شفا -تستمر الاشتباكات والعمليات العسكرية في مدينة حلب وعدد من مناطق الريف في شمال البلاد، الخميس، تتخللها هجمات للمقاتلين المعارضين ومعارك في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بيان بعد الظهر إن “اشتباكات عنيفة وقعت بالقرب من مطار النيرب” العسكري في محافظة حلب، مشيراً إلى “أنباء عن خسائر بشرية” في صفوف المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.
وكان مقاتلون معارضون هاجموا في الصباح الباكر “حواجز ونقاط تجمع للقوات النظامية في ريفي حلب الغربي والجنوبي”، بحسب المرصد الذي أشار إلى “انفجار سيارة مفخخة فجراً عند حاجز إيكاردا للقوات النظامية على طريق حلب دمشق الدولي”. ووقعت اشتباكات بين الطرفين بعد هذه الهجمات.
وأورد مراسل فرانس برس في حلب نقلاً عن مصدر عسكري في الجيش السوري خبر الانفجار، مشيراً الى أنه نتج عن رفض سائق باص الامتثال لأوامر الجنود النظاميين على احدى نقاط التفتيش الواقعة قرب مدينة البرقوم على بعد 25 كيلومتراً جنوب مدينة حلب.
وقال المصدر: “عندما رأينا الباص قادماً وخالياً من الركاب، أثار الأمر ارتيابنا، فطلبنا من السائق التوقف، لكنه رفض. عندها أطلقنا النار، ما تسبب بانفجار الباص”.
وأضاف “كان الانفجار قويا جدا. رأينا كتلة من النار كبيرة الى درجة أحرقت الاسلاك الكهربائية”.
وأشار المصدر إلى أن مسلحين هاجموا بعد ذلك الحاجز العسكري، ووقعت اشتباكات استمرت ساعات.
وأفاد المرصد من جهة ثانية بقصف تعرضت له مناطق عدة في ريف حلب أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وذكر قادة مجموعات مقاتلة معارضة أن المعارضين يسيطرون على كل المحاور المؤدية الى مدينة حلب حيث تدور منذ العشرين من يوليو/تموز معارك ضارية.
وتعرضت أحياء سليمان الحلبي والصاخور الميسر ومساكن هنانو وطريق الباب في شرق المدينة، والكلاسة (جنوب)، الخميس، لقصف عنيف من القوات النظامية أدى إلى سقوط جرحى وتهدم عدد من المنازل، بحسب المرصد الذي كان أشار صباحاً الى اشتباكات في الصاخور (شرق) والأشرفية وجمعية الزهراء (شمال غرب).
وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى ان القصف المدفعي يشمل أيضاً حي المرجة في وسط المدينة.
وأفاد المرصد بتعرض مدينة خان شيخون في محافظة ادلب (غرب) للقصف، ما أدى الى سقوط خمسة قتلى بينهم أربعة أطفال دون الثامنة عشرة من العمر.
كما قتل عنصران من القوات النظامية بعد استهداف آليتهم قرب مدينة جسر الشغور.
وفي درعا (جنوب)، اقتحمت القوات النظامية بلدة المزيريب “بعد أن أسر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة عناصر قسم الشرطة في البلدة” بحسب المرصد، الذي أشار إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف تتعرض له البلدة.
وفي محافظة حمص (وسط)، تجدد القصف على مدينة الرستن التي تعتبر أحد معاقل الجيش السوري الحر، وعلى بلدة الجوسية الواقعة على الحدود اللبنانية وجوارها.
وفي محافظة اللاذقية (غرب)، وقعت اشتباكات عنيفة في قرى جبل التركمان التي تتعرض للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد، الذي أشار إلى معلومات “عن بدء القوات النظامية عملية عسكرية في ريف اللاذقية الشمالي الذي تعتبر غالبية مناطقه خارج سيطرة النظام، وبشكل أساسي قرى جبلي الاكراد والتركمان”.
وشملت العمليات العسكرية دمشق وريفها، وحصدت أعمال العنف في كل سوريا 62قتيلاً، الخميس، وفق حصيلة مؤقتة.
وفي مدينة بانياس الساحلية، أفرج الخميس عن النساء اللواتي اعتقلن، الأربعاء، مع عدد آخر من الأشخاص في حملة دهم للقوات النظامية، بحسب المرصد.
وتأتي هذه التطورات غداة يوم هو الأكثر دموية في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 18 شهراً، قتل خلاله 305 أشخاص، بحسب المرصد، الذي قدر عدد ضحايا النزاع منذ منتصف مارس/آذار 2011 بأكثر من 30 ألفاً.