شفا – علاء عيسى عمر اسليم، منى صالح عمر اسليم، محمد جمال عمر اسليم، محمد موسى عمر اسليم، أحمد عمر عمر اسليم، وعد عمر عمر اسليم، شهد عمر عمر اسليم، أمل عيسى عمر اسليم.أطفال في عمر الزهور من عائلة واحدة تسكن مخيم البريج توفوا خلال ثلاثة سنوات من مرض مفاجئ لا يمهلهم كثيرا لا أحد يعلم لماذا يموت أطفال العائلة بهذه الطريقة الغامضة، وما سبب عدم تحرك أية مؤسسة لمعرفة السبب وإنقاذ أطفال العائلة، التي لا يتمتع أفرادها بقدر كبير من التعليم لأسباب متعددة، أهمها الفقر.
حالة من الخوف والهستيريا والقلق تسيطر على أفراد العائلة خوفا على حياة أفرداها وثمة ما يبرر حالة القلق التي تسود في العائلة الممتدة، فقد فقدت خلال السنوات الثلاث الماضية ثمانية أطفال لم يتجاوز عمر أكبرهم خمسة أعوام، منهم ثلاثة أشقاء.
قصص معاناة هذه العائلة متعددة لا نعرف من أين نبدأ من حالة الأطفال الذين يلعبون وفجأة تظهر عليهم أعراض المرض وبمجرد نقلهم إلى المستشفى وخلال أقل من ساعة يتوفون أم من حالة وهول الصدمة لأولياء أمورهم أو من الأم التي توفي طفلها التي كانت تنتظره بعد ثلاثة بنات أم من حالة الهوس التي ما زالت تعاني منها العائلة أم من تقصير الجهات المختصة أم—–!!!
وجدنا الأنسب أن نبدأ من حالة أحد الأطفال الذي تجاوزا لخمس سنوات والذي ترجى والديه بعدم التوجه به إلى المستشفى بعد ظهور أعراض المرض عليه خوفا أن يموت
هذا الطفل كان يلعب بجوار والدته في منزلهم المنعزل غرب مخيم البريج وسط قطاع غزة عندما شعرت الأم بسخونة ظاهرة في جسده، فأسرعت مع زوجها إلى المستشفى للاطمئنان على صحته.
بدون مقدمات تدهورت صحته وفارق الحياة بعد ساعات قليلة من وصوله إلى المستشفى، فأصيب أفراد العائلة بحالة من الهستيريا وكذلك القلق، إذ أن ابنة عم الطفل منى صالح عمر اسليم (عامان) توفيت قبله بأسبوعين فقط في ظروف مشابهة تماما.
زرت المكان برفقة أحد الصحفيين الذي يعمل في صحيفة محلية وتجولنا في المكان الذي تعيش فيه العائلة والكائن شرق سكة الحديد وفي منطقة متوسطة ما بين مخيمي البريج والمغازي حيت يمكن لأي زائر أن يشعر بالخوف الكامن في النفوس من الموت المجهول للأطفال، فالخوف والقلق والهستيريا هي المسيطرة على ما تبقى من أفراد العائلة والصمت سائد بين الأطفال على غير عادتهم، والجد يجلس حزينا حائرا في التفكير لا يعرف لمن يشكو مصيبته ومعاناته
استقبلنا الجد أبو محمد والذي كان يجلس في ديوانه المخصص لأستقبال الضيوف المقام في جزء من أركان المزرعة المقامة على ثلاثة دونمات زراعية تملكها العائلة، التي يقدر عدد أفرادها بنحو 120 فردا، جلهم من الاطفال والفتية اليافعين حيت تشعر وأنت جالس أنك في منطقة ريفية أو قرية حيت الأشجار من مختلف الأصناف و أصوات الابقار والخيول والأغنام
في حالة من الهوس يتساءل الجد أبو محمد عن السبب من الموت المتكرر للأطفال بدون سبب قائلا إنه لا يعرف ما السبب، لكنه وبتنهيدة قوية تنم عن مدى الألم الذي يعتصر قليه يتابع : العائلة فقدت ثمانية أطفال في ظروف متشابهة لا تعلمها، لافتا إلى أنهم لم يتلقوا تفسيرا لما يجري من أحد، خاصة الأطباء والمسؤولين في المستشفيات.!!!
