التفوق الإماراتي.. الإنجاز والضريبة ، بقلم : عبدالله النعيمي
يقول المثل «لكل مجتهد نصيب»، وتخبرنا التجارب أن لكل ناجح أعداء.. ولو تأملنا المشهد السياسي في السنوات الأخيرة فسنجد أن كلا الأمرين ينطبقان على دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها حالة استثنائية في الواقع العربي المعاصر، حازت قدراً وافراً من النجاح، وانبرى لها مقابل ذلك الكثير من الأعداء.
ولأن من مواصفات الناجحين التركيز على تطوير أنفسهم، وعدم الالتفات لكلام الحاقدين، نلاحظ أن الإمارات ماضية في طريقها بكل همّة ولا تلتفت لمهاترات الحاسدين.. ولا تمنحهم الفرصة لتشتيت انتباهها، أو تعطيل مشاريعها.
يسألني أحد الزملاء العرب: «ما سر هذا التوهج الشديد للنموذج الإماراتي؟».
فأجبته، دون تفكير طويل: «السر في ثقافة الإنجاز التي غرسها القادة الكبار في نفوس أبنائهم، والتي أصبحت بمرور الأيام بمثابة أسلوب حياة للمواطن الإماراتي».
فالمواطن الإماراتي اليوم صاحب طموحات كبيرة، ويتفانى في تحقيقها.. ونتيجة لانشغاله الدائم، لا يجد متسعاً للخوض في مهاترات لا طائل منها مع الآخرين.
نجاح المواطن الإماراتي جزء لا يتجرأ من نجاح النموذج الإماراتي بأكمله.. والذي حقَّق عبر العقود الخمسة الماضية إنجازات كبرى غير مسبوقة على المستوى العربي.. ابتداءً من نجاح المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في تأسيس الاتحاد مع رفاق دربه المخلصين، وانتهاءً بما وصلت إليه الدولة اليوم من مكانة سياسية واقتصادية رفيعة تفوقت من خلالها على الكثير من الدول التي تفوقها في المساحة والثروات والتعداد السكاني.
ولأن الإنجازات الكبرى مستمرة، فمن الطبيعي أن يتكالب عليها الأعداء.