شعب يموت في اليوم خمس مرات … شعب يموت غرقا وقصفا ونفيا وسجنا .. شعب يعرف كل اشكال الموت .. هو شعبي الفلسطيني ..
كل نشرات الاخبار تعرف شعبي وتتحدث عنه وعن احتمالات موته ببطء وموته بأشكال متعددة وبكل الطرق والسبل ..
للموت في حكاية شعبنا قصص طويلة يذكرها الاجيال ويحفظها كل فلسطيني ..
كل منا يعرف قصص الموت فمن لا يعيش وقائع الموت سمعها من اصدقائه او احد من معارفه .. الموت لا يفارق الفلسطيني .. واليوم يدخل تاريخنا قصص موت جديدة ومن نوع خاص .. الفلسطيني بدلا من ان يموت في سوريا فقد اجبر علي ان يهاجر من جديد ليبتلعه البحر ويموت غرقا ..
لك الله يا شعبي .. لك الله معينا ومسيرا وميسرا ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم …
60 شخصا على الأقل معظمهم فلسطينيون وأكثر من نصفهم أطفال لقوا حتفهم بعد غرق قاربهم الذي كان يحمل ركابا أكثر من حمولته على بعد عشرات الأمتار فقط من ساحل تركيا الغربي على بحر إيجه.
الموت لا يعرف الا الفلسطيني من النكبة الي الغربية الي النكسة الي بيروت الي صبرا الي ايلول الي غزة الي مخيم جنين الي المنافي والمنفي الي المجهول دائما الفلسطيني يسير ..
رحمكم الله ايها الشهداء .. رحمكم الله .. ربنا يرحم شعبنا الفلسطيني برحمته ويحفظه من اي مكروه ..
انه القدر يلاحق هؤلاء الاطفال الذين ذهبوا للبحث عن الحياة وعن المؤوي الامن لهم في ربوك الكون ..
ما اصعب علي الانسان أن يفترش رصيف الموت وينام علي الارصفة الباردة ويبتلعه البحر ويرحل بصمت .. وما اصعب أن يترك وصيته الاخيرة .. اني اليوم رحلت هذا هو رحيلي الاخير بدون أي مقدمات .. من هناك الي هنا ومن بين الموت الي الموت يكون رحيل الفلسطيني ليبدأ من جديد رحله البحث عن مكان تحت الشمس .. هل اراك .. هل تعرفون معني أن تموت جوعا او أن تغضب وأنت تبتسم او أن تبحث عن شربه ماء قبل أن يستيقظ اطفالك ساعة رحيلهم وان يكون قدرهم مجهول ..
ترحال وترحل وأبعاد .. وسجن واعتقال واستشهاد .. ومنفي ووطن جميل .. اه ما اجملك يا وطني .. وأنت تسكن فينا .. تلملم تلك الاشياء الجميلة في ذاكرة المجد القادم ليرحل الوطن معنا ويكون حكايتنا التي نحلم فيها قبل موتنا وقبل لحظة الرحيل ..