ويسترسل الجد في حديثه قائلا “لا نعلم ماذا يحدث، فقط تزداد سخونة جسد الطفل وعندما ينقل بسرعة إلى المستشفى يعلن الأطباء موته دون تقديم أسباب واضحة، فتارة يقولون حمى بكتيرية وتارة أخرى يكتفون بالصمت وإلقاء اللوم على العائلة.
وأشار الجد الحائر أن المصيبة الكبرى أن أولادنا يموتون بصورة فجائية ولا نستطيع أن نفعل أي شيئ لأنقادهم وبصوت مرتفع يقول المشكلة في مياه الصرف الصحي وأكوام القامة التي تحوط منازلنا من الناحية الغربية
وحين يشرع الجد في تعداد أسماء وأعمار الأطفال الذين ماتوا كما يقول خلال السنتين الماضيتين تساعده زوجته في إعطاء أجوبة دقيقة، مستعينة بشهادات الوفاة الصادرة عن الجهات المختصة، ومع كل شهادة تبرز قصة وصور مختلفة لأطفال ماتوا في عمر الورود، إلا أن قاتلهم واحد “مرض غريب”!
يقول الجد أبو محمد إن حفيده محمد جمال (5 أعوام) الذي توفى في الخامس والعشرين من أغسطس 2011 كان يلعب في ساحة البيت قبل أن تصر العائلة على نقله إلى المستشفى، فأخذ الطفل يتوسل إليهم ألا يأخذوه هناك كي لا يموت، منطلقا مما سمعه من قصص عن موت أبناء عمومته الذين ماتوا قبله.
وبالفعل يموت الطفل محمد جمال في المستشفى بعد أقل من ساعة على وصوله إليها، لتبقى صورته وهو يجلس على الأرض حاملا عصا خفيفة أخذت له قبل ذهابه إلى المستشفى بساعات شاهدة على طفل مات في ظروف غامضة، نتيجة مرض مجهول لم يمهله سوى ساعات، مضيفا المزيد من الغموض على حكاية الموت في العائلة.
ويعطي الجد والذي تساعده في الحديث زوجته وصفا لما يظهر من علامات وأعرض على أجسام الأطفال قائلا : ترتفع حرارة جسد الطفل وعلى الفور ينقل إلى المستشفى ولتبدأ البقع الحمراء في الظهور وسرعان ما تتحول إلى اللون الازرق، إلى أن يدخل الطفل في غيبوبة عميقة ويموت وسط ذهول الأطباء
تقاطعه الجدة التي غالبا ما ترافق الأطفال إلى المستشفى مؤكدة إن الأطباء قالوا لها إن الموت ناجم عن حمى بكتيرية يصاب بها الطفل وتؤدي إلى وفاته.
الجدة والتي لا تقل حزنا عن زوجها تتهم الأطباء في مستشفى الأقصى بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة بعدم الاهتمام بالأطفال المرضى الذين يصلون إليها، مشيرة إلى أن بعض الأطباء باتوا يخافون الاقتراب من أطفال العائلة لمعرفتهم بتكرار حالات الموت بينهم والذين يكيلون الأتهامات للعائلة بأنهم المسئولين عن موت أطفالهم !!!
وتضيف الجدة وتكاد الدموع تتساقط من مقلتيها “هناك تقصير ولا مبالاة” وتضيف الجدة بشكل قاطع، قبل أن تصمت تاركة المجال لزوجها لإكمال الحديث، فيحاول التحدث بلطف راجيا ألا نلقى اللوم على الأطباء
وأضاف أن بعض الأطباء أرجعوا الأمر إلى حمى بكتيرية أو شوكية تصيب الأطفال وتقتلهم، بينما قال آخرون إنهم لا يعلمون سبب الموت إلا عند تشريح جثث الأطفال لمعرفة السبب.
وعند سؤلنا عن سبب الوفاة يصرخ الجد والذي يتسم بالضخامة والشارب الكبير أكوام النفايات والقمامة ومياه الصرف الصحي ويطلب منا أن نروح ونشاهد الكارثة البيئية والطامة الكبرى التي تسبب الأمراض وثلوث المياه والروائح
ويكشف تواصل الحديث مع الجد أبو محمد عن شكوكه في أن تكون حالات الموت ناجمة عن مجمع النفايات الذي لا يبعد عن المنزل سوى عدة أمتار، إلى جانب شكوكه في المياه العادمة التي تتجمع بالقرب من المكان لعدم وجود نظام للصرف الصحي.
