شفا – قالت مصادر فلسطينية مطلعة، لـصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، إن حالة من الغضب وعدم الرضا تسود القيادة الفلسطينية، من طريقة التعامل المصري الجديد مع الملف الفلسطيني فيما يخص التمثيل والشرعيات.
وبحسب المصادر، فإن القيادة الفلسطينية؛ (الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير، ورئيس الوزراء سلام فياض)، غير راضيين عن تعامل مصر بعد نجاح الرئيس محمد مرسي، مع الشرعية الفلسطينية والتمثيل، «إذ تتعامل القيادة المصرية مع حماس كأنها عنوان الفلسطينيين في قطاع غزة، متجاهلة إلى حد ما السلطة الفلسطينية». وأضافت المصادر: «تناقش مصر مع حكومة حماس، شؤون الأمن وشؤون معبر رفح وأحوال الناس، بما فيها شؤون الكهرباء والدواء والأنفاق والحركة التجارية». وتعتقد القيادة الفلسطينية أن مواقف مصر شجعت دولا أخرى من بينها طهران، على دعوة حماس إلى قمة دول عدم الانحياز، وهي الدعوة التي تراجعت عنها طهران، باعتبارها مخالفة للبروتوكولات المعروفة، التي تنص على التعامل مع رئيس الدولة فقط، وهو الذي يحدد أعضاء وفده بنفسه، والتي تنص أيضا على عدم توجيه أي دعوات من الدولة المضيفة لأي جهة خارج إطار سكرتارية المؤتمر. وبدا الغضب الفلسطيني من مصر واضحا وصريحا في بيان أصدره فياض يخص القصة الإيرانية التي زادت التوتر الفلسطيني، قبل تراجع طهران. وقال فيه، «من المؤسف أن هذا الموقف المعادي من قبل النظام الإيراني أتى مستفيدا لما بدر من البعض، خاصة في الآونة الأخيرة، في اتجاه التعامل مع حركة حماس وكأنها عنوان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتحت مسمى الحرص على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الفلسطينية، وكأن السلطة الوطنية الفلسطينية طرف من أطراف متعددة وليست بيتا لجميع الفلسطينيين بكافة انتماءاتهم وفصائلهم في الضفة والقطاع».
وعلى الرغم من أن فياض لم يشر إلى مصر صراحة، إلا أن مضامين اللغة التي حملها البيان كانت واضحة في اتهام مصر التي تقول دائما إنها تقف على مسافة واحدة من فتح وحماس.
ويمكن القول إن استقبال مرسي الأخير لرئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، وبحثه معه ملفات الأمن ومعبر رفح، وأزمة الكهرباء، وإقامة منطقة تجارية حرة، وتقديم وعود مصرية بتنفيذ ما اتفق عليه الرجلان، ومن ثم اتصاله (مرسي) بهنية في عيد الفطر مهنئا ومطمئنا على أحوال الغزيين، حوّل حماس إلى عنوان شرعي معترف به في غزة من قبل القيادة المصرية الجديدة، وطرفا أقرب إلى القاهرة حتى من السلطة، وهو أمر دق ناقوس الخطر في رام الله. وأراد فياض كما هو واضح، القول، إن ذلك مرفوض، وأن مجرد المساواة بين السلطة وحماس يمس شرعية السلطة وتمثيلها، وهو أمر غير مقبول؛ لأن عنوان الفلسطينيين في غزة هو السلطة وليس أي طرف آخر. وطالما رفضت السلطة الاعتراف بحكومة حماس في غزة كجزء من التمثيل الفلسطيني الرسمي.
وقالت المصادر «ليس على كل فصيل أو مجموعة أو عائلة تنفذ انقلابا في جزء من أي بلد أن تتعامل مع نفسها ونعاملها ويعاملها الآخرون كجزء من التمثيل». وفي الوقت الذي ترفض فيه السلطة الاعتراف بحكومة حماس، فإن ذلك لم يؤثر على تعامل السلطة مع غزة، باعتبارها جزءا من الوطن، وتخصص أكثر من نصف ميزانيتها لقطاع غزة، بدل رواتب، وكهرباء وماء ودواء.
ورفض كل من عباس وفياض دعوات سابقة بوقف دعم القطاع، وهي مطالبات كان يقف وراءها مسؤولون ومفكرون، بحجة أن هذه الأموال تذهب في معظمها لحماس. وتعتبر حماس هذا، من واجبات السلطة، وتتهمها أحيانا بالمشاركة في حصار القطاع.
وطالما قال فياض إن العلاقة مع غزة هي علاقة لا انفصام فيها وليست علاقة مالية، مؤكدا أن أي دولة لا يمكن أن تقوم من دون غزة.
ويرى فياض أن كل يوم يمر من دون خطوات عملية في تحقيق المصالحة، يساعد على أخذ غزة إلى كيان قائم بذاته، وقبل أسبوعين قال فياض إن غزة بدأت تتسم بسمات كيان قائم بذاته.