شفا – قال وزير المالية نبيل قسيس “ان حل الدولتين في خطر اذا لم تضخ للسلطة مبالغ مالية كبيرة من قبل الدول المانحة للتخفيف من حدة الازمة المالية الشديدة التي تواجهها”.
واضاف قسيس في تصريحات نقلتها شبكة “اي بي سي” الامريكية بعد اجتماع لجنة الاتصال المؤقتة للمانحين (AHLC) الذي عقد في نيويورك امس الاحد “ان السلطة بحاجة الى المال لمواصلة التحضير لإقامة الدولة، مؤكدا ان الجهات المانحة لم تدفع 300 مليون دولار التي تعهدت بها للسلطة الفلسطينية، كما ان الولايات المتحدة لم تدفع 200 مليون دولار.
وقال وزير الخارجية النرويجي اسبن بارث إيدي، الذي يرأس مجموعة دعم المانحين، ان الوضع الاقتصادي الفلسطيني “هو سيء ويزداد سوءا.”
وحضر الاجتماع المؤسسات المالية العالمية وممثلين عن الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا واللجنة الرباعية، ونائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون.
وقدم وزير المالية تقريراً حول الأوضاع المالية والسياسية والاقتصادية للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وتضمن التقرير بحسب بيان سابق خطة فلسطينية عملية تهدف لاسترداد وتنمية الأراضي المصنفة “ج” في إطار السعي لإنقاذ حل الدولتين من الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية والتي بحسب التقرير تقوض فرص إقامة الدولة الفلسطينية.
وركز الوفد الفلسطيني والتقرير المقدم من السلطة الوطنية الفلسطينية على الوضع الحالي في المناطق المصنفة “ج” والتي تشكل حوالي 64% من مساحة الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهي واقعة بالكامل تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، وبين الوفد أن هذه المناطق المحتلة هي أساس عملية البناء والتنمية بالنسبة للسلطة الفلسطينية وبدونها لن تقوم دولة فلسطينية مستقلة، حيث أنها “تشكل المصدر الاساسي للمياه العذبة، والغاز الطبيعي، ومواد البناء، والمعادن”.
يتناول التقرير أيضاً السياسة الإسرائيلية المنهجية في القدس الشرقية المحتلة وباقي الضفة الغربية، والهادفة إلى تهجير السكان وسلبهم حقهم الطبيعي في العيش على أرضهم واستخدام مقدراتها.
وحسب التقرير فإن هناك العديد من الخطوات التي على المجتمع الدولي القيام بها من أجل حماية حل الدولتين، وأهمها إجبار اسرائيل على تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من استعادة المناطق المصنفة “ج” وإقامة مشاريع للتنمية فيها، بالإضافة إلى حماية المواطنين من اعتداءات المستوطنين التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في الأشهر الماضية، ودعم المناطق المهمشة في هذه المناطق بالإضافة إلى تعزيز قدرات مؤسسات السلطة الوطنية وتمكين الاقتصاد الفلسطيني.
وحذر التقرير من الواقع الجديد الذي أنتجته سياسات الاحتلال الإسرائيلي: “إسرائيل تخلق بقوة الاحتلال واقعا يدمر حل الدولتين” ويؤكد أن “الخطوات الإسرائيلية تعمل على افراغ المناطق المصنفة “ج ” من سكانها الفلسطينيين لاستبدالهم بالمستوطنين”.
ويؤكد التقرير أيضا أن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة سياسيا واقتصاديا يعد مستحيلا ما لم يتم إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية التي تشمل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة.
وأشار إلى أن استمرار الحصار الاسرائيلي غير القانوني على القطاع هو انتهاك واضح وصريح لالتزامات اسرائيل بموجب القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة، وهو يهدد الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان القطاع والاقتصاد الفلسطيني وحل الدولتين.
ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته وعدم السماح باستمرار سياسات إسرائيل الحالية غير القانونية التي تخلق مستقبلا قاتما، وحالة من عدم الاستقرار في المنطقة، بشكل يؤدي إلى استمرار الصراع وتقويض فرص إقامة الدولة الفلسطينية.
ويختتم التقرير برسالة صارمة مفادها “السلطة الوطنية جاهزة لتولي مسؤولية إدارة الدولة، لكنها لن تستطيع الحفاظ على هذه الجاهزية إلى الأبد خاصة في ظل استمرار ممارسات إسرائيل التي تقوض حل الدولتين”.