وقال إن حالات الموت بدأت في الظهور مع ظهور مجمع النفايات في المنطقة التي تسكنها العائلة قبل سنتين، متسائلا عن عدم ظهور حالات الموت خلال السنوات الخمس التي سبقت ظهور المجمع!
وأشار إلى أفرادا مجهولين يأتون أحيانا ويضرمون النار في النفايات، لتبدأ سحب الدخان الكريه في التصاعد إلى الجو ما يتسبب دائما بحدوث حالات من ضيق التنفس لأفراد العائلة خاصة الأطفال.
كما يشك الجد في أن تكون مياه الصرف الصحي سببا للموت، لافتا إلى أن هذه المياه تتجمع بعد امتلاء الحفر الامتصاصية التي حفرتها العائلة في المكان.
غير أنه ينفي احتمال أن تكون الحيوانات كالأبقار والخيول التي تملكها العائلة في مكان قريب من المنازل سببا في حالات الموت، مؤكدا أن الاطفال لا يتعاملون مع الحيوانات، إضافة إلى أن العائلة توزع الحليب على العديد من المواطنين في مخيمي البريج والنصيرات دون أن يشتكوا من شيء.
ويكتشف المتجول في المكان حجم التلوث الذي تعيشه العائلة، بسبب الاختلاط بالحيوانات التي تعيش في حظيرة للمواشي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن المنازل التي تقطنها العائلة، رغم أنها تبدو نظيفة من الخارج، كما تنتشر أكوام النفايات على بعد نحو عشرة أمتار من منازل العائلة وهي نفايات عضوية، وكذلك الدخان الذي يتصاعد منها، إلى جانب مياه الصرف الصحي الراكدة برائحتها الكريهة، التي لم تجد لها مكانا تتسرب إليه فتجمعت في بركة كبيرة يصعب الاقتراب منها.
توجهنا للبلدية لمعرفة تقاعسها عن فعل أي شيئ لهذه العائلة ولماذا تلقي بالقمامة هناك وتترك المنطقة بدون خط للمياه العادمة، بالرغم أن خط الصرف الصحي لا يبعد عنها سوى 450 مترا، ما يطرح استفسارا وتساءلا عن سبب عدم قيام البلدية بإيجاد حلول سريعة لإنقاذ العائلة من حالات الموت المتكرر بين أطفالها؟
وكذلك التأكد من مدى صحة كلام أبو محمدفي تكرار اتهامه وإلقاء المسؤولية على البلدية التي تجاهلت نداءات العائلة المتكررة لحل مشكلة النفايات والمجاري، متسائلا إن كانت البلدية تنتظر موت العائلة بأكملها لتتحرك!
أما البلدية وعلى لسان رئيسها أنيس أبو شمالة تنفي التهمة ويحمل العائلة السبب، مؤكدا أنها لم تكن تعلم عن حالات الموت المتكرر لأطفال عائلة اسليم
وأوضح أبو شمالة : تحركنا فور سماعنا بموت آخر طفلين وزرنا المكان مرتين لمواساة العائلة والوقوف على حجم المشكلة، وأرسلنا بعدها طاقما فنيا برئاسة شوكت النجار وابراهيم العكش وبعض العاملين وأشركنا مع الوفد الطب الوقائي، وتم أخذ عينات من خزان مياه الشرب الذي تستخدمه العائلة وإرساله الى المختبر لعمل الفحوص اللازمة.
ولم يخف أبو شمالة خوفه من انتشار الميكروب القاتل في المخيم نتيجة اختلاط أطفال العائلة بأقرانهم من تلاميذ المدارس قائلا “بالطبع أنا أشعر بالخوف على سكان المخيم خاصة أن سبب موت الأطفال ما زال مجهولا، الأمر الذي جعلنا نطلب تدخلا عاجلا من وزارة الصحة والجهات المسؤولة”.
و وبنوع من الحدة يلوم أبو شمالة العائلة لتقصيرها في العناية بنظافة المكان، إضافة إلى اختلاطهم بالماشية بشكل كبير ما يجعل من احتمال انتقال العدوى لهم أمرا متوقعا.
