4:00 مساءً / 24 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الحمار وسيط في الحوار!!! بقلم : نبيل عبد الرؤوف البطراوي

حينما تشتد الأزمات التي يعيشها الإنسان ويصل إلى قناعة بأن أصحاب الحل والربط في هذا الوطن المربوط ,بعدة خيوط خارجية وداخلية ظاهرة ومخفية وكل خيط من هذه الخيوط وكل وتر من هذه الأوتار له لحنه الخاص وله لونه الخاص ,وله حلمه الخاص وكل هذا دون النظر إلى شعبه الخاص.
حكوماتنا وقياداتنا وزعامتنا تحولوا إلى سادة عظام لا هم لهم والهم كله مصبوب على الوطن الذي وجب عليه أن يوفر إلى الحكومة مقومات وجودها لا بل مقومات البذخ والسفريات والماكياج والملابس الداخلية لتعديل المزاج حتى تتمكن الحكومة من الانجاز؟
18 عاما وحكوماتنا تناقش ,وتدرس ,وتقترح,وتبحث,وبعد كل هذه الأعوام وهذه المليارات أيضا 18مليار ,وطن بلا صحة ولا تعليم ولا زراعة ولا صناعة ولا تطوير ,لا بل أصبح الوطن منقسم على نفسه وهناك وهنا أصوات تبحث عن الاستقلال كلن عن الأخر ليس من أجل الحرية ولا الوطنية ولكن من أجل الدولار والدينار.
18 عاما من الحكومات والوزارات والوزراء والمدراء العامون والمدراء ووكلاء الوزارة واللقاءات والصداقات والتوأمة مع العواصم والحكومات القريبة والبعيدة والمواطن (رومل السويطي)يبحث عن حمار بمائة دينار ليكون وسيلة لإيصال الهم الوطن لمن يرى أو يسمع أليس في هذا ,أزمة وقناعة بأننا نعيش في ظل حكومات فاقدة كل مقومات البقاء لأنها لم تعد تمتلك من وسائط الاتصال بالشعب الذي تديره أي أداة.
18عاما والشعب يحلم بسنغافورة,والمصانع والطرق الواسعة المعبدة ,يحلم بمجموع السيارات التي سوف تقف أمام الفيلا التي سوف تمنح له بعد سنوات اللجوء والمعاناة ,يحلم بالمدارس العصرية ,والمستشفيات النموذجية ,ومدن الترفيه العالمية لأطفالنا الذين ولدوا دون طفولة ……لا أن يبقى بعد كل هذه السنوات على صفيح ساخن وحلم داكن ,وأمل طاعن,لا أن يبقى ويقول يا ليت الذي مضى يعود …بعد كل هذا جل ما جناه شعبنا لا يزيد عن الكم من القادة العظام والذين يشكلون 10%من الشعب والذي يتقاضون ما يتقاضاه الشعب وما يزيد,
18 عاما من السلطة الوطنية ,فلا احتلال زال,ولا استيطان توقف أو زال,ولا جدار توقف,ولا رفاهية لمواطن توفرت ,ولا القدس تحررت ,ولا دولة أقيمت,ولا صورة أو شكل للكيان الفلسطيني تغير ,ولا جديد دخل على المواطن الفلسطيني ,ألا أنه تمكن بعد كل هذه السنوات من العودة إلى الابتكار ,فكان الحمار وسيلة لإيصال الرسائل إلى الحكومة بدل الحمام الزاجل لان السماء في ظل حكوماتنا الأرضية ليس سماءنا .
18عاما بدل التحرر والدولة والقدس ,مازلنا نبحث عن شبه مكان بين الشعوب والدول ,لأننا أصبحنا ,نلهث خلف عطاء هنا وعطاء هناك نفق هنا ونفاق هناك ,راضي هنا وزعلان هناك ,موافق هنا ورفض هناك ,أصبحنا نجيد الوقوف على كل الأبواب والموائد ,جدنا التوسل والتسول ,حتى أصبحت جيوبنا مخرومة ولا يبقى منها شيء للشعب.
18عاما والبطالة أصبحت مثل ألاه والعزة ينظر أليها كل صباح ومساء من قبل ألاف الخريجين ,الذين يبكون حظهم بأنهم أضاعوا جهدهم ووقتهم بحثنا عن علم يكون لهم سندا ويوفر لهم مكانا يمكنهم من بناء هذا الوطن ورفع رايته بين الأمم,
بعد كل هذه السنوات من العيش تحت يافطة السلطة الوطنية مازالت الرسالة المبعوثة إلى كل أصحاب الطاقات من الشباب هي نفس الرسالة التي كانت في ظل الاحتلال ,مستقبلكم خارج حدود هذا الوطن !!
18عاما والكهرباء مازالت من أعز الحبايب,إلى حد أن أسلاك الكهرباء أصبحت تعاني في بعض الأيام من عدم ملامستها ومداعبتها ,فصارت كتوالي الليل والنهار دون خلل هنا أو خلل هناك ,بالطبع حتى لا يختلط الأمر بالنسبة إلى المواطن ,إما قادتنا وزعمائنا ومن يوفرون لنا الأمن والأمان فحدث بلا حرج ليلنا نهارهم ,وحرنا تبريدهم ,وهمنا ترفيههم ,فهم لا ينامون ليلا ونهارا بحثا عن توفير الرفاهية لنا ونحن نيام حتى المزاج لا يقصرون ,إلى حد أنها أصبحت بيد الأطفال الرضع .
18 عام حكومة هنا وحكومة هناك ,تغير هنا وانتخابات هناك ,والكل يبحث له عن مكان بين الأمم والشعوب ولا أحد فيهم يبحث له عن مكان ورضي الشعب لأنهم جميعا يعون بأنهم لو نزلوا إلى ميزان الشعب فلن يكون لهم وزن وهم اليوم جميعا في نظر الوطن والمواطن مزورون ,مغتصبون ,
18عاما وصل المواطن الفلسطيني ينتظر الأمل تلو الأمل ,والموعد تلو الموعد ينتظر الانجاز السياسي لكي يعلوا علم فلسطين في سماء الكون كباقي شعوب الأرض لأنه لا يوجد شعب مازال تحت الاحتلال غيرنا ,وقدم على مذبح الحرية هذا الكثير من المعاناة والصبر والدم والأيام والسنوات من أعمار أبنائه خلف قضبان سجون المحتلون ,على أمل أن يأتي يوم تشرق فيه شمس الحرية لا أن يصبح الوطن ,منهشة ل….سعرانة ….والحمار وسيلة  يحمل الأمانة والرسالة ….فهل تصل الرسالة!!!

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

شاهد أيضاً

واتساب تطلق ميزة جديدة لتحويل الرسائل الصوتية الى نصوص

شفا – هل أتتك يوما رسالة صوتية على واتساب ولم تستطع فتحها بسبب وجودك في …