عملة نادرة في سوق العمل ، بقلم : فاطمة المزروعي
للفيلسوف والأديب الألماني، يوهان فولفغانغ فون غوته، كلمة موجزة وبليغة جاء فيها: العمل سهل والتفكير صعب. وإن أمعنا النظر، فإن هناك جانبين اثنين، كل واحد منهما على درجة عالية من الأهمية والحيوية، وهما التفكير والعمل، فالتفكير، تم تعريفه من الكثير من العلماء وفي مختلف الحقب الزمنية، ومن بينها أنه: عملية ذهنية تقوم بها عقولنا تستهدف المحيط والعالم الذي نعيش فيه، من الخطط والأهداف والطموحات، ويعمل على التوصل للحلول وهو من مهام العقل وإعماله، وهو يهتم ويتعامل مع المعلومات ويوظفها. وأما العمل، فقد أبحر في وضع الكثير من التعاريف والمصطلحات له علماء العلوم الإنسانية على اختلافهم، ومن بين تلك التعاريف: أنه مجهود، يقوم به الإنسان بوعي ومعرفة، وذلك لتحقيق هدف أو عدة أهداف مثل صناعة أو إنتاج جوانب معيشية أو خدمية تفيد الإنسان وتزيد من رقيه وتطوره، ولكن إن عدنا إلى تلك المقولة، نجد أن التفكير أصعب، بينما العمل سهل، وتحمل هذه المقولة الكثير من الصحة والدقة،
وإن أمعنا النظر جيداً في طبيعة الأعمال والمهام التي نؤديها، فإننا نكتشف أنها تقوم على العمل في معظمها وليس على التفكير، جميعنا نؤدي العمل الروتيني الطبيعي اليومي، لكن قلة من يفكر ويبتكر ويخطط. وهذا ماثل في الحياة بصفة عامة، فالتفكير هو العملية التي تصنع الفعالية والعمل، ويقوم بهذه المهمة النخبة من القادة، حيث يضعون أسس العمل وطريقته وآلياته، والبقية عليهم التنفيذ، نحن ننشغل بالعمل لكن لا ننشغل بالتطوير ولا بالابتكار، ولا بإيجاد الحلول، قلة من تكون هذه الجوانب هاجسهم، وخلاف لما قد يظنه الكثير من الناس، فعملية التفكير صعبة ومملة، ويتم الابتعاد عنها لاشعورياً.
وأعتقد أن من يدرب نفسه ويعوّدها على التفكير والبحث عن الحلول والابتكار، وفي نفس اللحظة يعمل بجدية ومهارة وانضباط يعتبر عملة نادرة في سوق العمل.