وأتناء زيارتنا البلدية وردت أخبار إلى شوكت النجار مدير دائرة صحة البيئة في البلدية تفيد بوجود تلوث كبير داخل خزان مياه الشرب، فتحرك طاقم من البلدية والطب الوقائي للمعالجة وتطهير المكان، إلا أن نوع التلوث وأسبابه ونتائجه ما زالت مجهولة.
ويستبعد النجار أن يكون مكب النفايات والمياه العادمة في المكان السبب في موت الأطفال، إلا أنه تعهد بإزالة مكب النفايات خلال أسبوع إلى جانب معالجة قضية المجاري في أقرب وقت يتوفر فيه التمويل للمشروع، لافتا إلى أن ميزانية البلدية صفر.
ذهبنا مرة أخرى للعائلة وأخبرناها برد البلدية فيرى الجد أبو محمد أن إجراءات البلدية مهمة وضرورية رغم أنها جاءت متأخرة كثيرا، لكنها لم تكشف عن السبب الحقيقي لموت الأطفال!
ويطالب أبو شمالة الذي يشعر بالقلق من احتمال انتشار المرض القاتل في مخيم البريج بسبب الاحتكاك المباشر للعائلة من وزارة الصحة أن تعرف السبب، وإجراء تحقيق حول الموت المتكرر، فهذه مهمتهم.
وعند التوجه إلى الجهات المختصة المسؤولة عن المخيم تكتشف حقيقة أن هذه الجهات لا تعرف عن الموت المتكرر لأطفال العائلة، بل ويبدي المسؤولون اندهاشهم عندما يسمعون بالقضية.
خليل الحلبي الذي عينته وكالة الغوث “أونروا” حديثا ممثلا لرئاسة الوكالة في المحافظة الوسطى لا يعلم عن القصة شيئا، وعندما زرته وأخبرته بالحادثة تفاجئ وحزن كثيرا وأعطى تعليماته الفورية للتحرك بسرعة واستدعى كافة الجهات في الوكالة، وزار بشكل عاجل المكان والتقى بري العائلة واستمع اليه جيدا وتفقد وبعد ذلك تفقد المكان مع وفد كبير يمثل م سامي الصالحي / مدير عمليات الانروا في الوسطى
ابراهيم البرش / مدير الصحة في الوسطى وحافظ حجاج / رئيس الأمن والسلامة في الوسطى وعبد الكريم ابو شمالة / مدير صحة بيئة الوسطى وعبد الفتاح الأغا / مدير عيادة البريج والفريق العامل لديه من مسؤل الارشاد النفسي والصحة ومحمد ابو دية / مدير مكتب الطوارئ ( النصيرات والبريج ) ومشالي أبو عريبان / نائب مدير مكتب الطوارئ ورجاء التري / مدير مكتب رئيس المنطق واعدا بتقديم كل ما يلزم للكشف عن ظروف وأسباب وفاة أطفال عائلة اسليم، اللاجئة من قرية حمامة المدمرة عام 1948.
ويؤكد الحلبي أن جهل الوكالة بحالات موت الأطفال ناجم عن عدم توجه العائلة إلى عيادات الوكالة في مخيم البريج لمعالجة أطفالها هناك، الأمر الذي يجعل من الصعب على الوكالة معرفة ومتابعة هذه الحالات.
وعلى الفور أجرى الدكتور الحلبي اتصالات مع بعض المؤسسات التي تربطه علاقات شخصية معه ليتلقى وعدا من مؤسسة انقاذ الطفل بغزة لتقدم المساعدة في حل مشكلة مياه الصرف الصحي وتقديم كبونات عاجلة لهذه الأسرة المنكوبة والقيام بزيارة سريعة للمنطقة
إبراهيم البرش مدير دائرة الصحة في الوكالة بمحافظة الوسطى خلال معاينة سريعة للمكان الذي تعيش فيه العائلة قال إن المكان ملوث بشكل كبير ربما يصيب الأطفال بالتهابات شديدة في الأمعاء.
وأكد البرش أن الوكالة ستتحرك على مستويين، يتضمن الأول دراسة أسباب حالات الوفاة مع الجهات المختصة في وزارة الصحة التي تابعت حالات الأطفال المتوفين، والثاني يتضمن زيارة المكان والكشف على أفراد العائلة وتوفير العلاج لهم مع تقديم الإرشاد الصحي والنفسي المتواصل.
