شفا – في محاولة لفهم تأثير اقتراح حركة حماس بإنشاء منطقة تجارية حرة في سيناء على مستقبل القضية الفلسطينية وإمكانيات إحياء جهود المصالحة الداخلية وغيرها من القضايا المثارة ..
علي الساحة الفلسطينية استضافت الأهرام الدكتور نايف حواتمة أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وأجرت معه الحوار التالي:
س: مارأيكم في إلحاح حماس علي مصر بان تنشيء منطقة تجارية حرة لقطاع غزة على الجانب المصري من الحدود مع القطاع ؟
ج: نحن نرفض هذه الفكرة تماما وابلغنا مصر رسميا رفضنا إقامة مثل هذه المنطقة التجارية الحرة على الأراضي المصرية وسط اجواء الانقسام الداخلي الفلسطيني لأن هذا يخدم أهداف إسرائيل حيث سيشجعها فورا على إغلاق المعابر التجارية الست التي تربط قطاع غزة ببقية الوطن الفلسطيني وتلقي بكامل مسئولية القطاع على مصر, وهذا ما كانت تسعي إليه منذ سنوات طويلة حيث لم تخف ابدا رغبتها بتشجيع الولايات المتحدة في إلقاء مسئولية غزة علي مصر والضفة الغربية علي الأردن, وبالتالي القضاء على فكرة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وهو المشروع الذي طرحه وزير الخارجية الإسرائيلي إيجال الون منذ أكثر من 30 عاماً وعمل له شارون، والآن يعمل له نتنياهو – ليبرمان.
ونحن من ناحيتنا نرفض إقامة دولة مستقلة لحماس في غزة علي أكتاف مصر لأن هذا لو حدث سيساعد إسرائيل علي ابتلاع القدس والكتل الاستيطانية في الضفة الغربية بشكل كامل ونهائي وترك الفتات للفلسطينيين لكن تحت السيادة الأردنية.
وقد شعرنا بالسرور عندما أبلغنا الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري أنه إذا كان ضروريا إقامة منطقة تجارية حرة مع غزة فليكن هذا بعد تحقق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة تدير الضفة وغزة.
س: أين تقيم قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الآن وهل غادرتم سوريا مثلما فعلت معظم الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي بسبب الأحداث التي تشهدها وتصاعد العنف فيها ؟
ج: تنظيمات الجبهة الديمقراطية وجودها تاريخي في صفوف مخيمات شعبنا في سوريا، وسنبقي فيها حماية للاجئين الفلسطينيين المقيمين بها والذين يزيد عددهم على 600 الف شخص, فهؤلاء في حماية لمن ينظم وجودهم علي الأراضي السورية وقد قررنا منذ اندلاع الأحداث الحالية بسوريا الا نكرر الخطأ الذي وقعت فيه القيادة الفلسطينية خلال الغزو العراقي للكويت فدفع الفلسطينيون في الكويت والخليج ثمنا باهظا، وتعرض التجمع الفلسطيني في العراق للقتل والتشريد بعد سقوط صدام حسين، كما تعرض مخيم نهر البارد شمال لبنان للتدمير الشامل بفعل حماقة “فتح الاسلام”، ونرفض كارثة كبرى لمخيمات الفلسطينيين في سوريا.
ونحن تعلمنا من التجارب التي عشناها في الأردن ولبنان الا نتدخل في الشئون الداخلية للبلد الذي نقيم فيه وألا نأخذ موقفا من طرف ضد آخر يرمي المخيمات والشعب في جحيم الصراع المسلح الداخلي، لأننا شعب له ظروف خاصة حيث أن لنا قضية مركزية تهمنا وهي تحرير أراضينا وعودتنا إلي ديارنا.
س: كيف تتحقق المصالحة الداخلية ؟
ج: نظرا لأن المصالحة معطلة بسبب أصرار حماس علي البقاء في السلطة وفصل غزة عن الضفة الغربية, فلقد طلبنا من مصر أن تستأنف دورها لتحقيق المصالحة من خلال دعوة كافة الفصائل الفلسطينية للاجتماع في القاهرة ووضع جدول زمني لتنفيذ اتفاقيات المصالحة الموقعة بوساطة مصرية وآخرها اتفاق الرابع من مايو2011, وهذا دور مصر وقدرها بحكم مكانتها وموقعها الجغرافي ورعايتها لكافة الأتفاقيات السابقة.
ولدينا امل ان تتمكن مصر من ذلك بحكم تأثيرها على حماس رغم أن الأخيرة تعمل على توطيد علاقاتها بمصر وتعزيز الانفصال في غزة بديلا عن المصالحة, ولكن على الجميع أن يدرك أن تنفيذ أتفاق الرابع من مايو2011 هو السبيل لمواجهة العربدة الإسرائيلية في كافة الاتجاهات والتوسع الاستيطاني واعادة بناء العملية السياسية التي تكلل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدس المحتلة وأي تحرك في اتجاه آخر هو نوع من العبث والأوهام لنه لم يتبق في ايدي الفلسطينيين سوى 15% من مساحة القدس المحتلة و32% تحت السيطرة الإسرائيلية والنسبة المتبقية وهي53% هي مناطق عربية يهودية مختلقة ولذا إن لم تتم المصالحة سيضيع ماتبقي من القدس ويتحمل الجميع المسئولية.