أنا الأرض فليرحل العابرون بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
الثلاثين من آذار- مارس يوم الأرض الذي يحيه الفلسطينيون من كل عام ، لذكرى تجسد معنى الانتماء المتواصل للأرض والانسان، حيث استشهد قبل46 عامًا 6من خيرة أبناء شعبنا في الداخل المحتل من بينهم مناضلة من نساء فلسطين، على إثر اعلان حكومة الاحتلال الاسرائيلي في العام 1975، التي كان يرأسها اسحاق رابين عن خطة لتهويد منطقة الجليل شمال الأرض المحتلة فلسطين، حيث صادقت حكومة الاحتلال في 29شباط من العام 1976 على مصادرة 21 ألف دونم تعود ملكيتها لفلاحين فلسطينيين من بلدات سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد، من أجل بناء مستوطنات اسرائيلية.
يوم الأرض أحد القضايا المحورية الرئيسية التي ترمز للوجود الفلسطيني والتمسك بأرضه طال زمن الاحتلال أم قصر، لأن الأرض العنوان والتاريخ والميلاد للأجيال الفلسطينية المتعاقبة من سالف الزمان وتاريخ الأجداد.
تشكل الأرض البعد المعنوي والانتماء الذاتي للإنسان، لأنها مصدر الانتماء والاستقرار والأمان، والقيمة الانسانية والتاريخية، التي تدلل على التمسك بالهوية الوطنية ، ضمن تاريخ ممتد من الحضارات والثقافات والعطاء والتضحيات.
يوم الأرض الفلسطيني ، ليست ذكرى عابرة، وليست مجرد ذكرى يتم احيائها كل عام، بل هي تعبير عن مضمون صدق الانتماء والوفاء على طريق الاستمرار بالتضحية والعطاء لأرض محتلة لا بد من تحريرها وعودتها لأصحابها ، لأنها حق مشروع ضمن عقيدة وطنية عنوانها التقدم لا الرجوع على طريق تحرير الأرض والانسان.
في يوم الأرض لا بد أن يكون الأفق السياسي والوطني الفلسطيني أكثر رؤية واتساع ، من أجل الحفاظ على هوية الأرض، من خلال تمسك شعبنا بأرضه ومحاربة التهويد والاستيطان والطرد والتشريد والتطهير العرقي التي تمارسه سلطات الاحتلال كل يوم، وخير مثال ودليل الشيخ جراح والنقب، وغيرها من القرى الفلسطينية التي تصحو كل صباح على استيلاء قطعان المستوطنين على أراضيها.
يوم الأرض لا بد أن يكون يومًا لتعزيز سبل الوحدة الوطنية من أجل انهاء الانقسام السياسي بشكل فوري وعاجل هذا من جهة ، وايجاد برنامج وطني شامل متكامل يقوم على نظام سياسي جديد يحدد العلاقة مع الاحتلال ، والبحث عن عوامل التقدم بشكل يضمن استمرار الحالة السياسية والنضالية ضمن خط مستقيم ونهج سليم ، يجعلنا كفلسطينيين جميعًا نقترب من فجر الحرية والدولة المستقلة.
في يوم الأرض المجد كل المجد للشهداء أصحاب الانتماء والعطاء والتضحية والوفاء، وللأرض الحبلى بالانتصارات التي تصنعها باستمرار دماء الشهداء الأبرار، من خلال شعارهم الوطني الموحد، أنا الأرض فليرحل العابرون.