شفا -يرون في مظاهرات الضفة الغربية، خطراً حقيقاً على حكمهم في قطاع غزة، فحماس التي تدير القطاع بقبضة أمنية يقودها جهاز أمن حماس الداخلي، تركب صهوة القلق كلما وقعت واقعة في الضفة الغربية، جوهرها الغلاء والبطالة والمطالبة بالحريات .
فحركة الشباب وتسيير العديد من المسيرات في مدن الضفة ( نابلس – الخليل – بيت لحم ) تجسدت بإضراب سائقي سيارات الأجرة، وقرع الطناجر بمسيرة الخليل والهتاف ضد حكومة الدكتور سلام فياض، ورفع شعارات تطالب بالتراجع عن رفع اسعار الوقود في بيت لحم، كلها مؤشرات “خطر” في بيت القيادة الحمساوي في قطاع غزة، و مدخل القلق ” الغيرة” التي ممكن أن تتحكم بشباب القطاع، ومقارنة بينهم وبين شباب الضفة، ليشعروا أنهم أقل “رجولة ” من اترابهم الثائرين في الضفة، الذين يواجهون سطوة الأجهزة الأمنية، وحواجز الاحتلال .
حسين بسيوني من سكان غزة يقول :” الأولى بشباب قطاع غزة أن يثور، فخطر هلاكهم بات قريباً من عدة نواحي، البطالة والتعاطي للحبوب المخدرة، والتوظيف حسب الانتماء الفصائلي، وغياب الأفق والفرج في لعلعة الانقسام، وسيادة الحفاة الرعاة في بنيان القطاع بغسيل الأموال، كل هذه الأسباب دوافع قوية لكي نثور لإيهاب أبو ندى الذي قضى حرقاً بسبب عطالته وملاحقته من قبل شرطة حماس، لا بد من حراك شبابي عاجل وسريع فحماس لا تسعى للمصالحة وتوحيد الصف الوطني، بل تذهب بنا الى تنويم طويل لتستثمر ما تحت جلودنا، فمن يقر رسوم على طلاب المدارس الحكومية لا يريد أن يعين شعبه، بل يريد أن يسحب ماء عيونه !!!”.
سلامة البحيصي لا يجيد القول أكثر من :” حماس لعنة الله علينا لأننا ابتعدنا عنه، وصدقنا أنهم أنظف يد وأطهر قلب من فتح التي حكمت وسرقت ولكنها كانت تطعم شعبها وتبني وتسعى لتطوير القطاع وتنميته، ولا نقول أن حكام فتح في القطاع كانوا ملائكة، ولكنهم لم يكونوا سفاحين وسفكين دماء، ولم يحرموا التدخين، ويدخلونه عبر الانفاق ويفرضون عليه ضرائب، كما أنهم لم يسمحوا للترمال الدخول عبر الانفاق، ويأخذون عليه ضرائب ومن ثم يقبضون على مستعمليه بحجة تطهير القطاع من المخدرات، حماس قتلت الحياة في قطاع غزة، وجعلته مؤسسة خاصة لقادتها وأصبح الجميع “عبيد” في أرض الاقطاعي الكبير هنية “.
نجاة ابراهيم وهي اخصائية اجتماعية تقول :” تبديل الأدوار في حكومة حماس، سياسة جديدة لتطويل نفس الانقسام، في ظل استشراء البطالة والعطالة، وتكدس أعداد الخريجين الجامعين، وتلاشي أمال العاملين في مجالات مختلفة، بسبب تدوير الاستثمارات وإدخالها من بوابة مصالح قادة حماس في القطاع “.
محمد الديراوي لا يجد في المظاهرات ولا المسيرات جدوى، ويرى في “حكومة ” حماس بغزة، أمل قوي لسكان قطاع غزة، بعد فوز الرئيس الأخواني محمد مرسي في مصر فيقول ” لقد تجاوزت حركة حماس مرحلة خطر انهيارها بفوز محمد مرسي، الداعم القوي لمشروع حماس، بفصل اقتصاد قطاع غزة عن الاحتلال، وبناء منطقة تجارية حرة بين القطاع ومصر، واستيراد الوقود من مصر والدول العربية، فحماس تنسق جيداً مع مكتب الارشاد في القاهرة، وتسعى الى ضبط الوضع الأمني في القطاع وسيناء، ولكن الخوف من الاحتلال الصهيوني الذي لا يعجبه الاستقرار النسبي في القطاع، والذي يهدد بين فترة وأخرى بضربة عسكرية، وربما فتح ضد نجاح حماس في غزة، خاصة بظل فشلها في كبح جماح الشباب الضفاوي الذي بات يدرك مخاطر حكومة فياض فخرج الى الشارع ليقول لفياض : يافياض نحن مش دجاج بياض ” هذا ونجاح حماس يعني سيطرتها على المشهد الفلسطيني السياسي برمته، مع تراجع وفشل عباس في جميع المستويات السياسية والادارية والمالية والأمنية “.
هذا ما تخالفه مريم رجب وتقول أن حماس في قطاع غزة تجيد الضرب بيد من حديد، وتعتبر كل من يطالب بحقه في الحياة والحرية خارج أطر مفهومها واذا كانت هذه المطالب ضد حكومتها، فهو يعمل ضد ” حكم الله ” في الارض، وتتعامل معه وكأنه ” عميل” لإٍسرائيل، يريد إطفاء نور الله في الارض، حكام حماس يجيدون استثمار القرأن والسنة، والبسطاء يصدقونهم ويعتبرون كل من لا يريد حماس هو “كافر” بالله وبالدين الاسلامي، هذا الاستثمار للدين يقوي عصا حماس التي تتكسر على ظهور الغلابة في القطاع، حماس نجحت في إدخال الرعب الى كل قلب يحاول أن يقول ” لا ” لحكمها في القطاع، وأن كان حكمها يغذي الجوع ويقتل الأمن ويعزز البطالة ويهلك الطموح ويقتل الغد “.
اما عزيز البدري يقول :” من حق حماس أن تخاف على كراسيها وحكومتها فلا يؤمن مكر شباب قطاع غزة، فهم من فجر الانتفاضتين بوجه الاحتلال، وأذا انطلقت الشرارة فالنار من لهيب، ودماء ايهاب ابو ندى لن تكون غير الشرارة وأن تأخرت النار “.