شفا – رحل عن عالمنا اليوم الخميس، الكاتب والأديب والمناضل الفلسطيني فيصل حوراني، عن عمر يناهز الـ83 عاما، بعد رحلة علاج في مستشفى في سويسرا.
وعانى حوراني في سنوات عمره الأخيرة من أمراض عديدة أبرزها ضمور العضلات الذي أرهق حياته، وأبقاه حبيس العلاج والتنقل بين مستشفيات النمسا وسويسرا.
ولد الكاتب حوراني في قرية المسمية (قرب غزة) سنة 1939م.أتم دراسته الثانوية في دمشق، وحصل على ليسانس فلسفة واجتماع وعلم نفس في جامعة دمشق سنة 1964م عمل عملاً يدوياً حتى عام 1958، ثم عمل في التدريس حتى عام 1964م ثم عمل في الصحافة حتى سنة 1971م حين تفرغ للعمل في أجهز منظمة التحرير الفلسطينية، ومنذ عام 1979 عمل باحثاً في مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت. نشر شيئاً من أعماله في الصحف والمجلات العربية، وحضر مؤتمرات أديبة وثقافية وسياسية في بلدان عديدة.
والمناضل حوراني، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، وأحد مؤسسي اتحاد الكتاب الفلسطينيين، ومدير تحرير سابق لمجلة “شؤون فلسطينية” التي كان تصدر عن مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد صدر له ثلاث روايات: “المحاصرون”، و”بير الشوم”، و”سمك اللجة”. وصدر له أيضاً ثلاث دراسات: “الفكر السياسي الفلسطيني 1964-1974″، و”العمل العربي المشترك وإسرائيل: الرفض والقبول”، و”جذور الرفض الفلسطيني”.
تزوج حوراني من المناضلة اليهودية الأممية باولا حوراني التي توفيت عام 2017 بعد صراع من المرض، وأفنت حياتها من اجل فلسطين والشعب الفلسطيني في كل المحافل وعلى امتداد أوروبا وفلسطين.
وقال منذر أبو زيد أمين سر حركة فتح في النمسا لـوطن، إن رحيل المناضل حوراني، خسارة لفلسطين وللجاليتين الفلسطينية والعربية في النمسا خاصة وأوروبا عموما. مضيفا أنه قامة وطنية نضالية أدبية فلسطينية عربية وأممية، ساهم في نشر الوعي والثقافة الوطنية على مستوى أوروبا والعالم.
وأضاف أبو زيد الذي كان مرافقه في رحلة علاجه في النمسا، أن الراحل حوراني ساهم في شحذ الهمم الوطنية والثقافية العربية، وكأن أحد أبرز رافدي الثورة الفلسطينية بالأدب وعايش الثورة الفلسطينية في بيروت وتنقل بين عدة دول، ونقل معاناة شعبه أينما حل ورحل.
وتقدم أبو زيد بأحر التعازي والمواساة لبنات حوراني وذويه، وعموما شعبنا بفقدانهم قامة وطنية وأدبية فلسطينية كبيرة.
ونعى وزير الثقافة الدكتور عاطف أبوسيف الكاتب والمفكر الفلسطيني فيصل حوراني الذي وافته المنية صباح اليوم في جنيف عن 83 عاماً.
وقال أبو سيف في بيان صادر عن الوزارة إن الثقافة الفلسطينية خسرت اليوم واحداً من أكبر كتابها ومثقفيها الطليعيين وقامة ساهمت في تعزيز الفكر الوطني وتمكين الهوية الوطنية من خلال كتاباته ومؤلفاته المختلفة التي لامست الهم العام.
واضاف لقد قدم فيصل حوراني مساهمات جادة في تعميق الوعي وفي الحفر في مكونات الهوية الوطنية تأسيساً على مسيرة اللجوء والشتات وإعادة الانبعاث والتكوين وإن خالدة فيصل “دروب المنفى” التي سجل فيها حياة شعبنا منذ ملاحظاته البكر طفلاً في المسمية وتفاصيل الحياة الدقيقة قبل النكبة حتى قيامة الفلسطيني بعد الثورة ستظل مرجعاً هاماً لقراءة تحولات الحياة التي مر بها شعبنا وإدانة للعصابات على ما اقترفت وشهادة على جبروت وقوة شعبنا.
واضاف ايضاً ان الراحل فيصل آمن بالفينيق الفلسطيني القادر على مواصلة الطريق رغم كل الصعاب وأحب فلسطين التي تربى في حقولها وركض على سواقيها وعشق هوائها وكتب لها باحثاً دوماً عن فردوسه المفقود.
وختم أبو سيف إن إرث فيصل حوراني سيظل نبراساً للأجيال القادمة وهي تبحث عن البلاد حتى تستعيدها مؤكداً أن الحكومة ستعمل على تعميم هذا الإرث والحفاظ عليه من أجل التأكيد على رسالة فيصل الخالدة وفكره الوطني.
ونعت بناته، “لمى ولينا وليلى”، وباقي أسرته بالحزن واللوعة الكتاب والمناضل حوراني الذي حمل فلسطين وطنا في الذاكرة ليخلدها في ذاكرتنا.
وأشارت أسرته إلى أنه سيتم الإعلام عن موعد وصول الجثمان الى رام الله، والتشييع في فلسطين.