العمل التطوعي.. نحن الأولى به ، بقلم : فاطمة المزروعي
في الخامس من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم بيوم التطوع العالمي، أو اليوم العالمي للمتطوعين. وإذا سألنا أنفسنا لماذا كل هذا الاهتمام المتزايد بالعمل التطوعي؟ فالجواب يعود لجملة من الأسباب لعل منها طبيعة العمل التطوعي، والذي له بعد إنساني كبير وأثر اجتماعي بالغ، فهو عمل إرادي غير ربحي، ولا يستهدف الحصول على مقابل مادي، والهدف الرئيسي من هذا العمل هو تقديم خدمة أو جملة من الخدمات لتحسين الوضع المعيشي لفئة من المجتمع، وهناك أيضاً جملة من الدوافع للتوجه نحو هذا العمل، فهناك الدافع الديني، حيث إن الأديان السماوية تحث على التطوع ومساعدة الآخرين، ومنها الدين الإسلامي الحنيف الذي جعل من العمل التطوعي باباً للحصول على الأجر الكبير، وأيضاً لما يحمله التطوع من شعور بالسعادة يغمر الإنسان الذي تبرع بوقته وجهده للآخرين.
وتنامى العمل التطوعي في الغرب بشكل ملحوظ حتى باتت منظمات ومؤسسات بأسرها تقوم على التطوع، وبات لها تأثير بالغ وكبير في حياة الآلاف من الناس، وباتت الحاجة لتنمية العمل التطوعي بالغة خاصة مع التقدم الحضاري، ومن هذا المنطلق تطورت آليات ومهام وأنظمة العمل التطوعي في الغرب، لأنها باتت أكثر حاجة له.
وفي وطننا العربي تنبع قيمة العمل التطوعي من قيمنا الإسلامية، حيث الحث على مساعدة الآخرين وتقديم العون، فضلاً عن قيمة التواد والرحمة، إلا أن التطوع كثقافة مع الأسف لا توجد في كل العالم العربي، وغير منتشرة بالشكل الذي يتناسب مع التطور الحضاري والبشري.
ولعل الرؤية هنا في الإمارات كانت أكثر وضوحاً ومعرفة بالبعد الإنساني للعمل التطوعي وقيمته حتى على المتطوع نفسه، وشعوره بالإنجاز وبأنه شخص منتج له قيمته في المجتمع، ولذا حظيت الأعمال التطوعية في دولتنا بالاهتمام الكبير، وسعت قيادتنا الرشيدة إلى تكريس التطوع كنهج في مجتمعنا، وبتنا نشاهد ونرى ورش العمل والبرامج، إضافة إلى المحاضرات التي تبنتها العديد من المؤسسات، وجميعها دليل قوي على الرغبة في نشر هذه الثقافة الجميلة.
نستطيع أن نؤكد أننا بتحقيق هذا الهدف سنوجد جيلاً يتوجه نحو العمل التطوعي ويتحمس له، بل سنشاهد أعداداً متزايدة تزدحم وتتنافس في ميدان التطوع والإنتاج غير المادي. إن سعينا لغرس المزيد من هذه المبادئ والقيم سيكون له نتائج إيجابية في المستقبل القريب، وغني عن القول إن النتائج لمثل هذا الاهتمام بالتطوع والعمل غير الربحي، بدأت ترى النور، فقد ساهمت العديد من البرامج التطوعية في الدولة في إنجاح الكثير من المشاريع، وذلك بمساعدة الفتيات والشباب الذين يقومون بهذا العمل ابتغاءً للأجر من الله، ورغبة منهم في إبراز قيمتهم الإنسانية، ولذا نشاهدهم يسارعون في الانضمام إلى الجمعيات والبرامج التطوعية، وأصبحت دولتنا من الدول الريادية في العمل التطوعي ونشر قيمه وثقافته، ونحن نسير بخطى حثيثة نحو العالمية، فالعمل التطوعي نحن الأولى به، ويجب أن نكون الأكثر تميزاً بهذا المجال، فنحن عيال زايد الخير.