شفا – يبدأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، اليوم، زيارة دولة للجمهورية الفرنسية الصديقة.
ويبحث سموه خلال الزيارة مع إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، علاقات الصداقة وآفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب، خاصة في مجالات طاقة المستقبل وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا.
ويناقش الجانبان مجمل القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتمثل زيارة سموه إلى الجمهورية الفرنسية قوة دافعة لتوسيع ودعم نطاق التعاون والشراكة في مختلف الجوانب، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة وتغّير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء في ضوء الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع دولة الإمارات وفرنسا.
وشهدت العلاقات الثنائية بين الإمارات وفرنسا خطوات كبيرة نحو الأمام في السنوات الأخيرة، حيث تخطت العلاقات الثنائية الجوانب الثقافية، إلى القطاعات العسكرية والسياسية والتعليمية والقانونية والتعاون في مجال الآثار والطاقة والسياحة والقطاع الصحي وغيرها.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية الفرنسية ودولة الإمارات بعد مرور عام واحد على ولادة اتحاد الإمارات في العام 1971، حيث بادرت فرنسا بتعيين بول كارتون أول سفير لها لدى الدولة بتاريخ 19 أبريل 1972، وكان في الوقت نفسه سفيراً لدى الكويت، كما عيّنت دولة الإمارات في الفترة نفسها أول سفير لها لدى فرنسا، مهدي التاجر والذي كان في نفس الوقت سفيراً للدولة لدى المملكة المتحدة.
واكتست الزيارات المتبادلة التي يقوم بها كبار المسؤولين في البلدين الصديقين أهمية خاصة، لا سيما أنهم يتناولون خلالها الملفات الساخنة في المنطقة، ممّا يضفي على هذه العلاقات طابعاً مميزاً يدفعها إلى مستوى متقدم من التفاهم المشترك حيال القضايا السياسية العالمية والإقليمية وتنسيق مواقف الدولتين حولها في المحافل الدولية.
وفي عام 2020، أقرت دولة الإمارات وجمهورية فرنسا، خلال الحوار الاستراتيجي الإماراتي الفرنسي السنوي، خارطة طريق للعمل في العقد القادم 2020 – 2030 من خلال تحديد الطموحات والمبادرات المشتركة، لا سيما في القطاعات الرئيسية للتعاون الثنائي، مثل: الاقتصاد والتجارة والاستثمار، والنفط والغاز والطاقة النووية والمتجددة والتعليم والثقافة والصحة والفضاء والأمن، علاوة على ذلك، تلتزم دولة وجمهورية فرنسا بتعزيز روح التعاون الدولي والسعي لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار في جميع أنحاء العالم، وقد عملت الدولتان معاً ومنذ زمن بعيد على دفع عمليات السلام للمساهمة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
وتعد العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية فرنسا استراتيجية من حيث مستوى الاستثمار والاتفاقيات الثنائية والتبادل، وقد بلغت قيمة إجمالي التجارة غير النفطية بين الدولتين نحو 7.5 مليارات دولار في عام 2019، فيما بلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي في فرنسا نحو 172.9 مليون دولار بين عامي 2016 و2020، وبلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الفرنسي في الإمارات العربية المتحدة نحو 3.123 مليارات دولار بين عامي 2016 و 2020.
وتعتبر قطاعات الطاقة المتجددة والفحم والنفط والغاز والمنتجات الاستهلاكية والمنسوجات والنقل والتخزين، من أهم قطاعات الاستثمار في فرنسا، علاوة على ذلك، فقد بلغ عدد الشركات الفرنسية التي تستثمر في دولة الإمارات 207 شركات حتى عام 2019، في ما بلغ إجمالي عدد الشركات الإماراتية التي استثمرت في فرنسا 21 شركة.
ويبلغ عدد الشركات الفرنسية المصدرة للإمارات 5700 شركة من ضمنها 60% من الشركات المتوسطة والصغيرة، وتحتضن دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر جالية فرنسية مغتربة في بلدان الخليج العربي، وتضمّ أكثر من 25 ألف مواطن فرنسي مسجّلين في سجل الفرنسيين المقيمين في الخارج، وتتخذ قنصلية فرنسا العامة من دبي مقراً لها، وفق وزارة الخارجية الفرنسية.
تعاون
وشهدت الشراكة الثقافية بين دولة الإمارات والجمهورية الفرنسية تطورات مهمة في السنوات الأخيرة، وقد جرى في أكتوبر 2018، الإعلان عن عام التعاون الثقافي الإماراتي الفرنسي في باريس، ونتيجة لذلك، تم إطلاق إذاعة باللغة الفرنسية في دولة الإمارات تبث برامجها بمعدل 3 مرات في الأسبوع، وفي ديسمبر 2018، أصبحت دولة الإمارات عضواً منتسباً في المنظمة الدولية للفرنكوفونية، كما تم في نوفمبر 2018 افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي، وهو أول متحف دولي في العالم العربي وأكبر مشروع ثقافي لفرنسا في الخارج.
علاوة على ذلك، ساهمت دولة الإمارات في ترميم المسرح الإمبراطوري لقصر فونتينبلو بالقرب من باريس بمساهمة قدرها 10 ملايين يورو، وبناءً عليه سمي المسرح باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله».
وفي الأول من يوليو الماضي عقدت لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي – الفرنسي اجتماعها الثالث عشر عبر الاتصال المرئي، وشهد الاجتماع نقاشات حول قطاعات رئيسة في التعاون الثنائي كالاقتصاد والتجارة والاستثمار والنفط والغاز والهيدروجين والطاقة النووية والطاقة المتجددة والتعليم والثقافة والصحة والذكاء الاصطناعي والأمن الغذائي والتكنولوجيا المالية وحقوق الملكية الفكرية ومكافحة غسيل الأموال وسياسات مكافحة تمويل الإرهاب والفضاء والأمن.
وتضمن الحوار الاستراتيجي أيضاً نقاشاً مثمراً حول القضايا الاستراتيجية ذات الأهمية الإقليمية والدولية.