شفا – غزة – رافت طومان – استنكرت اللجنة الشعبية للاجئين خان يونس تصريحات داني أيلون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلية والتي سيطالب فيها الدول العربية بالتعويضات المالية لما اسماهم باللاجئين اليهود لأنها قامت بعد الاعلان عن الدولة العبرية بمصادرة املاكهم وطردهم من وطنهم الى (اسرائيل)، على حد زعمه .
و اعتبر مازن أبو زيد رئيس اللجنة الشعبية للاجئين – خان يونس ، ونائب رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة تصريحات نائب وزير الخارجية الإسرائيلية و التي تزامنت مع ذكرى مجزرة صبرا و شاتيلا أنها انتهاك للحقوق الفلسطينية و محاولة لطمس القضية وانه سلاح تحاول إسرائيل استخدامه بين الحين و الآخر للقضاء على حق اللاجئ الفلسطيني في العودة والتعويض .
و قال : ” تعتبر قضيـة اللاجئين جوهر القضية الفلسـطينيـة، فلا يمكن أن تتم أي تسويـة لقضية فلسطين دون إيجاد حل للاجئين الذين ُشردوا من ديارهم عام 1948م وأُبعدوا عن أراضيهم ، وانه لا يمكن أن يتم مساواة قضيتهم بما اسماهم ايلون اللاجئين اليهود ، فقرار هجرة اليهود وترك ممتلكاتهم كان بتشجيع من الحركة الصهيونية ، و الوكالة اليهودية” .
و دعا ابو زيد المجتمع الدولي و وكالة الغوث الدولية الى ضرورة تحمل مسؤولياتها وتوضيح موقفها بشكل صريح، والتوقف عن معاملة اسرائيل كدولة فوق القانون لا يمكن محاسبتها ومحاسبة مجرمي الحرب فيها ، واجبارها على احترام القانون الدولي وحقوق الانسان و ميثاق الامم المتحدة وحق شعبنا الاصيل في العيش بكرامة وحرية واستقلال على ارض وطنه .
وأضاف ان إسرائيل كانت وما زالت تقدم الامتيازات والحوافز التشجيعية لكل يهودي يهاجر إلى فلسطين حيث تم إنشاء وزارة تسمى الاستيعاب خصصت لتقديم الحوافز للمهاجرين اليهود إلى فلسطين .
متسائلا في الوقت ذاته كيف لايلون المطالبة بتعويض لمن غادر وترك بلاده بمحض إرادته و اختياره ؟ ، مقارنة بمن هجروا وطردوا من ديارهم عنوة وظلما وتحت تهديد السلاح ؟.
وفي رده على تصريحات ايلون أن هناك 800 الف لاجئ يهودي قدموا من الدول العربية وتركوا ممتلكاتهم ، ويجب إعادة طرح قضيتهم ووضعها على جدول أعمال الجامعة العربية ، قال : ” أن هناك أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني هجروا من ديارهم تحت تهديد السلاح و بعد أن ارتكبت بحقهم أبشع المجازر ، يجب أن يعيشوا بكرامة وان يعودوا إلى ديارهم التي سلبت منهم ، فاللاجئين الفلسطينيين لم يختاروا الهجرة لإقامة وطن قومي لفلسطين في مكان آخر أو على حساب شعب آخر ” .
اما بخصوص تعريف اللاجئ الذي ادلى به ايلون قال الاستاذ فخري النبريص المستشار القانوني للجنة اللاجئين و بحسب تعريف الامم المتحدة – الموقعة اسرائيل على ميثاقها – لحالة اللجوء فهو ” الشخص الذي كان يقيم في فلسطين خلال الفترة من أول حزيران / يونيو 1946م وحتى 15 أيار / مايو 1948م والذي فقد بيته ومصدر رزقه جراء حرب عام 1948م، ولجأ إلى إحدى الدول حيث تقدم الوكالة مساعداتها”.
و اضاف :” انه و باعتراف داني ايلون و تعريفه لحالة اللجوء بالمفهوم الصهيوني فهو اليهود الذين تركوا بيوتهم في الدول العربية وهاجروا الى اسرائيل”.
وتابع النبريص :” بناءا عليه فان داني ايلون ينسف بيده توصيفه لحالة اللجوء اليهودية وذلك لمناقضته تعريف الامم المتحدة الذي ارتكز على وجود حالة الحرب سببا لهجرة اللاجئ الفلسطيني ، في حين ان اليهود الذين تركوا بإرادتهم حياتهم الكريمة و ممتلكاتهم التي باعوها للفاتيكان و توجهوا الى فلسطين للاشتراك في اغتصاب اراضي الغير بالقوة الغاشمة والحرب القذرة و هذا التعريف الباطل بطلانا مطلقا يهدم ما بني عليه من هرطقات حول الاموال و عدد اليهود المدعى بهجرتهم “.
و استطرد قائلا :” اننا لا ننكر بتعرض بعض اليهود لأعمال عنف ضدهم لكنها و هذا تابت و موثق تاريخيا مورست ضدهم من قبل جماعات صهيونية بهدف دفعهم الى الهجرة لفلسطين للاشتراك ببناء دولتهم المزعومة و بالاسم فقد كان على راس هذه العصابات في العراق شلومو هليل و هو رئيس كنيست سابق” .
يذكر ان داني ايلون قد صرح عبر الفضائية الاسرائيلية العاشرة انه سيطالب فيها الدول العربية بالتعويضات المالية لما اسماهم باللاجئين اليهود لأنها قامت بعد الاعلان عن الدولة العبرية بمصادرة املاكهم وطردهم من وطنهم الى (اسرائيل)، على حد زعمه، وهذا ما رفضه الكل الفلسطيني .