يعرف الجميع أنني لست عضوا في حركة حماس، ولست “حمساوي” التوجه أوالتفكير، وطالما انتقدت العديد من مواقف حركة حماس خاصة بعد انقلابها وسيطرتها منفردة على قطاع غزة منذ يونيو 2007 . ولكن عندما تتخذ حماس موقفا ايجابيا لا أخجل من تثمين ذلك وشكرها عليه، فمهما اختلفت أنا وغيري مع حركة حماس في العديد من مواقفها وممارساتها تبقى تنظيما فسطينيا له شعبية وحضورا داخل المجتمع الفلسطيني في قطاعه وضفته، والدليل على ذلك فوزها في انتخابات عام 2006 على ما يزيد عن ستين بالمائة من اصوات الناخبين الفلسطينيين مما أهّلها لتشكيل الحكومة الفلسطينية برئاسة السيد اسماعيل هنية، رغم كل التطورات السلبية التي أعقبت ذلك من طرفي حماس والسلطة الفلسطينية. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتجني والكذب المفضوح ضد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السيد خالد مشعل، من قبل إعلام مرتزق خائن للشعب السوري، لا أملك إلا فضح هذا الإعلام التابع لوحش سوريا الذي قتل هو وإعلامه وعصاباته الشبيحة ما لا يقل عن خمسة وثلاثين ألفا من الشعب السوري منذ مارس 2010 ، إلى حد أنّه أصبح خبرا عاديا في العالم العربي وكافة أنحاء العالم سقوط ما لا يقل عن 250 قتيلا سوريا كل يوم على يد هذا الوحش وبقايا جيشه وعصاباته، وما لا يقلّ عن ربع مليون لاجىء سوري خاصة في الأردن وتركيا ولبنان.
من الخائن لشعبه؟… وحش سوريا أم خالد مشعل؟
في نشرته الإخبارية مساء الإثنين الأول من أكتوبر 2012 ، وصف تلفزيون وحش سوريا السيد خالد مشعل بأنّه (مقاوم مشرّد خائن)، متفاخرا بأسلوب همجي أنّ الوحش استضاف خالد مشعل في دمشق ووفّر له الإقامة. تصوروا هذا العمل الذي يستحق الافتخار به من قبل الوحش وإعلامه، وإلا فماذا عن الشعارات الكاذبة الخادعة لبعث أمة عربية واحدة، وكيف يفتخر بهذه الإقامة نظام كان وما يزال أنّه نظام المقاومة والممانعة؟. إنّ معايرة السيد خالد مشعل بذلك دليل واضح على ما كرّرته مرارا في العديد من المقالات والمقابلات التلفزيونيةـ أنّ نظام الوحش لم يكن مقاوما وممانعا يوما واحدا، فأية مقاومة وممانعة لنظام لم يطلق رصاصىة على الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 لتحرير الجولان المحتل منذ عام 1967 ، مما يؤيد المعلومات التي تؤكد أنّ هناك صفقة تمت بين الوحش الوالد حافظ والاحتلال الإسرائيلي للتنازل أو تأجير الجولان لمدة 99 عاما، وإلا لماذا لم ينظّم هذا النظام المتوحش حتى مقاومة سلمية أو تظاهرات ضد الاحتلال في الجولان منذ عام 1973 ، بل ما زال ساكتا سكوت الخونة على إعلان الاحتلال الإسرائيلي ضمّ الجولان ومصادقة الكنيست رسميا على ذلك في الرابع عشر من ديسمبر 1981 ، ولم يتقدم نظام الوحش الوالد والولد حتى باحتجاج على ذلك أمام مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة..فماذا يعني هذا يا تلفزيون الوحش وإعلامه المضلل؟
وهل كان نظام الوحوش يسمح لحماس بإطلاق رصاصة على الإحتلال؟
وفعلا فإنّ السؤال الطبيعي والمنطقي هو: من الخائن وحش سوريا أم خالد مشعل؟ والجواب على هذا السؤال يعرفه كل الفلسطينيين الذين عاشوا أو ما زالوا في سوريا. فهل كان نظام الوحوش يسمح لأي تنظيم فلسطيني بما فيها الدكاكين التابعة لمخابراتهم مثل دكان العميل أحمد جبريل، بإطلاق أية رصاصة على الاحتلال الإسرائيلي من الحدود السورية؟. ومن ينسى تعليمات “الضابطة الفدائية” التي هي فرع المخابرات الوحشية المسؤولة عن المنظمات الفلسطينية التي كانت موزعة كتابة بالحرف الواحد: (يمنع منعا باتا إطلاق أية رصاصة على دولة إسرائيل -هكذا في النص وليس الاحتلال الإسرائيلي- من الحدود السورية ومن يريد إطلاق الرصاص فليذهب إلى جنوب لبنان). ومن ينسى ألاف الفلسطينيين الذين ما زالوا مسجونين أو مفقودين فيما يسمّى (فرع فلسطين) في مخابرات الوحوش؟. تصوروا أيها المدافعون عن هذا النظام؟؟ فرع خاص في مخابرات الوحوش خاص بالفلسطينيين!!!. ومن ينسى حصار دبابات الوحش حافظ وعصابات عملائه للرئيس ياسر عرفات ومقاتليه في طرابلس شمال لبنان عام 1983 وقتل مئات من المقاتلين والمدنيين الفلسطينيين؟. أو جرائم الوحوش وعملائهم في حروب المخيمات الفلسطينية في لبنان؟
