من المسؤول عن وحدة فتح؟ بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
طال الحديث الذي يحتاج إلى الجرأة في الطرح والتوضيح ، ليكون الكلام مباح في واقع مستباح لحركة تحررية وطنية خاضت ثمار التجربة للثورة الفلسطينية المعاصرة بكل وما لها وما عليها ، ولكن ضمن الانحياز التام والدائم للتطلعات الوطنية المبنية على احترام الانسان الفلسطيني والثقة به، ليكون النموذج الطليعي في الاطار النضالي والسياسي الذي عنوانه حركة فتح.
مناصرة وتأييد واقتراب الجماهير العريضة من حركة فتح ، تعتبر حالة انسانية وطنية فريدة في الدرجة الأولى، رغم حالة المد والجزر وعوامل التعرية التي أصابت فتح ، ولكن مازالت للحظة ثقة الجماهير عارمة وناضجة في الفكر الثوري والسياسي لحركة فتح ، لأنها الحركة التي انطلقت بالتوكل على الله وايماناً منها بشعبها العظيم وقدراته عبر بيانها الأول – بيان العاصفة ، وهي الحركة التي اجتازت كافة المنعطفات وانتصرت على كافة المؤامرات بحنكة الأوفياء وصبر الأنبياء ، ولازلت فتح بجموع المناضلين والمؤيدين والمناصرين قادرة على استعادة التميز في الأداء والقدرة على التضحية والعطاء والابداع بكل جدارة وانتماء ، من خلال ارثها الوطني الممتد الطويل ، التي عمدته بالدم نكتب لفلسطين ، الذي لم تعمده لا بالتصريحات الباطلة ولا في تأويل الاقاويل.
اليوم حركة فتح تشهد حالة من التباينات والاختلافات في صفوفها بسبب تعدد الآراء والثقافات, التي لا بد أن تصب مجملها في بوتقة واحدة من أجل وحدتها و النهوض بها على طريق التقدم والاستمرار.
اليوم ونحن على مقربة من الاستحقاق الوطني الديمقراطي ، الذي عنوانه الانتخابات وتجديد الشرعيات ، نحتاج إلى بناء تنظيمي صحي وسليم قادر على عملية الانجاز والتقويم ، على طريق بناء نظلم سياسي فلسطيني جديد يكفل التغيير والتأثير ضمن واقع المعطيات والمتغيرات والمستجدات ، ضمن وحدة وطنية حقيقية تقبل شراكة الجميع البعيدة عن المحاصصة ، التي تقبل التمدد والتوسيع في المبادرات والطروحات والاساليب التي تضمن لشعبنا الحفاظ على هويته الوطنية والوصول للحرية.
ونحن على مقربة من الانتخابات وتعالي الأصوات من أجل وحدة فتح ، نجد أن المتربع على عرش فتح والمتحكم بزمام أمورها والمتفرد في صناعة قرارها لا يعير أدنى اهتمام لهذه النداءات ، هذا بسبب مفاهيم ومزاجيات خاصة به ، وأجندات لا شأن لحركة فتح بها ، ويحاول المتربع على عرش فتح عنوة استغفال التصريحات واهمال النداءات التي تطالب في ضرورة وحدة الحركة لتخطي مرحلة الانتخابات السابقة ، التي كانت أكبر برهاناً ودليل على خسارة فتح في الانتخابات ، رغم أن فتح كانت ومازالت تمتلك القدرة على الانجاز والنجاح الكبير المنقطع النظير ،عبر وحدتها التنظيمية في العملية الانتخابية القادمة، واحداث ايجابية التأثير والتغيير.
للخروج من دائرة تعنت المسؤول، وعدم استماعه وانصياعه للرغبة الفتحاوية في انجاز وحدتها وتكاثف جهودها واستعادة محبتها وألفتها ، فإن اليوم بات من الضرورة العاجلة أن يقف كافة الفتحاويون بمختلف توجهاتهم أمام مسؤولياتهم ، وأن يشكلوا أداة ضاغطة سريعة وعاجلة من خلال اعلاء كافة الأصوات الممثلة في كافة القواعد التنظيمية العريضة ، والخروج من حالة الصمت الى حالة اعلاء الصوت لاستعادة وحدة الحركة ، والوقوف في وجه كل من لا يريد وحدتها والنهوض بها ، وهنا تكون مسؤولية وحدة فتح مسؤولية جماعية لا فردية، لأن الجميع اليوم هنا مسؤول سواءً كان عنصراً أو عضواً أو قائداً أو مسؤول.