2:26 مساءً / 24 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

هكذا تبكي السماء بقلم : نارين شيخ شمو

دمعي يشاطر المطر, يتدفق عبر وديان ملامح بائسة ,وكإنها تحولت من زهرة نرجس لنبتة البسباس . مخيفة هذه الوحدة , مخيفة ليالي ديسمبر ومرهقة أنا لا بل خائفة .. خائفة مثلك تماماً ..اقلب مذكرات شتائنا الدافئ, اعيد الصور الممزقة لوضعها الاول واسكب القهوة في فنجاني وانا استمع لعزوف الشتاء .لوحدي والأمطار في الخارج تتأوه و تهطل بغزارة , تحتل فسحتنا في رحم الشاطئ وتغسل بقعتنا فوق الحجارة , لوحدي ونيران المدفئة تحملق يميناً وشمالا وكأنها تبحث عنك وتشعر بالبرد مثلي.انبش بقاياك وابحث عبر نوافذ الزمن , اخترق جدران السطر لنرجع معاً, لنجلس تحت أشجار الصنوبر ونرافق نجوم ابريل….كل جزء من هذا الكون اشتاق اليك , خرير ساقيتنا يحدثني عنك و مياهه اشتاقت لاحتضان يديك كاشتياق يدي لعناقهما. الارض ..العشب .. الهواء ..حتى الغروب..كل ,كل شيء اشتاقك.
غريب ما نحن عليه !!! نتبادل الأشواق عبر المحيط , عبر الغيوم التي تبكي على أرضك فتصلني لتبكي عليَّ, نحتمي بكنزات الشتاء نمشي بحذر وخوف نصطاد قطرات المطر بكفينا, نرفع رأسينا للسماء فنشرب المطر ونداعبه بأهدبنا , ننسى أننا في بلدين مختلفين ,ننسى عقم ديسمبر وليله, نتقاسم المطر هنا وهناك حيث مربع الفراق يجمعنا , فيبللنا المطر ..ترتعش جسدينا برداً ..نحضن نفسينا بشغف الاطفال
وهنا يذبحني قدرنا الساخِر, ااااااااااااااااااااااه يالقساوة اللحظة , ذات السيناريو يتكرر لكن بألم مضاعف وأظافر مقضومة وخفقات قلبٍ ميت , ذات النفس المسلولة توقع جسدي المنفرد بهذه النافذة الصغيرة المطلة على ساحل الشتاء وفنجاني ها, فنجان القهوة المثلج لا زال معلق بإصبع يرتجف .هكذا تبكي السماء دائماً, تبكي وتبكي وتبعثر العواصف دموعها بلا رحمة.

نارين شيخ شمو

 

شاهد أيضاً

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال مخيمي جباليا والنصيرات بقطاع غزة

شفا – استشهد وأصيب عدد من المواطنين، ظهر اليوم الأحد، في قصف الاحتلال مخيمي جباليا …