شفا -نفى الخبير والصحفي الإسرائيلي، عموس هارئيل، أن يكون كتب تقريراً يتحدث عن تخوف تل أبيب من ضربة عسكرية جزائرية، أو أن يكون قال إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة هو أخطر رؤساء الجزائر على بلاده، وهاجم عاموس صحفاً جزائرية – نشرت هذا الكلام- ودعاها إلى الدقة والتحقق.
وكتب الخبير الإسرائيلي مقالاً في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بعنوان “ضعتُ في الترجمة: كيف قمت بإشعال حرب بين إسرائيل والجزائر”، رداً على الخبر الذي تناولته ست صحف جزائرية بينها “الشروق اليومي” و”النهار الجديد” المعربتان و”الوطن” الناطقة بالفرنسية، استغرب فيه ما تناقلته هذه الصحف، وقال الخبير الإسرائيلي “لم أكتب في حياتي كلها مقالاً عن الجزائر. لقد كتبت عن مصر وسوريا وليبيا في أوقات نادرة جداً، لكنني لم أهتم أبداً بالجزائر”.
واتصل الموقع الإلكتروني الجزائري الناطق بالفرنسية “دي أن إي” بالخبير والصحفي الإسرائيلي المعني ليتأكد منه حول حقيقة وقوفه وراء التقرير المذكور، فنفى الأخير أي علاقة له بالأمر قائلاً “هذا التقرير نشر في جريدة اللواء الأردنية العام 2009، ولا علاقة لي به”.
وهاجم الخبير الإسرائيلي الصحف الجزائرية والعربية التي لا تتحرى الدقة، قائلاً “على غرار العديد من الصحفيين والكتاب الإسرائيليين، تعودت على هذا الأمر وعلى أن الكتب التي قمت بتأليفها مع Avi Issacharoff ظهرت في ترجمات مقرصنة في لبنان والسلطة الفلسطينية من دون أن يكون هناك أي تنسيق معنا”. وأضاف ساخراً “على ما يبدو فإن حقوق التأليف في الوطن العربي لا تنطبق على الإسرائيليين”.
وأشار عاموس بالبَنان إلى الصحف الجزائرية الست، قائلاً “غير أنه في يوم الخميس وجدت أمراً جديداً، فليس أقل من ست صحف بالجزائر، كما قيل لي، تشير إلى مقال كتبته لهآرتس، ثلاث من هذه الصحف، واحدة ناطقة بالفرنسية واثنتان بالعربية، وصل بها الأمر أن تنشر الموضوع في صفحاتها الأولى، وقد ذكر مقالي أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أكثر خطورة على إسرائيل من الرئيس الأسبق هواري بومدين، وأن إسرائيل تخشى اعتداء من العسكر الجزائري”.
وأضاف “كما تم الادعاء أن الخبير الاستراتيجي اعتمد على المخابرات الإسرائيلية، التي تقول إن البلدين في نزاع مباشر، وإنه من الممكن أن تتعرض إسرائيل لغضب من طرف الجزائريين بحدة أكثر من تلك الضربة التي تلقتها من قبل القوات الجزائرية التي قدمت يد المساعدة للمصريين خلال حرب 1973”.
وأوضح عاموس يقول “تم الادعاء أن إسرائيل تعتبر الجزائر تهديداً لها تماماً كإيران وسوريا، وأنها فهمت الآن أنها كانت مخطئة عندما تجاهلت تضامن القوى العسكرية في “القوى الأقوى لشمال إفريقيا، كما استشهدت بعض الصحف الجزائرية بصفة غير مباشرة بالمقال من مصدر آخر، وهو صحيفة “اللواء” الأردنية التي نشرت المقال يوم الأربعاء”.
وقال عاموس “يوجد بطبيعة الحال مشكل واحد فقط في هذا الموضوع، هو أنني لم أكتب أبداً أي شيء يتعلق بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالتهديد الجزائري على إسرائيلـ وليست لدي شكوك في أن الجزائر التي تبعد حوالي 3000 كلم لا تشكل أي تهديد بما في ذلك تهديد صغير أو غير مباشر لنا، فلا تنقصنا تهديدات حقيقية من لبنان وغزة وإيران، فمن الواضح أنه بما أن الجزائر بعيدة عن دائرة الاهتمام لا سيما من قبل المخابرات الإسرائيلية، فهي أيضاً بعيدة عن دائرة اهتمامي”.
وأفاد الخبير الذي يشتغل لـ”هآرتس” منذ 12 عاماً، أن صحفيين جزائريين استغربوا القصة، “قام العديد منهم بالاتصال بي هاتفياً للتأكد من أن الأمر يتعلق بمقال مفبرك”.
وعن حقيقة المقال الذي تناولته الصحيفة الأردنية ختم الخبير الإسرائيلي يقول “إنه مقال يعود إلى عام 2009، وهو مقال عفا عنه الزمن، وكان يتحدث عن الجسر الجوي الذي أقامته الجزائر نحو السودان لنقل الأنصار، قلت فيه إن القوات الجزائرية كانت الأقوى عندما جاءت لمساعدة المصريين خلال حرب 1973”. وأضاف “أنا لم أكتب أي كلمة عن الجزائر منذ ذلك الوقت، ولا أدري من وراء إعادة نشر القصة الآن بهذا الشكل، وهي قصة خاطئة من البداية حتى النهاية”.