المطلوب فلسطينيا بعد جولة الحرب بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
بعد انتصار غزة وأهلها ومقاومتها الباسلة في جولة الحرب الأخيرة على العدوان الاسرائيلي الغاشم ، ورغم عدم انكار حجم الخسائر البشرية والعمرانية والإقتصادية التي تكبدها غزة جراء قصف الطائرات وقذائف المدفعيات إلا أن غزة كعادتها انتصرت لنفسها وانتصرت للقدس وللشيخ جراح ، لأن غزة بصمودها جعلت الكلام مباح في اطار الفعل المتاح رغم شح الامكانيات وعدم توازن قوة معادلة الردع العسكرية بين فصائل المقاومة والاحتلال ، ولكن قولا وفعلا انتصرت غزة رغم الوجع والألم و الخسائر والجراح ، وانتصرت معها كافة الأرض المحتلة فلسطين من رفح إلى اللد إلى حيفا إلى النقب ومن رام الله إلى جنين حتى القدس و باب العامود والشيخ جراح.
انتصرت غزة بصمود اهلها وثبات مقاومتها في اعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد في كافة المحافل الاقليمية والدولية ، لأن انتصار غزة للقضية بشقيها السياسي والانساني كان ومازال وسيبق انتصارا معمدا بطهارة الدم النازف من خاصرة الشهداء ، ومن حجم الجراح المهولة والمبتورة للمئات من الاصابات ، ومن ضخامة الألم ونار الوجع للانسان في غزة الصامد صمود الجبال والصابر صبر الأنبياء رغم كل المآسي وكل المحيط وما يحيط من أشياء…
بعد انتصار غزة وأهلها ومقاومتها للقدس وللشيخ جراح ومؤازرة كافة مخيمات ومحافظات ومدن الأرض المحتلة فلسطين ، ودعم وتأييد كافة أحرار الأمة وأحرار العالم للقضية الأم فلسطين على طريق الحرية والاستقلال وزوال الاحتلال ، لابد ان يكون المطروح فعليا وبشكل واضح ومباشر ، السؤال الوطني الذي أصبح الهروب منه أو غض النظر عنه مستحيل ومحال في كافة الأحوال ومرفوض ، الذي محتوى مضمونه “ماهو المطلوب فلسطينيا بعد انتهاء جولة الحرب مع الاحتلال”؟.
السؤال الموجه والمطروح على كافة الساسة والمسؤولين الفلسطينين بكافة مسمياتهم وتوجيهاتهم وشخصياتهم وفصائلهم وأحزابهم قاطبة ، لأنه السؤال الذي يستحق المواجهة وجها لوجه ، نظرا لصمود غزة وأهلها، ويجب ان تكون المكافأة هنا وطنية حقيقية تتناسب مع حجم العطاء والتضحيات المصحوبة بالأفعال والأعمال لا بالأقوال والتصريحات.
لإختصار الاجابة الوطنية لمحتوى السؤال على طريق نيل الحرية والاستقلال وزوال الاحتلال ، المطلوب فلسطينيا بعد انتهاء جولة الحرب ، اعادة ترميم كافة البيت الفلسطيني بكل تفاصيله الصغيرة ومشتقات عناوينه الكبيرة ، وإعادة النهوض والاستنهاض بالواقع الفلسطيني من خلال بناء نظام سياسي جديد قادر على حماية الثوابت الوطنية و السياسية من خطر المؤامرة والتهويد ، وضرورة السرعة العاجلة في انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية واللحمة الفلسطينية من ألفها إلى ياءها دون احتواء أو استقواء أو استثناء ، من خلال تشكيل جبهة انقاذ وطني من الجميع ومن كل يد ممدودة وتستطيع.
يجب ان يكون على سلم الأولويات والاعتبارات و الأهمية والحضور دون تراخي أو مبررات أو تلكأ أو قصور، تحديد موعد عاجل وفوري لتجديد واحياء الشرعيات عبر صندوق الاقتراع والانتخابات ، لتعزيز حرية الوطن والمواطن بالدستور والديمقراطيات ، حتى نكون جميعا انتصرنا لغزة عبر مكافآتها سياسيا وانسانيا بجدارة واستحقاق ، حتى يكون المستقبل أكثر أملا وإشراق وأوسع أفقا وأطعم مذاق.