شفا – جاء الإعلان أمس عن توقيع مركز محمد بن راشد للفضاء اتفاقية لإرسال أول رائد فضاء إماراتي لمحطة الفضاء الدولية في مهمة تستغرق 6 أشهر، لتشكل محطة جديدة متقدمة وناجحة في برنامج الإمارات للفضاء، الذي أفرز فريقاً وطنياً يتكون من 4 رواد فضاء، يتم تأهيلهم وتدريبهم حالياً بشكل احترافي ومتقدم، ليحجز واحداً منهم مقعداً ضمن المهمة الجديدة، والتي سيمكن من خلالها تشغيل محطة الفضاء الدولية، وهي المهمة النوعية التي يتم إعدادهم لها بشكل حثيث في مركز جونسون للفضاء التابع لـوكالة «ناسا».
فريق وطني
وحالياً يواصل فريق رواد الفضاء الإماراتيين الأربعة هزاع المنصوري وسلطان النيادي ونورا المطروشي ومحمد الملا، تدريباتهم المحترفة والمتقدمة في المركز استعداداً للمهمة التي ستجعل الإمارات الـ11 التي سترسل مهمة طويلة في الفضاء.
وذلك بهدف تطوير إمكاناتهم وقدراتهم حتى يصبحوا «مشغلين» لمحطة الفضاء الدولية، وقادرين على إجراء كافة مهمات رواد الفضاء المحترفين، والتي تشمل الصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها على متن المحطة الدولية.
وتتنوع التدريبات في مركز جونسون بأميركا، والتي من شأنها تأهيل الرواد لتشغيل محطة الفضاء الدولية، وهي المهمة المقبلة التي يسعى الرواد لتأمين كرسي على متن إحدى الرحلات الفضائية بها مستقبلاً، فيما تعد هذه التدريبات احترافية بشكل كبير، وتشمل التدريب على مهمات السير الفضائي خارج محطة الفضاء الدولية، والبقاء لفترات طويلة فيها، والتدريب على العديد من العمليات التي تتم على متنها، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات وغيرها الكثير من التدريبات.
تشغيل المحطة
وخضع المنصوري والنيادي ولا يزالان لتدريبات احترافية، شملت إجراء المهمات الروتينية التي يقوم بها الرواد على متن محطة الفضاء الدولية، مثل تشغيل والتعامل مع أنظمة الحواسيب، وتخزين المعدات وتحديد مواقعها، والتواصل مع المحطات الارضية، وصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها، والتعامل مع أنظمة المحطة الدولية والتحكم في الروبوتات.
فضلاً عن دراستهما لعلوم الديناميكا الهوائية والفيزياء ووظائف الأعضاء، وأساليب متابعة سفن الفضاء، ودراسة كيفية عمل محركات الصواريخ وميكانيكا الطيران، والاطلاع على علوم مختلفة أخرى مثل الجيولوجيا التي تساعدهم في التعرف على طبيعة سطح القمر وغيرها من الأمور ذات الصلة المعرفية.
سير فضائي
فيما تلقى الرائدان أيضاً تدريبات في مختبر الطفو المحايد وهو أحد أهم الأساليب لتحضير الرواد لمهمات السير في الفضاء، حيث يكون الجسم معلقاً خلالها في حالة بين الطفو والغرق، ويأتي ذلك لوضع رواد الفضاء في حالة شبيهة بانعدام الوزن والجاذبية، حيث يمضون 6 ساعات تحت الماء، والتي تعادل ساعة سير بالفضاء، وإضافة إلى ذلك تضمنت التدريبات العملية التي يجريها الرائدان، قيادة الطائرة النفاثة T-38، وإجراء مناورات أثناء الصعود و الهبوط، على ارتفاعات أكثر من 5 كيلومترات، بالإضافة إلى تعلم كهرباء الطائرة وكيفية استعمال كرسي الإنقاذ، وعمل إجراءات قياسية تشابه بعض مهمات محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن كيفية التعامل والتواصل مع طاقم الطائرة والتخاطب معهم تحت ضغوطات معينة لقياس ردود أفعالهم وتوقيتاتها، التي يجب أن تكون مثالية حتى يتعودوا كيفية اتخاذ القرارات الصعبة في الفضاء.
