شفا – من سيخلف خالد مشعل في رئاسة حركة “حماس” بعد أن تأكد رسميا عدم ترشحه لدورة جديدة، تنافس بدأت ملامحه تدور داخل أروقة “الحركة” بهدوء مؤقت، قد يتحول الى جدل صاخب، خاصة وأن فريق خالد مشعل يشعر بغضة سياسية من “اتهامات” يسوقها له فريق من داخل حماس – غزة يتقدمه محمود الزهار الذي أعلن ذلك في أكثر من تصريح علني أثارات جدلا واسعا في حينه، واختيار رئيس جديد لحماس قد يشهد شكلا من اشكال “الصراع الجغرافي” في سباقة جديدة على حركة “حماس” خاصة في المستويات القيادية، “صراع” بين قطاع غزة والضفة الغربية، وهو ما يمكن تلمسه في الحديث عن ترشيح صالح العاروري الاسير المحرر، ومن سكان رام الله قبل طرده للخارج، ويعد أحد أبرز المقربين لمشعل..
وفي السياق التنافسي، ذكرت مصادر في الحركة أنه يتوقع على نطاق واسع أن يكون خليفته من قيادات الخارج. واستبعدت المصادر في حديث لـصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية أن يتم كما يشاع انتخاب إسماعيل هنية أو أي من قيادات الحركة في القطاع لهذا الموقع لاعتبارات سياسية وطنية واعتبارات تتعلق بمتطلبات هامش حرية الحركة، الذي يتوجب أن يتاح لرئيس المكتب السياسي.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها أن حقيقة أن الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني خارج الوطن، تفرض وجوب أن يواصل قيادي في الخارج تبوء موقع رئيس المكتب السياسي للحركة.
وأشارت المصادر إلى أن رئيس المكتب السياسي يتوجب أن يتمتع بقدرة كبيرة على التحرك السياسي والدبلوماسي بما يضمن توثيق علاقات الحركة مع الدول العربية والإسلامية، سيما في مرحلة ما بعد الربيع العربي. وأوضحت أن هناك أهمية كبيرة لوجود رئيس المكتب السياسي في الخارج لكي يتمكن من القيام بكل الاتصالات التي تضمن الدعم المادي للحركة.
ورجحت المصادر أن يتم اختيار الدكتور موسى أبو مرزوق رئيسا جديدا للمكتب السياسي، مع العلم بأنه سبق له أن تولى الموقع قبل 16 عاما وأبعد عنه بعد اعتقاله في نيويورك بتهمة قيادة حركة إرهابية، وأفرج عنه بعد التوصل إلى صفقة يتنازل بموجبها عن جنسيته الأميركية، وتولى مشعل رئاسة المكتب منذئذ. وأوضحت أنه بالإضافة إلى أنه لا يوجد أكثر ملاءمة من أبو مرزوق الذي يقيم حاليا في مصر لتولي المنصب، فإنه يحتفظ بعلاقات «أكثر دفئا»، مع قيادات الحركة في غزة. وشددت المصادر على أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد إجراء الانتخابات لاختيار الزعيم الجديد للحركة، مشيرة إلى أن الاجتماع الأخير الذي عقد للمكتب السياسي للحركة في القاهرة بحث هذه المسألة.
ومن جهة أخرى، علمت «الحياة» اللندنية أيضاً أن قيادياً بارزاً في الحركة دخل إلى المنافسة على خلافة مشعل، إلى جانب إسماعيل هنية الذي يرأس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة وموسى أبو مرزوق. وقالت المصادر الحمساوية إن «القيادي البارز في الضفة الغربية والمقيم حالياً في تركيا صالح العاروري بات أحد أبرز الأسماء المطروحة لتولي المنصب».
وتحدثت المصادر عن علاقة وطيدة بين مشعل والعاروري، مؤكدة أيضاً أنه يحظى بشعبية واسعة داخل أطر الحركة في الضفة والخارج وفي بعض دوائر المجلس العسكري في الداخل.
وكان العاروري تعرض للأسر في سجون الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 17 سنة. ويترأس حالياً ملف الأسرى والدائرة السياسية في الضفة الغربية، كما ينظر إليه على أنه «مهندس» صفقة الأسرى الفلسطينيين التي أفرجت «حماس» بموجبها عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين.