من المسؤول عن خسارة شبيبة فتح في انتخابات بير زيت؟ بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
وبعيدًا عن استثارة العواطف التنظيمية، وللحديث ضمن إطار الموضوعية نقول: من المسؤول عن خسارة شبيبة فتح في انتخابات بير زيت؟، السؤال المنطقي والأكثر عقلانية لمعالجة الأسباب واستخلاص الدروس والعبر، لأننا نتحدث عن حركة “فتح” ذات الإرث الوطني العظيم وصاحبة المشوار ضمن رؤية متوازنة نضالية سياسية ذات خط ثوري مستقيم.
إن خسارة الشبيبة الفتحاوية في مقاعد انتخابات جامعة بيرزيت لها ما لها وعليها ما عليها من منظور تنظيمي الشاهد على واقع حركة “فتح” الذي بات لا يَخفى على أحد، وتراجعها في انتخابات الجامعات والبلديات في الضفة الغربية، سببه الأول والأكيد غياب وحدة “فتح” بهياكلها الحركية وشخوصها المغيبين عنوةً، بسبب اعتلاء البعض مناصب قيادية بالحركة، لا يعلمون عن الواقع التنظيمي سوى التمسك بأجنداتهم ومناصبهم الخاصة المكتسبة من التناقضات والخلافات داخل أروقة الحركة، والفشل الذريع في عدم النهوض بواقعها ولملمة صفوف كافة أعضائها وكوادرها وقادتها، وعدم الاكتراث لكافة الأصوات المناضلة الفتحاوية الحرة التي تنادي على الدوام في ضرورة وحدة الحركة، بدلا من استبدال وحدة الحال التنظيمي في مزيد من اتساع الفجوة الانقسام التي أوجدها أولئك المتربعون على عرش الحركة ظلمًا وعدوانًا، وتهميش واستثناء وفصل الشخوص التنظيمية القيادية المناضلة المتجذرة قولًا وفعلًا في الانتصار المستمر لحركة فتح وإرثها وتاريخها العظيم الممتد على تاريخ نشأة الثورة المعاصرة، في ظل غياب الديمقراطية التنظيمية والاستحواذ بالتفرد في صناعة القرار التنظيمي المخالف والنقيض لواقع الشارع الفتحاوي المنادي والمطالب بوحدة حال الحركة على كافة الصعد والمستويات.
خسارة شبيبة فتح في انتخابات جامعة بير زيت لها من الأسباب الكثير ومن المعطيات والدلائل من كثرة الأزمات والنكبات التي أصابت الحركة في مقتل، فمن أهم هذه الأسباب التي أدت لخسارة الشبيبة الفتحاوية في جامعة بير زيت المعقل الوطني للفكر الحر، غياب الديمقراطية وانتهاك الحريات في الضفة الغربية من قبل الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وتضييق الخناق على كل صوت وميثاق ينادي بحرية الرأي وفتح مساحة للمواطن من منطلق حقوق المواطن للتعبير عن رأيه بكل حرية ، وهذا يعود لعدم فتح الباب أمام استعادة الديمقراطية عبر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وتجديد الشرعيات من أجل الحفاظ على المكتسبات التي يتطلع لها المواطن ضمن افاق وحريات، الأمر الذي انعكس سلبًا على انتخابات الجامعات والبلديات في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية.
لجوء الطلبة في جامعة بير زيت إلى انتخابات قائمة غير قائمة شبيبة فتح له أسبابه، والتي من أهمها أنه لم يدرك المسؤول التنظيمي المتربع على عرش “فتح” عنوةً أن الطلبة هم من فئة الشباب عماد المستقبل والغد الأجمل للمستقبل الوطني، المتطلع للدوام لمزيد من الانفتاحات على الديمقراطية والحريات، والاهتمام بجيل الشباب والجامعات على كافة الصعد والمستويات والتي من ضمنها السياسية والاقتصادية وفتح آفاق مستقبل للكوادر الشبابية المتعلمة من خريجين الجامعات.
خسارة الشبيبة الفتحاوية في انتخابات جامعة بير زيت لم يكن أسبابه سياسية نضالية تتعلق في مسلكية حركة فتح على الإطلاق، لأن فتح لها من الموروث الوطني والنضالي مخزون فاض واتسع أفقه وشاع مداه منذ نشأة الثورة المعاصرة إلى يومنا هذا.
جاءت خسارة الشبيبة الفتحاوية في جامعة بير زيت نتيجة الترهل السياسي وانعدام الأفق الاستراتيجي للسلطة الوطنية للأسف…، بسبب الرؤية الضيقة والفشل الذريع لقادتها ومسؤوليها، وعدم قدرتهم على استنهاض الواقع واستبداله بواقع وطني سياسي إنساني جديد يطمح له كافة الفلسطينيون ضمن معالجة حقيقية للمشروع الوطني المستقل وتحديد ثوابته وخياراته والالتزام في قراراته ضمن برنامج وطني ذات نظام سياسي جديد يحتاج له الكل الفلسطيني دون استثناء.
لعل انتخابات جامعة بير زيت وخسارة الشبيبة الفتحاوية يعتبر درسًا قاسيًا يستنهض الهمم ويزيل ظلال الانقسامية ويحقق الانتصار لوحدوية فتح على طريق استعادة الوحدة الفلسطينية الشاملة المتكاملة، ولعل أيضًا خسارة فتح في معقلها الوطني الأكاديمي جامعة بير زيت يكون بمثابة صحوة ضمير تنظيمي ووطني لأولئك المتربعين على عرش الحركة بقوة الأجندات المتنفذة والمصالح الشخصية الضيفة المخالفة لكافة تطلعات الفتحاويين، ولكل صوت فتحاوي وطني حر يصدح بوحدة الحركة وإنقاذها من ليل التآمر وظلامية المتآمرين.