1:33 صباحًا / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

عودة الى حوار، مع السيدة لينا الأتاسي، والوضع في سوريا الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

عودة الى حوار، مع السيدة لينا الأتاسي، والوضع في سوريا الكاتب والباحث احمد محمود القاسم

لينا الأتاسي، سيدة سورية، من عائلة الأتاسي السورية، العريقة والمعروفة سياسياً، بأن لها باع طويل، في السياسة السورية، بالعقود الماضية، وقد ظهر لي من شخصيتها، كم هي سياسية ودبلوماسية ومتوازنة نسبيا، مع انها تنفي عن نفسها هذا الوصف، وتحرصُ بحديثها على سوريا كدولة مستقلة، وذات سيادة، وشعباً واحداً مُوحداً، وقالت بأن ما يحدث ليس لمصلحة الشعب السوري ولا لأحد في الداخل، بل لمصلحة الأجنبي فقط، وهو مخطط استعماري منذ استقلال سورية عن فرنسة، وقد تحدثتْ عمَّا يحدث في سوريا الآن، من وجهة نظرها الشخصية المحضة، كعادتي، فيمن التقيهن من السيدات، طلبتُ منها التعريف بشخصيتها للقارى، ومن هي لينا الأتاسي ؟؟؟

أجابت وقالت: احمل شهادة البكالوريوس في التجارة .. وأعمل محاسبة، أنا من عائلة معروفة، في حمص وسورية، بشكل عام، عَمْ والدتي هو السيد هاشم الأتاسي، الرئيس السابق، ونور الدين الأتاسي،  ولؤي الأتاسي، وكلهم من الأقرباء، وأجدادي، حكموا البلد لفترة من الزمن …ولي تجارب ومعاناة، خُضْتها بنفسي، كامرأة سورية، استطاعتْ أن تحملَ كل نتائج تحملها هذه المسؤولية، لأنها إحدى أهم الخصائص، التي تتمَّتع بها الحرية، هي تَحمَّل نتائج مسؤوليتها بالكامل، مهما كانت النتائج … الحرية مسؤولية في أعناقنا مُرهقة، وليست الإلقاء بأخطائنا على الآخرين، ومطالبتهم بحرية لا نستحقها. أنا من عائلة قدَّمتْ الكثير من الشهداء، في سبيل فلسطين، واليوم ما يحدث في سوريا، هو إنجاز للمشروع الصهيوني في المنطقة، هو نفس ما حدث لفلسطين عام 1948م، ولكل الدول العربية، هو مشروع متكامل، وإن حاولوا تجزئته، فالمصير واحد، ومشترك.؟؟

