أثر الاستراتيجيات العلاجية والهجومية على المنظومة الاستراتيجية ، بقلم : الدكتور سيف الجابري
مع نهاية عام 2021 يجب على إدارة المنظومات والمؤسسات القيام بالتحليل الاستراتيجي، وبمجرد الانتهاء من التقييم العام لنقاط الضعف وعوامل القوة الداخلية، وتحديد التهديدات والعوامل السلبية الخارجية، سوف يتضح أمامها من خلال ذلك مجموعة من الاستراتيجيات المختلفة، ويتوجب على الإدارة تحديد الاستراتيجية التي تتناسب، ومن ضمن الاستراتيجيات المعتمدة في تحليل سوات SWOT «الاستراتيجية الهجومية والاستراتيجية العلاجية».
الاستراتيجية الهجومية
هي استراتيجية تعتمد على وجود العديد من نقاط القوة وتدعيمها، مما يمنح فرصة أكبر مستقبلاً لاغتنام الفرص المناسبة بالاعتماد على الاستراتيجية الهجومية.
الاستراتيجية العلاجية
هي استراتيجية يعتمد عليها ليتاح العديد من الفرص المناسبة، لكنها تمتلك العديد من نقاط الضعف التي تكون سداً حائلاً أمام إمكانية استغلال هذه الفرص المناسبة، وتقدم هذه الاستراتيجية العلاج الفعال للقضاء على نقاط الضعف التي تحول دون استغلال الفرص بشكل أفضل، وتدعيم نقاط القوة التي تساعد على إمكانية التعامل مع الفرص المتاحة بشكل جيد.
استراتيجية التنافس الهجومية
هي إحدى الاستراتيجيات التي تتبع بهدف متابعة التطوير والتجديد في استثمار الموارد البشرية والمالية بشكل أفضل، وذلك يتم من خلال الاعتماد على البحث والتطوير والتكنولوجيا الحديثة والمتطورة، وتهدف بذلك إلى الحفاظ على مكانة المؤسسة في محل الصدارة، والقدرة على التحدي، وذلك على النقيض من استراتيجية المنافسة الدفاعية التي تهدف إلى التصدي للاستراتيجية الهجومية.
وتعتمد المؤسسة على استخدام تقنيات حديثة واستراتيجيات مختلفة، وذلك من أجل بناء استراتيجية تنافسية هجومية، حيث تعتمد المؤسسات على استخدام مجموعة من الاستراتيجيات المختلفة، ونظراً لهذا الاختلاف في اتباع الاستراتيجية التنافسية نجد أنه يمكن الاعتماد على الاستراتيجية التنافسية الهجومية بالدمج مع الاستراتيجية التنافسية العلاجية كجزء من الاستراتيجية الهجومية.
تكمن استراتيجية التنافس في تطلع المؤسسة إلى الاستحواذ على المؤسسات المنافسة الأخرى، وذلك بهدف زيادة معدل نموها وارتفاع الجانب الإنتاجي لها، وتعتمد في ذلك على الاستثمار المالي ذي التكلفة العالية.
أنواع استراتيجيات التنافس الهجومية
يوجد العديد من أنواع الاستراتيجيات التنافسية الهجومية، ولكل منها مميزاتها الخاصة وعيوبها، ومنها:
• استراتيجية المراوغة
من خلال المنافسة بطريق غير مباشر بالاعتماد على الأسواق غير المستغلة أو الشريحة السكانية المهملة.
• الاستراتيجية الوقائية
إذا استطاعت المؤسسة أن تخدم سوقاً محددة أو خدمة شريحة معينة من المستهلكين يصعب على المؤسسات الأخرى الاستحواذ عليها، في تلك الحالة تحصل المؤسسة على ميزة المحرك الأول، وهي ما تسمى الاستراتيجية الوقائية.
• استراتيجية الهجوم المباشر
وهي الأكثر عدوانية، وتعتمد على تكتيكات محددة، مثل: حرب التسعير أو الحملات التسويقية، أو القيام بمقارنة مسيئة للمنتجات المنافسة، والحرص على تقديم مميزات جديدة للمنتج بسرعة أكبر من غيرها، ويكمن مضمون هذه الاستراتيجية في المؤسسة الأكثر ثراءً، حيث يمكنها السيطرة على المؤسسة الأخرى بشرائها، ونظراً لغلاء التكلفة الناتجة عن هذه الاستراتيجية يجب استخدامها بحذر.
أثر الاستراتيجيات العلاجية والهجومية على المنظومة الاستراتيجية
الاستراتيجية الهجومية: ذات قوة كبيرة ومؤثرة، لذا يتم اعتمادها من قبل المنظمات القوية، وذلك لأنها تجمع ما بين نقاط القوة وبين الفرص المناسبة المتاحة في السوق التجاري، وتمتلك المؤسسة القدرة على استغلالها بشكل جيد.
وأما الاستراتيجية العلاجية فهي مرآة عاكسة توضح العلاقة ما بين نقاط الضعف التي تعاني منها المؤسسة وبين الفرص المناسبة المتاحة في السوق، ويصعب على المؤسسة استغلالها، ويرجع ذلك إلى ضعف القدرات والإمكانات الخاصة بالمؤسسة، وفي هذه الحالة تعتمد المؤسسة الاستراتيجية العلاجية لإيجاد الحلول المناسبة لنقاط الضعف وتصحيحها والعمل على تدعيم نقاط القوة.