وانتهى المنصوري والنيادي مؤخراً من تدريبات الذراع الروبوتية «كندارم 2» في وكالة الفضاء الكندية المخصصة لالتقاط مركبات الشحن والعمل على مساعدة رواد الفضاء في مهام السير في الفضاء والتعامل مع الحمولات الخارجية، وتعتبر الذراع الآلية «كندارم 2» جزءاً من مساهمة كندا في محطة الفضاء الدولية (ISS).
ويبلغ طولها 17 متراً، وشاركت على نطاق واسع في تجميع المحطة الدولية التي تدور في المدار حول الأرض، فيما يواصل الرائدان تدريباتهما المتواصلة خلال الفترة المقبلة استعدادا للرحلة طويلة الأمد التي تم الإعلان عنها.
مهارات جديدة
من جهتهما يواصل رائدا الفضاء نورا المطروشي ومحمد الملا تدريباتهما أيضاً والتي يشتركان في كثير منها مع المنصوري والنيادي في مركز جونسون، فضلاً عن الإعداد الكبير الذي يتم لهما، كونهما من الدفعة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء والذي يتم إعدادهما بشكل متدرج ليصلا إلى المستوى المتقدم الذي بلغه زميلاهما المنصوري والنيادي.
وتشمل تدريبات الرائدين العديد من المعارف المتخصصة، وذلك لاكتساب مهارات جديدة، تؤهلهما لتشغيل محطة الفضاء الدولية، والقيام بمهمات نوعية طويلة في الفضاء، ومن بين هذه التدريبات التعرف على علوم الديناميكا الهوائية والفيزياء ووظائف الأعضاء، وأساليب متابعة سفن الفضاء، و كيفية الاتصال بالرواد في الفضاء، وأهمية الأجهزة في محطة الفضاء الدولية.
وطرق العيش في الغابات والصحراء، وذلك بهدف تجهيزهما لحالات الهبوط الاضطراري في المناطق النائية، بالإضافة إلى تدريبات يحصلان عليها داخل معامل الفضاء تساعدهما على تشغيل معدات خاصة وأجهزة لازمة لإجراء تجارب علمية وهندسية.
تدريبات نوعية
وتتضمن التدريبات النجاة على كيفية إجراء هبوط اضطراري في المياه، مثل هبوط مكوك الفضاء في المحيط أو هبوطه على ممر جوي، وغيرها من التدريبات التي تؤهلهما للتعامل مع كافة حالات الهبوط الاضطراري في كافة البيئات، فضلاً عن دراسة كيفية عمل محركات الصواريخ وميكانيكا الطيران، والاطلاع على علوم مختلفة أخرى مثل الجيولوجيا التي تساعدهم في التعرف على طبيعة سطح القمر وغيرها من الأمور ذات الصلة المعرفية.
وأنهى الملا والمطروشي مؤخراً التدريب على طائرات T6 مع البحرية الأمريكية في فلوريدا، وتم تصميم هذه التدريبات للإعداد للطيران على طائرات T38 النفاثة لإجراء مناورات أثناء الصعود والهبوط، والتعرض لقوى «جي» (تسارع) عالية، فضلاً عن التعرض للمواقف الطارئة، والتخطيط لمسار الرحلة.
والتواصل مع أبراج مراقبة الملاحة الجوية، وعمل إجراءات قياسية تشابه بعض مهمات محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن كيفية التعامل والتواصل مع طاقم الطائرة والتخاطب معهم تحت ضغوطات معينة لقياس ردود أفعالهم وتوقيتاتها، التي يجب أن تكون مثالية حتى يتعودوا كيفية اتخاذ القرارات الصعبة في الفضاء.
وضمن استعداداتها وتدريباتها المتواصلة أجرت نورا المطروشي كذلك خلال الفترة الماضية مسحاً بالليزر ليديها وذلك لتحديد المقاسات الدقيقة للقفازات التي ستستخدمها مع بدلة الفضاء الخاصة بها، وذلك في صندوق القفازات المضغوط، حيث يمكن لرواد الفضاء التحقق من حجم وقياسات القفازات ومدى الحركة بالإضافة إلى تجربة بعض الأدوات التي سيتعاملون معها أثناء ارتداء القفازات في الفضاء.
وشهدت مسيرة «برنامج الإمارات لرواد الفضاء» منذ إطلاقه محطات بارزة عدة أهمها تقديم 8327 شخصاً لنسختيه أفرزت فريقاً وطنياً يتكون من 4 رواد يستعدون للقيام برحلات طويلة وتشغيل محطة الفضاء الدولية.