرب نفسه.
لقد دخل العالم فترة من التحولات الثورية، التي تحمل طبيعة جذرية، حيث يجري تشكيل مراكز تطوير جديدة، تمثل الأغلبية، وأصبحت أغلبية المجتمع الدولي مستعدة ليس فقط الإعلان عن مصالحها، وإنما لحمايتها، والنظر إلى التعددية القطبية كفرصة لتعزيز سيادتها، وبالتالي اكتساب الحرية الحقيقة، والمنظور التاريخي، والحق في الاستقلال والإبداع، والتطوير الأصيل، والعملية المتناغمة.
إن لدينا، كما قلت، كثيرون يشبهوننا في التفكير، في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، كثيرون ممن نشعر بدعمهم. فحركة التحرير المناهضة للاستعمار، وضد الهيمنة أحادية القطب تتطور بالفعل داخل أكثر البلدان والمجتمعات تنوعاً، وسوف تنضج علاماته، وتلك ستكون القوة التي ستحدد الواقع الجيوسياسي في المستقبل.
الأصدقاء المحترمين!
إننا نكافح اليوم من أجل طريق حر وعادل، أولاً وقبل كل شيء من أجل أنفسنا، من أجل روسيا، من أجل أن تصبح الإملاءات والاستبداد من الماضي. وأنا على يقين من أن البلدان والشعوب تدرك أن السياسة القائمة على استثنائية أي من الأطراف، وقدرته على قمع الثقافات والشعوب الأخرى، هي سياسة إجرامية بطبيعتها، ويجب علينا طي هذه الصفحة المخزية. وانهيار الهيمنة الغربية الذي بدأ، لا عودة عنه. وأكرر مرة أخرى أن الأمور لن تعود كما كانت من قبل.
إن ساحة المعركة التي دعانا إليها القدر والتاريخ هي ساحة المعركة لشعبنا ولروسيا التاريخية العظيمة. (تصفيق)، من أجل روسيا التاريخية العظيمة، ومن أجل الأجيال القادمة، ومن أجل أطفالنا وأحفادنا وأحفادهم. علينا أن نحميهم من الاستعباد، من التجارب الوحشية التي تهدف إلى شل وعيهم وأرواحهم. إننا اليوم نكافح حتى لا يدور في خلد أحد في يوم من الأيام أن روسيا وشعبنا ولغتنا وثقافتنا يمكن أن تستثنى أو تحذف من التاريخ. اليوم، نحن بحاجة إلى توطيد المجتمع بأسره، وهذا التماسك الذي لا يمكن أن يقوم إلا على السيادة والحرية والإبداع والعدالة. فقيمنا هي الإنسانية والرحمة والتعاطف.
وأريد أن أنهي حديثي بكلمات الوطني (الروسي) الحقيقي، إيفان إيلين: “إذا كنت أعتبر روسيا وطني، فإن ذلك يعني أنني أحب بالروسية، وأفكر وأدرك بالروسية، وأغني وأتحدث بالروسية، وأؤمن بقوة روح هذا الوطن، روحه هي روحي، وقدره هو قدري، ومعاناته مصدر تعاستي، وازدهاره مصدر سعادتي”.
إن وراء هذه الكلمات، خيار روحي عظيم، اتبعته أجيال وراء أجيال من أجدادنا لأكثر من ألف عام من تاريخ الدولة الروسية. اليوم، نقوم نحن أيضاً بهذا الاختيار، وقد اتخذه مواطنو جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وسكان منطقتي زابوروجيه وخيرسون، الذين اختاروا أن يكونوا مع شعبهم، ومع وطنهم الأم، وأن يعيشوا مصيره، وأن ينتصروا معه.
الحق معنا، وروسيا سندنا”