شفا – أشاد وزير الصحة د.هاني عابدين بالدور الحيوي والأساسي لمهنة التمريض في القطاع الصحي الفلسطيني، قائلا، إن “دور الممرضين والممرضات في فلسطين لا يقل أهمية عن دور الأطباء”.
جاء ذلك في كلمة الوزير عابدين خلال افتتاح المؤتمر الأول للتمريض في الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة، الذي عقد في قاعة الهلال الأحمر بمدينة البيرة تحت عنوان “التمريض عمل متواصل وعطاء بلا حدود”.
وشارك في المؤتمر بالاضافة الى وزير الصحة، كلا من الدكتورة ليلى غنام محافظ محافظة رام الله والبيرة ونقيب التمريض سليمان تركمان وممثلون عن الوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبعض عمداء الجامعات والكليات المتوسطة والجامعية، بالاضافة الى عشرات النقابيين ومئات الممرضين والممرضات من مختلف محافظات الضفة الغربية.
وعبر وزير الصحة د.عابدين عن بالغ سروره لمشاركته في هذا المؤتمر، مشيرا الى ان مشاركته هذه تأتي كتأكيد منه على الدور الكبير الذي يتمتع به قطاع التمريض، الذي يجمع بين أدبيات السلوك الراقي والأدب الانساني مع الخبرة في التعامل مع المجتمع.
وأشار الوزير الى ان الهدف هو رفع قدرات التمريض في جميع مجالاته، بخاصة وان العالم يشهد تحولات جذرية متسارعة لاسيما في القطاع الصحي، الأمر الذي يتطلب امتلاك روافع اساسية للتنمية والتطوير المستمر لخبرات وقدرات الممرضين والممرضات.
وفي كلمتها نقلت الدكتورة ليلى غنام محافظ محافظة رام اله والبيرة، تحيات السيد الرئيس محمود عباس الى الحضور، مستذكرة شهداء وجرحى وأسرى الشعب الفلسطيني وبخاصة من منتسبي هذا القطاع. متمنية أن يعقد المؤتمر القادم في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقالت د.غنام، إن واجب المحافظة ان تقف الى جانب ابناء الشعب الفلسطيني كافة، وستقف ايضاً الى جانب العاملين في مجال التمريض كونهم شريحة أساسية ومهمة في مجتمعنا الفلسطيني.
بدوره عبر مدير مشروع اصلاح وتطوير النظام اصحي الفلسطيني د.كيرك إليس، عن فخره لمشاركته في هذا المؤتمر، مشيرا الى ان التمريض يشكل خط الحماية الأول في كثير من الأحيان، كون ان منتسبيه يتواجدون دائما في الميدان وفي الخطوط الأولى لمساعدة الجمهور أينما كان، موضحا ان هذا القطاع يقوم في كثير من المناطق النائية والريفية بدور أقرب الى الطبيب، ولذلك لا بد من توفير فرص التعليم المستمر ورفع قدرات قطاع التمريض.
من ناحيته أشار نقيب التمريض سليمان تركمان، الى أن قطاع التمريض هو من أكثر القطاعات تكبداً لمشقات العمل وصعابه، فهو القطاع الوحيد الذي كان فاعلاً في الميدان اثناء فترة الاجتياحات.
واستطرد تركمان في حديثه، “نحن اصحاب حق، وعندما نطالب بحقوقنا لا نتوجه الى الاضرابات أو تعطيل العمل حرصاً منا أولا وأخيرا على حياة المراجعين والمرضى، ولذلك نأمل على وزير الصحة د.هاني عابدين أن يعمل على انشاء (هيكلية الادارة العامة للتمريض)، لاسيما وأن النقابة تسعى الى ذلك منذ خمس سنوات لتحقيق هذا المطلب”، معرباً عن أمله في أن يتحقق ذلك في الوقت القريب.
وأشارت الهام شماسنة مديرة التمريض في الرعاية الصحية الأولية، الى ان قطاع التمريض هو من أكثر الفئات حملا لأعباء العمل ومشقاته، ويقع على عاتقه مسؤوليات جمة، فهو على الرغم من كل ما يواجهه يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية كاملة ودون استثناء، فالطاقم هو مؤهل على أعلى المستويات، وبعض الممرضين والممرضات يحملون شهادات عليا في هذا التخصص.
ونقلت فيليتسيا أديب ممثلة الوكالة الامريكية للتمنية الدولية (USAID) تحيات مديرة المكتب الصحي والانساني في مكتب المساعدات الامريكية الى الحضور، وأشارت في كلمتها الى أن المهن بشكل عام تحتاج الى الاخلاص والامانة والتواضع لنجاحها، وهذا بالفعل ما يتوافر في مهنة التمريض.
وأكدت ان هذه الفئة بحاجة تطوير معارفهم وصقلها بشكل مستمر لكي يزيدوا عطاء فوق عطائهم.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر والتي جاءت حول الرعاية الصحية الأولية – ادارة التمريض فن وقيادة، تم عرض ريبورتاج حول الخدمات التمريضية في الرعاية الصحية الأولية، تلاها تقديم من الدكتور اسعد الرملاوي مدير عام الرعاية الصحية الاولية والصحة العامة في وزارة الصحة حول مفهوم الرعاية الصحية الأولية (الخطوط الأولى لتقديم الخدمة)، ومن ثم السياسة العامة لدائرة التمريض قدمتها الهام شماسنة، ومن ثم “قيادة وتوجيه” قدمتها مديرة التمريض في مديريات الصحة عائشة العايدي.
وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان “التمريض المحور القائم في تطبيق سياسات وبرامج الرعاية الصحية الأولية، فقد تناولت التعزيز والتثقيف الصحي – الرؤية التمريضية قدمتها مي سعافين، ومن ثم دور عاملات صحة المجتمع – ثقة ودعم متواصل قدمتها حنان ابو عريش، تلاها الطب الوقائي-دور التمريض في الرصد والتحليل قدمتها هيام الصعيدي، اضافة الى صحة الأم والطفل – دور التمريض في المتابعة والتقييم قدمتها تغريد حجازي، وأخيرا دور التمريض في الصحة المدرسية قدمتها ماجدة صعيدي.
وفي الجلسة الثالثة والأخيرة، التي جاءت تحت عنوان مواكبة تمريض الرعاية الصحية الأولية للمستجدات العالمية الصحية، فقد تم فيه تقديم مادة حول دور التمريض في الرصد التغذوي قدمتها رويدةالقاضي، ودور التمريض في مكافحة الامراض المزمنة قدمتها عاهدة زواهرة، بالاضافة الى سياسة الرعاية الصحية الأولية للحد من انتشار الأمراض المزمنة قدمها د.اسعد رملاوي، وفي الختام جرى فتح باب النقاش والتوصيات.
جدير بالذكر أن الهدف من هذا المؤتمر هو التعريف بقطاع التمريض في الادارة العامة للرعاية الصحية الأوليةوالصحة العامة في وزارة الصحة كقاعدة عريضة من كوادر مؤهلة ومدربة لتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية لأبناء شعبنا الفلسطيني في ربوع الوطن.