هادي عمرو … والانتخابات المحلية… والعصف الاوكراني بقلم : نبيل عمرو
هذه هي عناوين المشهد السياسي الفلسطيني في الوقت الراهن.. هادي عمرو هو السقف الأمريكي المعتمد للعلاقة معنا، وقد زارنا وكل الذي صدر بعد الاجتماعات التي اجراها هو إعادة للمطالب المتكررة التي نتلوها على مسامع زوارنا من مختلف جنسياتهم ومستوياتهم، دون ان نسمع ولو كلمة واحدة مما قال ضيفنا، الذي هو صاحب القرار في مجال الفاعلية.
وهذه واحدة من الحلقات المكسورة في السلسلة الفلسطينية، فالمواطن عندنا يعرف ما يقال له عن طلباتنا ولا يراد له ان يعرف جواب من توجهنا اليه، والمسألة هنا ليست مجرد ما ينبغي ان يقال ولا يقال، بل يصل الامر حد الرهانات الأساسية في العمل السياسي، وما هو ظاهر رغم التستر عليه هو انخفاض السقف الأمريكي في التعامل معنا.. وانخفاض مستوى الاهتمام القديم الذي كان سياسيا الى مستوى آخر ليس في مصلحة قضيتنا ومطالبنا واحتياجاتنا الحقيقية.
ودعنا السيد هادي عمرو وغادر على امل عودة ثانية ليستمع الى مطالبنا المتكررة، وليلوذ بالصمت حيال المهم منها.
الانتخابات المحلية.
اظهر موسم الانتخابات المحلية خصوصا في مرحلتها الثانية حيث الكيانات الكبرى، نزوعا شعبيا نحو مبدأ الانتخابات كضرورة وطنية سياسية وحياتية، تجسد ذلك من خلال غزارة القوائم المتنافسة واحتمالات ارتفاع نسبة الناخبين، مع قلة انضباط للفصائل الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وظهر ان الحاضر الأقوى في هذه الانتخابات هو التوليفات العشائرية التي تستخدم الفصائل والعكس بالعكس.
رغم أهمية الانتخابات المحلية على صعيد إدارة وتوفير الخدمات للناس، الا ان الحلقة المكسورة الثانية هي اللجوء الى الانتقائية الانتخابية التي دأبت عليها الطبقة السياسية بما في ذلك السلطة بحيث تم استبعاد الأساسي وهو التشريعية والرئاسية ومنظمة التحرير، ما يوحي بأن اجراء المحلية على حساب العامة يفتح الباب امام التشكيك في علاقة المحلية بادامة الحكم الذاتي.
والتشكيك كذلك باستبعاد اهم مقومات السيادة المستقبلية التي هي الهدف الأساسي للكفاح الوطني الفلسطيني واداته الانتخابات العامة.
المشهد الحالي فيه مفارقات ملفتة منها مثلا… ان الشعب يريد الانتخابات العامة أساسا وقد ظهر ذلك بصورة حاسمة حين اوشكنا على الوصول الى الصناديق لتنفيذ استحقاقات الانتخابات الثلاثية والتي تم التراجع عنها، اما الطبقة السياسية التي تدعي تمثيل الشعب وقيادته فهي لا تريد الانتخابات العامة كونها الاختبار الحاسم لمكانتها المتراجعة أصلا بانتخابات ومن دون انتخابات، وهذه ثاني الحلقات المكسورة من السلسلة الفلسطنية تلك التي تفقد فاعليتها اذا لم تترابط حلقاتها جميعا.
العصف الاوكراني.
يتحدث الفلسطينيون عن تطورات الحرب الأوكرانية كما لو انها تجري في بلادهم، ومثلما هم منقسمون على الشأن الفلسطيني فهم منقسمون كذلك على الحرب.
الفلسطينيون ينتمون الى قطاع الذين يتأثرون ولا يؤثرون، وليس لهم في هذه الحرب غير تذكير العالم بانعدام العدالة تجاه قضيتهم وحقوقهم وهذا يندرج ضمن البعد الأخلاقي والقيمي الذي لا تعترف به الدبابة ولا انابيب النفط ولا أكياس القمح والحنطة، ولا احتياطات اليورو والدولار والايوان والروبل والاسترليني وحتى الشيكل، وكل هذه المؤثرات لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ولا حتى خيطا وابرة فنحن ومن هم مثلنا من المستهلكين غير المنتجين ننتظر خلاصات حروب الاخرين وننتظر كذلك عطف المانحين ومراعاتهم لنا ولو بالحد الأدنى، دون ان نحرك ساكنا في الامر الوحيد الذي نملك وهو ترتيب بيتنا المنقسم والمتوغل في المزيد منه ودون ان نصوب ادارتنا التي تعجز عن معالجة شجار بين عائلتين ودون ان نستبدل الشكوى من الظلم الإسرائيلي والدولي بالعمل على وقف ظلمنا لانفسنا وهذه هي الحلقة الثالثة المكسورة في سلسلتنا وحين يكون المكسور اكثر من الصحيح، فهنا تكمن مأساتنا وعقم رهاناتنا ، فنحن من الذين قيل عنهم “الدعاء دون قليل من القطران لا يجدي”.