أَيُّها الْحُبُّ تَرَفَّقْ بِفُؤادِ ** أَنَّ مِنْ طولِ حِبالٍ لِلْبِعادِ
لي حَبيبٌ فاتِنُ الرُّوحِ مَلاكٌ ** زادَ في الْحُبِّ هُيامي وَسُهادي
كُلَّما هَلَّ مَساءٌ فاضَ وَجْدي ** وَحَنيني لِحَبيبٍ مِنْ بِلادي
إِنَّما الْبُعْدُ بِأَحْشائِيَ جَمْرٌ ** قَدْ كَواني فَنَأَى عَنِّي رُقادي
أَقْطَعُ اللَّيْلَ سَميري فيهِ نَجْمٌ ** وَسَميرُ الرُّوحِ مِنْ خَلْفِ النِّجادِ
أَنْظُمُ الشِّعْرَ أُواسي فيهِ نَفْسي ** هَلْ يُواسي النَّفْسَ مَسْطورُ الْـمِدادِ؟
وَدُموعي كُلَّما لاحَ خَيالٌ ** لِحَبيبي، كَحَريقٍ في اشْتِدادِ
وَنَشيجُ الرُّوحِ يَعْلو وَالْتِياعي ** كَصَغيرٍ فَقَدَ الْأُمَّ بِوادِ
لَيْسَ يَدْري ما شَمالٌ ما جَنوبٌ ** فَجِهاتُ الْأَرْضِ قُدَّتْ مِنْ سَوادِ
يا حَبيبي ضاقَ صَدْري فَاعْتَنِقْني ** اَطْفِئِ الشَّوْقَ وَدَمْعي وَاتِّقادي
قُبْلَةٌ مِنْكَ حَبيبي وَأَميري ** بَلْسَمُ الرُّوحِ وَراحُ الْفُؤادِ
ضُمَّني لِلصَّدْرِ يا حِبِّي لِأُشْفى ** فَشِفا الْعاشِقِ ضَمٌّ في الْـمِهادِ