شفا – أكد الدكتور أحمد حسني أمين سر مفوضية الإعلام في حركة فتح بساحة غزة، أن كلمات الراحل الكبير محمود درويش اختصرت مشوار الشهيد القائد ياسر عرفات “أبو عمار” في جملتين عندما قال “كان ياسر عرفات الفصل الأطول في حياتنا، وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة الناهضة من رماد النكبة إلى فكرة الدولة”، هذا هو ياسر عرفات.
وأضاف حسني ، ياسر عرفات شخصية جامعة، وتُعبر عن ثوابت ومرتكزات شعبنا الفلسطيني وهو باعث لهويتنا الوطنية، وعنوان لكفاحنا ولقضيتنا، واستطاع برمزيته أن يحول طوابير اللاجئين إلى قوافل من المقاتلين والمناضلين.
وأردف حسني، ما تناولته مؤسسة ياسر عرفات خلال المعرض كان بمثابة صدمة لجميع أبناء شعبنا، ولا يقتصر على أبناء حركة فتح فقط.
وتابع، للأسف يسعى البعض إلى تحطيم القدوة والرمز ، في حين أن شعوب العالم جميعاً تدافع عن رموزها وتخلد عناوينها، فنحن نتحدث عن ياسر عرفات وليس عن شخص طارئ أو عابر سبيل”، مضيفاً: نتفهم فن الكاريكاتير ونعرف أصوله، ولكن هناك رموز وفي مقدمتها ياسر عرفات يصعب الاقتراب منها.
وواصل حديثه، كان لا بد من وقفة من قبل تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح لتعيد الاعتبار لرمزية أبو عمار، وتؤكد على حجم التفاف شعبنا حول هذه الشخصية العظيمة”.
وحول موقف تيار الإصلاح الديمقراطي، السياسي والتنظيمي من جريمة المساس برمز الثورة ياسر عرفات، قال حسني، ياسر عرفات هو خاتم أنبياء الثورة، والمساس به هو مساس بتاريخ شعبنا برمته، وأي محاولة لتشويهه عبر رسوم مسيئة ، هي محاولة بائسة ويائسة، وتصدر من مرضى يشعرون بالنقص، ويسعون إلى تحطيم كل نموذج وطني حر ومشرف.
وتابع، يبدو أن هناك محاولة لهدم مرحلة كاملة، وهدم أنموذج، وحقبة تاريخية نضالية من تاريخ شعبنا عبر تشويه صورة ياسر عرفات، ولكن هيهات فكيف لشعبنا المغرم بالمقارنات أن يساوي بين من كان يقبل أقدام الجرحى وبين من أتى ليقطع مخصصاتهم ! وكيف لشعبنا أن يساوي بين من كان يردد شهيداً شهيداً وبين من تنكر لذويهم ! وكيف له أن يساوي بين رائد مدرسة المحبة وبين من أتى ليقصي ويفصل ويطرد !
وشدد حسني على أن تيار الإصلاح الديمقراطي كان سباق في كل المحافل، ليس فقط فيما يخص ياسر عرفات، ولكن في كل ما يتعلق بتاريخ ثورتنا المجيدة وتاريخ شعبنا، وبالتالي كنا حاضرون في جميع المناسبات الوطنية، وكل المحافل والمحطات من خلال المعارض، والمسيرات أو الاحتفاليات الكبرى، والمهرجانات ودورات التعبئة والتثقيف لتثوير هذا الجيل الذي لم يسعفه الحظ ليعايش هذه المرحلة التاريخية.
وبين حسني أن تيار الإصلاح الديمقراطي يسعى في كل فترة أن يعيد الاعتبار لهذه النماذج الثورية الكبرى، وعلى رأسها ياسر عرفات، وأن يعيد الاعتبار لمشروعنا الوطني الذي اتى من يقضي عليه ويهدمه، ويعيد الاعتبار لفتح الأم ولمدرسة المحبة، فتح التي لم تضق ذرعا بأحد، فتح الكبيرة التي احتوت الكل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والتي ضاقت بأبنائها للأسف في السنوات الأخيرة، ونعيد الاعتبار لمنظمة التحرير ممن يحاول خصخصتها، أو تقليص دورها، أو تهميشها.
ونوه إلى أن كل فعالياتنا الوطنية هي من باب الحرص على فتح ولا أغالي، عندما أقول بأنه لولا تيار الإصلاح الديموقراطي وعلى مدار العقد المنصرم لكان جيل بأكمله قد ذهب إلى تنظيمات أخرى، فمن كان يغضب من فتح، ومن دكتاتورية المتنفذين فيها كان ملاذه أطر التيار، بدلا من ذهابه الى تنظيمات أخرى، فهناك جيل كبير من أبناء فتح وتحديدا منذ خمسة عشر سنة وفيما بعد كنا سنفقدهم لولا الحاضنة التي شكلها التيار، وبالتالي أصبح رديف وسند لفتح الأم.
وختم حسني حديثه بالتأكيد على أن مفوضية الإعلام، أسوة بكافة اللجان الفاعلة في تيار الإصلاح الديموقراطي، تعمل كمنظومة، تسعى من خلالها إلى أن تشكل مع باقي مكونات التيار سيمفونية عمل متناغمة، وتحديدا فيما يتعلق بالقضايا الوطنية كما أنها تسعى دائما سواء من قبل الأخوة الذين بنوا هذه المفوضية، أو نحن، أو من سيأتي بعدنا وعبر أدوات الإعلام الجديد المختلفة إلى أن نكمل هذه المسيرة حتى تبقى صورة فلسطين وفتح و ياسر عرفات حاضرة في أذهان أبناء شعبنا.