نكبة تأجيل الانتخابات وتعطيل الشرعيات بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
في قرار شبه متوقع كانت الارهاصات المتعددة ترافق اصداره قبل الاعلان عنه ، ألا وهو القرار الرئاسي في تأجيل موعد الانتخابات التشريعية، التي لم يتبق على موعد اجرائها سوى أيام قليلة ، ويكون الوطن والمواطن على موعد مع العرس الديمقراطي والفرح الوطني ، إلا أن الرئيس قتل بخنجره المسموم الحلم والأمل ، لشعب كان يتطلع للانتخابات المقبلة أنها عنوان الحياة والمستقبل والعمل.
من المؤكد وضمن التوقعات والتحليلات، أن اصدار قرار تحديد موعد الانتخابات ومن ثم إلغاؤه ما هو إلا سيناريو جديد قاده رئيس السلطة ومن حوله ، الهدف منه بقاء شرعية الرئيس الباطلة والمعطلة لأكبر وقت ممكن من أجل الاستمرار في الحكم وتنفيذ الأجندات الخاصة المتنفذة التي يصبو لها على الدوام ، لأنه ومنذ توليه سدة الحكم ديمقراطيا ، لم يكتب له أي أنجاز او امتياز يحسب له على صعيد رفعة الشأن الفلسطيني سواء داخليا أم خارجيا.
من منطلق الديمقراطية فلا شرعية للرئيس الذي لم يفلح ولم ينجح أن يكون عمود الخيمة والمظلة الوطنية الشرعية التي تحتضن الجميع وتستوعب كل من يستطيع بالتقدم والعطاء من أجل الوطن والمواطن ، وارتضى لنفسه وبنفسه أن ينعزل داخل جدار عقله الذي لا يقبل مجرد الرأي والرأي الآخر ، الذي أوصلته تلك الحالة النفسية المزاجية بالتغول والتعدي على حقوق الغير ، والتي على رأسها حقوق المواطنين الطبيعية والشرعية في حياة سياسية ديمقراطية كريمة آمنة مطمئنة ، تحتكم في أعرافها إلى التشريعات النزيهة العادلة، التي يحتاجها الوطن والمواطن في ظل انعدام الرؤية وانسداد الأفق وغياب كافة معالم وأشكال الحياة السياسية الديمقراطية والانسانية الكريمة لشعب محتل مازال متمسك بالتضحية والعطاء من أجل مستقبل أجمل يأخذه لبر الأمان وطريق الحرية والاستقلال.
نكبة تأجيل الانتخابات جاءت من أجل تعطيل كافة الشرعيات ، وليس من أجل القدس كما يدعي ويقول زورا وبهتانا الرئيس الذي استطاع بدهاء واستقواء ان يمرر الموقف الذي يحمل في طياته التدليس بأن لا انتخابات بدون القدس ، وهو الرئيس ذاته البعيد كل البعد عن القدس وعن أهلها وهمومها وما تتعرض له يوميا من انتهاكات على ايدي سلطات الاحتلال.
تأجيل الانتخابات وتعطيل الشرعيات هو التعبير الواقعي على التمادي في سياسة الحكم المطلق للفرد الواحد الرافض للآخر ، والمتغول بعتمة شرعيته الزائفة المرتجفة والخائفة من نور الفجر المتطلع للحرية والديمقراطية وللشراكة الجماعية القوة المتماسكة الوحدوية، التي تتطلع للأمام بعيون المستقبل والغد الأجمل لأسمى معاني الحياة السياسية والانسانية ، التي تؤسس لفكرة شعب واحد ووطن موحد يريد الخلاص من ذل التفرد و الاستقواء والعبودية والانعتاق من الانقسام وبراثن الاحتلال لعالم الحرية ، والانشطار من سياسية الفرد والحزب الحاكم الى سياسة الوطن للجميع ولكل من يستطيع.
مسؤولية تأجيل الانتخابات وتعطيل الشرعيات اصبحت اليوم مسؤولية جماعية وطنية في اطار الدفاع عن الديمقراطية ، التي عنوانها الانتخابات وتجديد الشرعيات ، وعنوان المسؤولية اليوم التي يجب ان تدافع عن الحريات والديمقراطية والانتخابات هو المواطن الناخب الذي كان يتأهب للتصويت عبر صندوق الاقتراع ، الذي يجب ان يدافع عن حقه السياسي الديمقراطي بكل ما استطاع ، ويجب ان تسانده وتقف بجواره كافة القوائم الانتخابية التي أعلنت عن خوضها سباق الانتخابات ، وكما يجب ان تقف بجانبه وكتفا بكتف كافة الفصائل والاحزاب والمؤسسات الرافضة لقرار تأجيل الانتخابات ، من اجل احداث اختراق عاجل وسريع يغير دفة الاتجاهات والتوجهات نحو التصميم بارادة وطنية وشعبية عارمة لإجراء الانتخابات وتجديد كافة الشرعيات عبر صندوق الاقتراع العنوان الأول والأهم لعالم الحريات والديمقراطيات.