وخلال وجودنا في بيت العائلة للمرة الثانية سمعنا عن نقل الطفلة روان عمر اسليم (عام واحد) التي مات ثلاثة من أشقائها في وقت سابق بالمرض نفسه إلى مستشفى الأقصى، الذي يشرف عادة على علاج أطفال العائلة، وأكد الأطباء أنها بخير وأنها تعاني من التهابات في الأمعاء، وتم التحفظ عليها خوفا من أية مضاعفات.
في قسم الأطفال بالمستشفى يعرف الأطباء عن حالات الموت المتكررة التي تصيب أطفال عائلة اسليم، ويؤكدون أنها ناجمة عن “حمى شوكية جرثومية”(meningococcemia النيسيرية السحائية) وفق ترجمة الطبيب.
وقال الطبيب عيسى مزيد مسؤول قسم الأطفال إنهم يعرفون عن موت أربع حالات لعائلة اسليم خلال عام واحد، مؤكدا أن الأطفال يأتون إلى المستشفى ويتم تقديم العلاج المتعارف عليه عالميا، لكنهم يموتون!
وأوضح أن الطفل يصاب بطفح جلدي يميل إلى اللون الأحمر، ثم يتحول إلى اللون الأزرق مع ارتفاع في درجة الحرارة وهبوط في الضغط، ثم يدخل الطفل بعدها في غيبوبة ويموت.
ووفق الطبيب مزيد فإن الحمى الشوكية التي تصيب أطفال عائلة اسليم هي من نوع خاص وخطير وقاتل، لافتا إلى أن العدوى تنتقل عن طريق التنفس من شخص حامل للمرض سواء كان صغيرا أو كبيرا، لكن الضحية دائما تكون بين الأطفال الذين لا يتمتعون بالمناعة الكافية.
وأضاف أن المرض يمكن أن يتطور خلال دقائق وساعات ولا تجدي معه كل الإجراءات العلاجية المكثفة التي يتم اتباعها، مشيرا إلى أن نسبة الموت بسبب هذه الحمى تتراوح بين 50% -90% وفق المقاييس العالمية المتعارف عليها.
ولا يخفي الطبيب وائل شحاده الذي تابع عددا من الحالات من عائلة اسليم قلقه من تكرار حالات الوفاة، موضحا أنه أصبح من المتعارف عليه إخضاع أي طفل من عائلة اسليم يأتي إلى المستشفى إلى عناية ومراقبة خاصة مع المبيت، حتى لو كان يعاني من أي مرض شائع أو عادي.
وقال إن لدينا قناعة بأن هناك من يحمل الجرثومة في العائلة ومنه تنتقل إلى الأطفال الذين لا يتمتعون بمناعة كافية لأسباب مجهولة أيضا، ولعل هذا يتطلب أن نرسل في القريب العاجل أطباء من الطب الوقائي لفحص أفراد العائلة كافة وإعطائهم التطعيم اللازم والكشف عمن يحمل المرض، مضيفا أنه سيتم إرسال أحد أطفال العائلة إلى العلاج في الخارج لمعرفة سبب نقص المناعة لديهم.
وينفي شحاده ما أوردته العائلة من عدم اهتمام وخوف الأطباء من العناية بأطفال عائلة اسليم وعدم إخبارهم بأسباب المرض، وقال إننا نخبرهم بكل شيء، لكن البيئة التي تعيش فيها العائلة تؤثر على مناعة الاطفال.
بعد انتشار الأخبار عن مشكلة هذه العائلة المنكوبة زاد التخوف لدى الأهالي في المخيم من انتشار المرض وأبدى المسئولين على كافة الصعد الأهتمام في القضية وزيارة المكان وعمل فحوصات للاسرة مع توعيتها وثثقيفها
العائلة المسكينة التي أركنت علينا في اثارة هذه القضية وتسليط الضوء عليها ما زالت تنتظر إجابة شافية عن سبب موت أطفالها الذين قد يسقط أحدهم صريعا في أية لحظة للسبب نفسه، دون أن يتم الكشف عن سر الموت المتكرر،
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تنتظر الجهات المسؤولة في قطاع غزة موت أطفال آخرين كي تتحرك وتنقذ العائلة، أم أنها تنتظر انتقال المرض إلى أطفال آخرين في المخيم لتكون الطامة أكبر وأشمل وأصعب من أن يتم السيطرة عليها؟