تلك الدعوة الجهنمية والشيطانية التي جاءت من ( ايران ) لإسماعيل هنية لحضور قمة دول عدم الانحياز تعد تدخلاً فاضحاً في القرار السياسي الفلسطيني .
السياسة في عهد الانقسام الي اين اوصلتنا .. وما هو مستقبلنا في ظل استمرار الانقسام …
الخاسر الوحيد هو الوطن .. الخاسر الوحيد هو المواطن .. الخاسر الوحيد هي فلسطين التي عشنا وفنينا عمرنا من اجلها .. وقدم شعبنا خيرة قياداته وشبابه شهداء من اجلها .. وما اصعب هذا اليوم الذي نرى فيه ايران تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني وتسرق القضية الفلسطينية لأهداف مشبوه تماما ولا يختلف احد عن دور ( ايران ) القادم في المنطقة في ظل التغير العربي علي صعيد المحاولات المتكررة لسرقة الثورة في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا ..
في ظل ذلك نتساءل بشكل منطقي وبعد ست سنوات عجاف من الانقسام الي اين تقودنا حركة حماس في غزة .. هل فعلا يجب علينا انهاء الانقسام اليوم ام الاستمرار فيه يعد حماية لحكم حماس في غزة ..
هل فعلا الانقسام يضر بالشعب الفلسطيني .. او أن الاستمرار في الانقسام واختطاف غزة من الممكن ان يعزز قضيتنا ويفتح لنا افاق دولية جديدة ؟؟؟ ..
هذا ليس مجرد تسائل بل وجهة نظر العديد من ( قادة حماس ) بل اسلوب عمل ( الحركة ) علي الصعيد السياسي و( دبلوماسية حماس الوليدة الجديدة ) والتي يقودها تيار حماس في غزة لضرب حماس في الخارج والتي يقودها تيار حماس مشعل .. وبين ( حماس غزة وحماس مشعل ) ضاعت فلسطين وتاهت القضية واستمر الانقسام وتعززت اركانه وأدواته …
مما لا شك فيه أن الرئيس محمود عباس والذي كان يحضر لتشكيل وفدا فلسطينيا للقمة حيث قبل دعوة ايران لحضورها ، وهو الذي يشكل الوفد المناسب لها ، وليس من حق ايران التدخل في تشكيل الوفد الفلسطيني فهذه مسؤولية الرئيس محمود عباس ، ودعوة هنية بعد دعوة الرئيس عباس ، يعتبر خرقاً واضحاً واللعب على المتناقضات في الساحة الفلسطينية ، وتعزيز لحالة الانقسام .
وأن دعوة حماس لتشكيل وفد موحد ليس من صلاحياتها وتعتبر دعوتها خارجة عن نطاق القانون والعرف الفلسطيني الوطني ، وان مسئولية تشكيل وفد فلسطين هي مسؤولية الرئيس محمود عباس ، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، والمنظمة والتي هي عضو في دول عدم الانحياز بالأساس ، وحركة حماس غير ممثلة في المنظمة اصلا ، فكيف يتم دعوتها وهي لم تدخل منظمة التحرير بعد وان ايران وحماس وأقطاب ( مربع السياسة الشيعية بالمنطقة ) يدركون ذلك ولهذا السبب تكون الاهداف واضحة من وراء الدعوة وهي التدخل الايراني في الشؤون الفلسطينية .
والغريب في الامر بأن حركة حماس اكدت بان الدعوة مهمة بالنسبة لها ورحبت فيها ووصفتها بأنها دعوة مشروعة لرئيس وزرائها وتأتي بصفته رئيس الوزراء أي ( اسماعيل هنيه ) وقالت بأنه سيحضر قمة دول عدم الانحياز في طهران استجابة لدعوة الرئيس الايراني أحمدي نجاد بصفته رئيس الوزراء المنتخب داعية الجميع الي احترام خيار شعبنا الديمقراطي – وهنا وحتى لو سلمنا بهذا الامر – فالدعوة هي تكون لرئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رئيس دولة فلسطين رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي هي بالأساس من يمثل الشعب الفلسطيني في ( دول عدم الانحياز ) وليس رئيس حكومة حركة حماس في غزة والذي تم اقالته بعد انقلاب حركة حماس علي الشرعية الفلسطينية وما ترتب علي ذلك من نتائج ادت الي احداث الانقسام الفلسطيني وقلنا مرارا وتكرارا هنا بأن حماس هي اداه من ادوات النظام الايراني وهذا الدور المشبوه هنا يتكامل مع الحرب الشرسة التي تشنها اسرائيل ضد الرئيس محمود عباس وحركة فتح .
هذا هو موقف حماس الوضح والذي يعني أن الانقسام وعلي المستوي السياسي والدبلوماسي قد بدا الان وانه يكرس منهج واضح من الهيمنة علي منظمة التحرير الفلسطينية والسفارات الفلسطينية والبعثات الدبلوماسية في الخارج وان حركة حماس اعدت خطة باتت مدروسة ومبرمج لها مع المخابرات الايرانية من اجل السيطرة علي البعثات الفلسطينية في الخارج وتعزيز الانقسام الفلسطيني ..
بات واضحا اليوم اسباب هجوم ليبرمان علي الرئيس محمود عباس وأسباب رسالته لسفراء اسرائيل بالهجوم علي الاخ ابو مازن ووصفه بأنه رئيس غير شرعي ويمارس الارهاب السياسي ويطالب باستبداله بواسطة الانتخابات …!!
لقد بات واضحا بأن الحملة السياسية الوقحة التي يديرها ليبرمان وزير خارجية الاحتلال الاسرائيلي تستمر وبنفس الاساليب مع اختلاف الادوات وتديرها حركة حماس حيث دعوة إيران لإسماعيل هنية إلى قمة دول عدم الانحياز يشير إلى انضمام إيران إلى الاهداف الإسرائيلية والتي تهدف القضاء علي المشروع الوطني الفلسطيني وتصفية الرئيس محمود عباس وإنهاء دوره السياسي والوطني و إلى زعزعة النظام السياسي وشرعياته المنتحبة وضرب هدف النضال الوطني الفلسطيني من خلال حماية الانقسام وإدامة الانقلاب عبر تشجيع رموزه ومدهم بالاعتراف ‘والشرعية’ كما تفعل وتهدف بالضبط الخطوة الإيرانية.
أنه وفي ضوء ذلك لا بد من اصدار قرار واضح من قبل منظمة التحرير الفلسطينية في حال تمسكت طهران بدعوة اسماعيل هنية لحضور القمة ، وهو عدم المشاركة ومقاطعة أعمال القمة بل والعمل علي اتخاذ موقف عربي موحد بعدم المشاركة العربية بالقمة ردا علي دعوة ايران لحركة حماس وما يترتب من نتائج علي هذه الدعوة .
أن شعبنا الفلسطيني وفصائله المناضلة تعي جيدا حقيقة الاهداف الخبيثة للانقسام والدور الايراني المشبوه حيث لا بد من انهاء حالة الانقسام بكل الطرق المناسبة وبات المطلوب من القيادة الفلسطينية تشكيل حكومة فلسطينية هدفها الاساسي هو انهاء الانقسام وتحمل المسؤولية تجاه ما يحدث من مؤامرات تستهدف وجودنا الوطني والقومي .
ان جماهير شعبنا لن تسكت امام هذه المؤامرات وستتصدى لكل من يحاول القفز عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولكل قوة خارجة عن القانون تحاول المساس بمؤسسات الشعب الفلسطيني التاريخية تعمل علي بث الفرقة والتمزق بين شعبنا وحركته الوطنية .