بدأت حديثي معها وقلت لها الوضع بشكل عام في سوريا على وشك الانهيار، هل هذا صحيح؟؟؟
بل قلْ في كل المنطقة، كلها على وشك الانهيار، موقف الشعب السوري عقدَّهمْ.
عقبت على حديثها وقلت لها:اكيد ما يحدث في سورية، سينعكس على القضية الفلسطينية فورا وعلى المنطقة بأكملها، ونحن مع الشعب السوري قلبا وقالبا، وكما قلت لك سابقا، هناك مؤامرة قطرية سعودية اسرائيلية على سورية، ولكن كيف الاوضاع لديكم، وهل تحصلون على رواتبكم؟؟؟؟
نحن هنا نتقاضى رواتبنا بانتظام، ولكن الفوضى وانعدام الأمن، هو ما يقلقنا، أما الشعب السوري، فهو صامد من أجل الدفاع عن حقوقه، وما يقلق أيضاً، هو محاولات الاختراق من جهات مجهولة، تعطل النصر والبناء طبعا، الرأسمال والمصالح هي التي تلعب دورها في خلط الأوراق، ولكن يبدو أن شعبنا صعب المراس، وإذا قام لن يهدأ حتى يحقق غايته …؟؟
كيف تسير موازين القوى الان في سورية، ولمصلحة من؟؟؟
الأمور تتجه نحو التأجيج، وموازين القوى لمصلحة لا أحد، المعارضة في الخارج تؤجج الوضع، والشارع يناضل من أجل بقائه، والسلطة أصبحت تحكمها الظروف والمصالح الدولية المحيطة بها …؟؟؟
سمعنا ان هناك نية لوضع فاروق الشرع، مكان الرئيس بشار، ما هي ردة الفعل لدى الشعب السوري في رأيك، هل يقبل بذلك؟؟؟
الشعب لا أعتقد عنده مانع، وإنما المعارضة صرحت بأنها لا تقبل، حتى تربح المعركة، فالشرع هو الرجل الأفضل حاليا لفترة انتقالية، حتى أرى أنه أفضل من كل المعارضين في الخارج، ولكن بشرط، أن لا يبقى أحد من السلطة السابقة، بكل مؤسساتها، والقيادات القطرية والقومية والأمنية …الخ.
وهل هذا معقول!!!! يعني ان تتخلى السلطة عن النظام السابق، بعد كل هذه التضحيات، هذا يمكن قبوله لو ان المعارضة انتصرت حقا؟؟؟
بل زوال السلطة، ومؤسساتها، حتى قبل الرئيس بشار هو الأهم، وإلا ستبقى المعركة مفتوحة، ليس شخص بشار الوحيد المهم، بل الطائفة العلوية كلها، يكفيها أربعون عاما من الظلم والفساد… وهي تحكم شعبا بالقوة، فبالنسبة لي، كنت أفضل أن لا يكون هناك ثورة أصلا، ولكن اليوم وبعد أن قام الشعب، لن يستسلم قبل أن يحقق مسعاه، ويفضل الموت، على أن يعود كما كان سابقا تحت حكم الذل والاستبداد ..؟؟
وهل هم العلويون المشكلة فقط، ام ان هناك اصحاب رؤوس المال من غير العلويين ومن يرتبطون بهم، والفئات الأخرى المستفيدة من بقاء النظام السابق؟؟؟.
وضع سوريا اليوم معقد جدا، والكل يخشى تأزيم الوضع، لأنه يعني تفجير المنطقة برمتها ..وكأننا على فوهة بركان، أي خطأ في لحظة ما، ستفجَر المنطقة كلها، وهذا ما يحتِّم على كل الفرقاء قبول شروط الشعب والثوار على الأرض، وهذا ما يدفعني للقول بقبول رأي الشارع، ولا يطمئن إلا بعد رحيل السلطة برمتها، وهذه فرصته الوحيدة ليحافظ على وجوده، ووحدة أراضيه واستقراره، دون العودة الى الوراء خوفا من المجهول.
هل تعتقد السيدة لينا الأتاسي، ان الحل الان، يمكن ان يكون سلميا، وهناك اي امل بهذا الاتجاه؟؟؟
طبعا، فما زرعه النظام منذ أربعون عاما، يحصده اليوم، تركيبة الشعب السوري، تختلف عن كل الشعوب، من الصعب قيادته بالقوة …الحقيقة التي لا يفهمها أحد، وخاصة من ساهم في تأزيم الوضع في سوريا، أن هذا الوضع، سيقضي على كل من حولهم، فالشعب السوري خطورته أنهم كلهم قادة، ولا يقبل أن يحاور أو يفاوض على وجوده، وإرادته، مهما كان الثمن غاليا.
هل تتوقع السيدة لينا تدخل تركيا الى جانب المعارضة، وهل تقبل لينا بحكم اسلامي لسوريا؟؟؟ على شاكلة، ما جرى في كل من تونس وليبيا ومصر؟؟؟
طبعا لا، والشعب السوري ضد التطرف الإسلامي، ولكن المنطق والعدالة لها كلمة الفصل في هذه الحالة، وهي لإرضاء الشعب، يجب أن يكون رئيس الجمهورية مسلما سنيا، بعيدا جدا عن السلفيين، والأخوان المسلمين، وأن يكون الحكم مدنيا، وليس خاضعاً للإخوان المسلمين، وأن يشارك بالحكومة، كل الأطياف دون استثناء، أي أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، وليس كما يحصل الآن، أن تكون المناصب في الدولة، حكراً للأحزاب أو فئة دينية دون أخرى، بل حسب خبرته وتأهيله العلمي، لأي منصب، يكون مصدره جدارته العلمية والثقافية، والخبرة هي التي تؤهله لأي منصب يتناسب مع مؤهلاته العلمية.
هل تتوقع السيدة لينا الأتاسي سقوط النظام قريبا، وخلال ايام او اسابيع، كما نسمع منذ اشهر، او ان الطبخة لم تنضج بعد، وتحتاج وقت طويل؟؟؟
اليوم تركيا الخطر عليها من الحرب، أكثر من سورية، وكل الدول المجاورة حريصة أن تنأى عن التدخل في المعركة بشكل صريح، خوفاً من تأجيج الصراع، والذي أصبح يهدد الجميع، أما سقوط النظام، ربما يكون اليوم أو غدا أو بعد شهر أو سنوات، أو بعد الانتخابات الأمريكية، أو بعد انتهاء الأزمة الاقتصادية التي تزداد تأزما …الشعب السوري فعلاً، أثبت جدارته في التصدي لكل أعدائه، سواء كانوا من الداخل أو من الخارج، وهذا كان مفاجئ لكل الأطراف، ولم يعد عنده شيئا يخسره، بعد أن فرض وجوده وإرادته على الساحة.
كيف يمكنك وصف الوضع في دمشق من خلال تواجدك فيها؟؟؟
الوضع في دمشق مثله مثل كل المدن السورية،  والحياة فيها تقريبا معدومة،  إلا في  المناطق  المجاورة  …

انتهى موضوع عودة الى حوار، مع السيدة لينا الأتاسي، والوضع في سوريا

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …