شفا – أطلقت دائرة الزكاة والأيتام بجمعية دار الكتاب والسنة مشروع إخراج زكاة الفطر عيناً لعام 1433هـــ، وذلك كأول مشروع ينفذ في فلسطين للسنة السابعة على التوالي.
وأكد الشيخ عبد الله المصري رئيس الجمعية، أن دار الكتاب والسنة بادرت إلى حث المسلمين على إخراج زكاة فطرهم طعاماً منذ عشرات السنين، إتباعاً وإحياءً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن المشروع في تطور مستمر ويأخذ أشكالاً أكثر توسعاً وتنظيماً وترتيباً في كل عام.
وذكر أن زكاة الفطر فريضة فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، وهي إحسان إلى الفقراء وتطهير للصائم مما يحصل في صيامه من نقص ولغو ورفث وإثم، وفيها إظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، ولتكون من جهة أخرى طُعمةً للمساكين، تسد حاجتهم من الطعام، فيشاركوا المسلمين فرحة العيد.
ولفت الشيخ المصري إلى قول ابن عباس رضي الله عنه: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” (رواه أبو داود).
وقال: “تؤدى زكاة الفطر يوم العيد قبل خروج الناس إلى الصلاة، وهذا وقت التفضيل؛ لأن الغرض منها كما تقدم إغناء الفقراء عن المسألة في هذا اليوم؛ ليشاركوا الموسِرين في الفرح والسرور”، مؤكداً عدم جواز تأخيرها عن الصلاة، وإلا كانت صدقة من الصدقات.
وأضاف الشيخ المصري: “ويجوز تقديمها بيوم أو يومين، لا أكثر لما ورد عن نافع حين سُئل: متى كان ابن عمر رضي الله عنه يعطي الصاع؟ فأجاب: إذا قعد العاملُ. قيل متى كان العامل يقعدُ؟ قال: قبل الفطر بيوم أو يومين” (صححه الألباني).
وأوضح أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم، وتجب على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، مؤكداً أنها لا تجب عن الحَمل الذي في البطن، إلا أن يتطوع بها فلا بأس.
وشدد الشيخ المصري على ضرورة إخراجها عيناً، من طعام الآدميين من تمر أبو بُرٍّ أو رزٍّ أو زبيب أو أقطٍ أو غيرها من طعام بني آدم، لافتاً إلى أنها لا تُجزئ إخراجها قيمة الطعام، لأن ذلك خلاف لما أمر به رسول الله، مستشهداً بحديث ابن عباس رضي الله عنهما: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤدي زكاة رمضان صاعاً من طعام، عن الصغير والكبير والحر والمملوك” (رواه ابن خزيمة والبيهقي بإسناد صحيح).
وبين أن زكاة الفطر تخرج لمستحقيها، وهم المساكين لقول ابن عباس رضي الله عنه في الحديث المتقدم “طعمة للمساكين”، موضحاً أن المسكين هو من لا يجد كفايته من قوته وقوت عياله وحوائجه الأصلية، وإن كان يدخل عليه دخل مالي ما، ولا يفي بسد كل حوائجه الأصلية، فتجوز له زكاة الفطر.
من جانبه أكد عبد الرحمن شعت مدير دائرة الزكاة والأيتام في الجمعية، حرص دار الكتاب والسنة على إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم، بإتباعها والإقتداء بهديه عليه الصلاة والسلام، لافتاً إلى أن الجمعية أعدت كوادر مهنية ومدربة ونشرتها في مواقع متفرقة في محافظتي خان يونس ورفح، وغيرها من المحافظات بأساليب مختلفة.
وذكر أن دائرة الزكاة والأيتام أعدت الخطط والبرامج المسبقة؛ لتنظيم وتسهيل العمل في المواقع المنتشرة لجمع زكاة الفطر من المواطنين، وبما يساهم في التسهيل على المسلمين وإعانتهم على إخراج زكاة فطرهم طعاماً، حسب ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، داعياً المواطنين إلى التعاون مع الكوادر العاملة في المواقع، وإخراج زكاة فطرهم عينياً، إتباعاً وإحياءً لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وبين شعت أن علماء الأمة أجازوا التوكيل في إخراج زكاة الفطر؛ لمن تجمع عنده من أهل الثقة والأمان، كالجمعيات الخيرية، ليخرجوها إلى مستحقيها، ويستدل لهذا بقول أبي هريرة رضي الله عنه: “وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان” (صحيح البخاري). وقال الإمام ابن عثيمين: “يجوز دفع الزكاة لجمعيات البرِّ المصرح بها من الدولة، وعندها إذن منها، وهي نائبة عن الدولة، والدولة نائبة عن الفقراء”.