فتح من صنعت الديمقراطية في غابة البنادق بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
بات من الملاحظ محاولة البعض زج اسم حركتنا الرائدة “فتح ” في أتون الخلاف والصراع لأهداف خاصة في المسيرات والاحتجاجات المستمرة في الضفة الغربية، هذا لأن “فتح “هي من جاءت في السلطة ،وأن معظم مكوناتها اليوم باتت تتبع لها شكلاً لا مضموناُ، وعدم التفرقة المنطقية أن السلطة شيء وحركة “فتح” شيء آخر مختلف تماماً، ضمن الاعتبارات الموضوعية المنطقية بأن “فتح “حركة وطنية تحررية، وقادت الثورة المعاصرة، وخاضت التجربة النضالية والسياسية من أجل الحرية واقامة الدولة هذا من جانب ، وأن “فتح” في أبجدياتها ومبادئها وإرثها الوطني العتيق هي واحة من الديمقراطية والمحبة والتسامح والتآخي لكل أخ ورفيق وصديق ، وصولاً إلى من يختلف معها أو حتى عليها.
فتح بريئة براءة الذئب من دم يوسف من الممارسات التي تمارسها بعض الأجهزة الأمنية للسلطة في الضفة الغربية ، من اعتقالات للمتظاهرين وملاحقة للنشطاء والمعارضين، وعلى رأسهم ملاحقة العديد من كوادر وأبناء حركة فتح من المخلصين والمناضلين الإصلاحيين، الذين تعرضوا وما زالوا يتعرضون لأبشع أنواع القمع والتعذيب من قبل بعض أجهزة أمن السلطة بسبب تمسكهم في ابجديات فتح وخطها الوطني وإرثها السياسي ،الذي يتعارض جملة وتفصيلاً مع واقع السلطة وحالها اليوم.
فتح هي التي صنعت الديمقراطية في غابة البنادق، وفتح الحاضنة للوحدة الوطنية، وفتح واحة الأمان والسكينة والطمأنينة للنفس الفلسطينية ،لأن فتح هي الشهيد الخالد ياسر عرفات والشهيد القائد خليل الوزير والشهيد القائد صلاح خلف وابو شرار وأبو يوسف النجار وكافة القادة الشهداء من العظام المؤسسين ، فلهذا الخلط بين فتح والسلطة في الممارسات والمفاهيم ووضعهما في سلة واحدة ، هو خلط غير مبرر وغير سليم، ولا يعبر عن رؤية منطقية لحركة فتح، التي تؤمن بالديمقراطية والتعددية طريقاً ضمن نهج سياسي ملتزم وخط وطني مستقيم.