شفا -سرت موجة جديدة من المخاوف في مصر أخيراً، من إمكانية تنفيذ مخطط إسرائيلي يستهدف ترحيل فلسطينيي قطاع غزة إلى سيناء كوطن بديل، لتحقيق “يهودية إسرائيل” وإزاحة الأزمة الفلسطينية إلى الجوار المصري، في ظل حالة الانفلات الأمني التي تشهدها سيناء منذ سنوات عِدة وتعاظمت بعد ثورة 25 يناير وبشكل خاص في الأسابيع الأخيرة.
رئيس جهاز تنمية سيناء، اللواء محمد شوقي رشوان أعلن صراحة، في تصريحات صحافية، قبل أيام أن مشروع سيناء “الوطن البديل” للفلسطينيين قد يُنفذ إذا ما لم يتم زرع سيناء بالبشر وتنميتها مصرياً.
وشهدت سيناء منذ ثورة يناير أحداثا عِدة تؤكد فداحة الوضع الأمني بها، أبرزها مذبحة رفح في 5 أغسطس الماضي، التي راح ضحيتها 16 مجنداً، وآخرها مقتل جندي إسرائيلي و3 مسلحين في هجوم استهدف دورية إسرائيلية من سيناء فجر أمس الأول (الجمعة).
وزادت مخاوف تهجير الفلسطينيين إلى سيناء بعض التقارير التي تحدثت عن وجود مشروع إسرائيلي بتهجير 1.5 مليون فلسطيني من غزة إلى سيناء والعريش، كما نشرت عدة تقارير صحافية عن وجود خطة إسرائيلية تتنازل مصر بموجبها عن 720 كيلومتراً مربعاً من أراضي سيناء للدولة الفلسطينية المقترحة، مقابل أراضٍ في صحراء النقب الواقعة بين إسرائيل والأردن وهو المشروع الذي تتبناه منذ سنوات مراكز بحثية إسرائيلية وأميركية أهمها مركز “بيجن السادات” بتل أبيب.
ولفت المفكر السياسي الفلسطيني عبدالقادر ياسين، في تصريحات لـجريدة ”الجريدة” الكويتية، إلى أن هذا المشروع بدأ بتوقيع الحكومة المصرية عام 1953 على اتفاق مع الإدارة الأميركية يقضي بتوطين اللاجئين المقيمين في قطاع غزة ومصر في منطقة في شمال غربي سيناء إلا أن هذا المشروع لقي مقاومة عنيفة من اللاجئين أنفسهم حتى سقط في ربيع 1955، مشيراً إلى أن سيناء كانت مفتوحة أمام الفلسطينيين طوال أيام احتلال القطاع ولم ينتقل إليها فلسطيني واحد.
وأشار ياسين إلى أن “عدم رغبة الفلسطينيين لا يمنع نوايا إسرائيل لإحياء المشروع وتوطين اللاجئين خارج الحدود الفلسطينية”، ولكن، يقول ياسين، “الملتبس أن إحياء المشروع الآن يتم تصديره على أنه رغبة من الفلسطينيين وليس مشروعاً إسرائيلياً لسرقة المزيد من الأراضي العربية”.
من جهته، قال الخبير الأمني مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية اللواء عادل سليمان لـ”الجريدة”: إن مشروع الوطن البديل يدفعنا لإعادة النظر في مسألة تعمير سيناء وتنميتها خلافاً لخطط التعمير التي تعمل على مدى زمني طويل مثلما هو مطروح حالياً في خطة للتنمية على مدار ثلاثين سنة، فالأفضل خطة عاجلة تبدأ بتسهيل الطرق لسيناء فوراً وتسهيل الحركة بين أهلها وباقي القطر المصري.