وبعكس الوحش، فخالد مشعل كان وما يزال هدفا للمخابرات الإسرائيلية،
التي حاولت اغتياله في العاصمة الأردنية في الخامس والعشرين من سبتمبر 1997 ، وقامت باغتيال قيادي حماس الشهيد محمود المبحوح في فندق روتانا بدبي فور وصوله قادما من عاصمة المقاومة والممانعة الوحشية في التاسع عشر من يناير 2010 ، رغم سفره بجواز يحمل اسما غير اسمه الحقيقي، وستكشف الأيام تفاصيل إبلاغ مخابرات الوحش الموساد مسبقا بتاريخ وصول المبحوح والإسم الذي يحمله في جوازه والفندق الذي سينزل فيه في دبي. وتتردد في أوساط المنظمات الفلسطينية المقيمة في دمشق اسم العميد في مخابرات الوحش الذي قام بإبلاغ الموساد بهذه المعلومات، ولن أذكر الإسم لحين التأكد من صحة هذه المعلومات التي تؤكد مصادر هذه المنظمات صحتها بشكل غير قابل للنقض أو المناقشة؟ هذا بينما سارق الأعمال رامي مخلوف إبن خال الوحش صرّح علانية وبدون خجل في مايو 2011 أي شهور قليلة بعد اندلاع الثورة السورية لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حرفيا: “إذا لم يكن هناك استقرار هنا (في سوريا) فمن المستحيل أن يكون هناك استقرار في إسرائيل. لا يوجد طريقة ولا يوجد أحد ليضمن ما الذي سيحصل بعد، إذا لا سمح الله حصل أي شيء لهذا النظام”. وهل يعني هذا غير أنّ هذا النظام وحش على الشعب السوري وحافظ أمين مخلص لأمن الاحتلال الإسرائيلي؟.
وبعكس الوحش ووالده، فخالد مشعل
كما أكّد مسؤولون في حركة حماس يوم الثلاثاء الخامس والعشرون من سبتمبر 2012 ، أنّه “حسم أمره على ما يبدو بعدم الترشح لرئاسة المكتب السياسي للحركة مرة ثانية، وهذا ما أبلغه لاعضاء المكتب السياسي وعدد من القادة خلال اجتماع عقد في القاهرة “. وهذا القرار كي يفسح المجال لقيادات جديدة في الحركة لرئاسة مكتبها السياسي، فيكفيه أنّه رئيس للمكتب السياسي للحركة منذ الرابع والعشرين من مارس عام 2004 عقب اغتيال الموساد الإسرائيلي للمناضل الشهيد الشيخ أحمد ياسين. وخالد مشعل بهذه الخطوة يكون الثاني في المنظمات الفلسطينية بعد المناضل حكيم الثورة الفلسطينية الدكتور جورج حبش الذي رفض من تلقاء نفسه في سبتمبر عام 2000 في المؤتمر العام السادس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الترشح من جديد لموقع الأمين العام للجبهة، فانتخب المؤتمر من بعده الشهيد أبو علي مصطفى الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في السابع والعشرين من أغسطس عام 2001 في مكتبه بمدينة رام الله بالضفة الغربية، ليعقبه المناضل أحمد سعدات القابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ الرابع عشر من مارس 2006 بعد خطفه من سجون السلطة الفلسطينية في مدينة أريحا.
هذا بينما عائلة الوحش،
تستولي على السلطة والحكم بالقوة منذ انقلاب الوحش الأب عام 1970 ليرثه الوحش الولد في تغيير ديكوري لما يسمّى الدستور البعثي بشكل مخزي وعار لا مثيل له، أي أنّ هذه الأسرة الوحشية تستولي على السلطة والثروة السورية منذ 43 عاما، وكأنّ هذا الشعب السوري الأصيل في حضارته لا يوجد فيه من هو أهل للحكم سوى هذه العائلة المتوحشة التي وصلت دمشق من مدينة القرداحة في ستينات القرن الماضي وهي لا تملك سوى القمصان التي تستر أكتافها، وإذا بها منذ انقلاب الوحش الأب عام 1970 تسيطر وتنهب هي وأخوالها من عائلة محفوظ ما يزيد على ستين بالماتئة من ثروة الشعب السوري.
وبناءا على هذه المعطيات والحقائق،
نسأل تلفزيون الوحش وإعلامه الكاذب المضلل و المطبلين له، من هو الخائن لشعبه: وحش سوريا أم المناضل خالد مشعل؟. ويكفي خالد مشعل فخرا، أنّه والمكتب السياسي لحماس غادروا دمشق احتجاجا على جرائم الوحش ضد الشعب السوري وتضامنا مع الشعب السوري الذي لن تتوقف ثورته قبل الإطاحة بالوحش ونظامه، وموقف خالد مشعل وحركة حماس هذا، نقيض لموقف العميل أحمد جبريل وعصابته التي قتلت حتى الآن مئات من الفلسطينيين في مخيم اليرموك الملاصق للعاصمة السورية، لأنّهم يريدون اصطفاف سكان المخيم تضامنا مع الوحش ونظامه، وهؤلاء السكّان الشرفاء يرفضون ذلك بشجاعة وأمانة ضميرية.
www.drabumatar.com