6:58 مساءً / 24 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

لا مبرر للفلتان والتخريب بقلم : نبيل عبد الرؤوف البطراوي

الحرية هدف سامي تطمح كل الشعوب والأمم للوصول أليها كغاية من أجل العيش بكرامة في أوطانها التي تضحي بالغالي والنفيس من اجل أن تسمو ويعلوا شأنها بين الأمم ,ولكن هل الحرية وسبل التعبير عنها أمر بلا حدود ,وبلا ضوابط وبلا قيود ,هذا السؤال المطروح اليوم على الجميع ,وهنا يجب على كل مدعي حق أن يجيب عليه ,لان الوطن ليس وطن فرد أو فئة أو حكومة أو شخصية بعينها ,حينما نريد أن نغضب من أحد من هؤلاء يحق لنا أن نفعل ما نشاء دون ضوابط.
فالشارع والبلدية والمدرسة والجامعة والحديقة وعمود الإنارة والمؤسسة الحكومية هذه أشياء ليس ملك لأحد ولا يجوز العبث بها من أجل التعبير عن غضبه وخاصة حينما يخرج رئيس السلطة الوطنية على الهواء مباشرة ليقول لك أخي المواطن أنت محق في مطالبك ويصدر التعليمات للشرطة والأجهزة الأمنية لكي تقوم بحمايتك وأنت تحاول أن تعبر عن رفضك لسياسات معينة ,او لسلوك وظروف قاسية تعيشها وترى بأن الحكومة التي تدير شئونك لا تقوم بفعل ما تطمح أليه.
أن الرسالة الصريحة التي أرسلها الرئيس محمود عباس إلى شعبنا كان يجب أن تملى على الجميع فينا شيء من العقلانية والانضباط في آليات التعبير وخاصة إذا ما علمنا جميعا بأن المطلوب من القيادة ثمنا سياسيا ,ولو قامت القيادة بدفعه لخرج المشككون والمطبلون والمزمرون والرداحون بقول ما لم يقله مسيلمة الكذاب من بيع للمواقف الوطنية ورسم للمشاريع التحررية كما كان يفعل كل هؤلاء الأفاقين مع قائد مسيرتنا النضالية الراحل أبو عمار حينما ذهب إلى كامب ديفد وخلال مسيرته التفاوضية والقيادية لشعبنا والكل يعي بأن حملة التشيك بالرئيس ياسر عرفات استمرت إلى أن نال الشهادة التي تمناها على الهواء وهو يخاطب شعبنا والحصار الإسرائيلي المطبق عليه في المقاطعة وهنا السؤال ,لو كان هؤلاء صادقون فيما كانوا يدعون على أبو عمار هل كان من الممكن أن تنتهي حياته السياسية بهذه الصورة؟ لو وافق أبو عمار على ما تريد إسرائيل وأمريكيا هل كانت إسرائيل ستعمل على قتله ؟
واليوم نجد ما تسعى إسرائيل لتمريره على شعبنا من خلال بعض الأدوات والرموز المحلية والعربية والدولية صدى في شارعنا من حيث لا ندري ,على الرغم من الخروج من قبل القيادة والقول بوضوح وصراحة للشعب بأن كل ما نعانيه هو نتاج سياسة احتلالية فقط لا غير ونتيجة لوجود أيدي خفية تمتلك ما يمكنها من التلاعب بساحتنا من اجل تنفيذ أجندات خاصة وفي اعتقادها ويقينها بأن شعبنا من الممكن أن يقاد بحفنة من المأجورين المرتزقة الذين يسعون إلى استغلال حاجات الشعب لتنفيذ أجندات صهيونية ,تعمل على وضح حد لطموحات شعبنا الوطنية ,
يجب على الجميع التذكر والعلم بأن الواقعية السياسية التي تعيشها قيادتنا هي التي أفقدت الكيان الصهيوني وأركانه صوابهم ,مما أدى إلى العمل بشكل جنودي على أيجاد مصطلحات لا وجود لها في قاموس العمل السياسي مثل مصطلح الإرهاب السياسي أو الإرهاب الدبلوماسي ,إضافة إلى فقدانهم جميعا صوابهم حين يجعل الولايات المتحدة الأمريكية هشة وضعيفة في إمكانية الضغط على قيادة سلطة لا تمتلك من أدوات الدفاع عن نفسها إلا إرادة شعب مكافح ومتمسك بحقوقه ,فكان التحرك الأمريكي ضد رغبة السلطة في الحصول على الاعتراف الدولى بفلسطين من خلال التهديد والوعيد والرشوة والإغراء لكل من يقف ضد المطلب الفلسطيني هو شغلهم الشاغل ولكن إصرار القيادة ورغبتها في تحقيق الانجازات على الصعيد الدولي لم يثنيها عنه كل الذي تقدم فكان النجاح في اليونسكو عبارة عن الشارة الحمراء للجميع بأننا ماضون في مشروعنا الوطني ,مهما كلف هذا شعبنا من ثمن ,وهنا بدأت دوائر المؤامرة بنسج الخيوط مع ضعاف النفوس من الطامحين ولاهثين خلف السراب الصهيوني تارة بدولة هنا وتارة بتمثيل هنا وتارة بحدود مؤقتة هناك ,
وهنا أذكر من منا لم يشهد الاحتجاجات التي اجتاحت اليونان وفرنسا وبريطانيا وأسبانيا ألم تكن هذه الاحتجاجات من أجل الغلاء وارتفاع الأسعار ,أذن موضوع الغلاء في الدول الحرة موضوع متفاقم وموجع ,فكيف في سلطة 60% من أراضيها لا تستطيع أن تحرك فيها ساكن ,سلطة تقطع أوصال مدنها حواجز98حاجزا من بينها 57 حاجزا داخل الضفة الغربية بعيدة عن الخط الأخضر ,سلطة يساومها المحتل وأركانه ومناصريه من العرب والعجم صباح مساء على مواقف وقضايا تمس المشروع الوطني وتمس الأجيال القادمة فهل يعقل أن تقبل قيادة قادة شعبنا من مخيمات اللجوء إلى أعتاب الدولة ان تساوم ,هل يعقل أن نبيع عقولنا من اجل التلاعب بمصير شعبنا ودماء الشهداء وآهات الأسرى من اجل الدينار والدولار ,نعم قد يكون هناك فساد وفاسدون ولكن هل هذا يعني ان نصبح في زمن بناء دولة الديمقراطية والحرية أدوات تخريب لكل منجزاتنا الوطنية إلا يستدعي هذا صحوة ضمير منا جميعا والعودة للاحتكام إلى لغة العقل من اجل أن نكون سويا في خندق واحد مع قيادتنا لكي نمرر هذه المؤامرة التي تستهدف مواقف قيادتنا وقيادتنا ومشروعنا الوطني.

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

شاهد أيضاً

ثلاثة شهداء بينهم عسكري في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان

ثلاثة شهداء بينهم عسكري في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان

شفا – استشهد شخصان وأصيب آخرون، اليوم الأحد، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على …