“ضاع الحق”…. بين ضعف الأمين وخيانة القوي بقلم : سائدة البنا
محمود عباس عندما انتخب رئيسا عام 2005 كانت قيادة حركة فتح تنظر اليه كقائد ممكن ان ينهض بالحركة والقضية الفلسطينية لتحقيق تطلعات أبناء الحركة على الرغم من تسميته كرازاي فلسطين من قبل الشهيد ياسر عرفات.
ربما كان الانكسار الذي شعر به قادة حركة فتح بعد استشهاد أبو عمار دفعهم لاختيار محمود عباس دون التدقيق في تداعيات ذلك الخيار وخاصة ان جميع الخيارات الموجودة كانت تتقزم امام شخصية ياسر عرفات او الشخصيات التي تربى على يدها معظم قيادات حركة فتح في تلك الفترة أمثال خليل الوزير وصلاح خلف وغيرهم…
لقد كان القائد محمد دحلان من اقرب الناس الى القائد ياسر عرفات وملازمه في كل مكان لانه كان يثق به وبقدراته القيادية . ومن الواضح ان محمود عباس في تلك الفترة كان يلعب دورا خفيا يجهز به نفسه الى مابعد ياسر عرفات.
لقد تقمص شخصية الحريص على فتح وخدع القائد محمد دحلان حتى يدعمه بقوة في انتخابات الرئاسة ويفوز فيها. لقد كانت خطة ثلاثية الابعاد لايقوم بها الا من قاموا باغتيال عظماء الثورة وكبار قيادات حركة فتح وكان اخرهم الشهيد ياسر عرفات.
لم تكن صدفة او حقيقة ابداع محمود عباس في اقناع الاخ محمد دحلان بانه مؤهلا لان يكون هو الرئيس.بل هو مخطط تدرب فيه جيدا على مهارة الخداع والخيانة العظمى.
قتلوا ياسر عرفات بالسم وبدأوا باستكمال سيناريوهات الخطة المشؤومة.
عندما اعتلى محمود عباس سدة الحكم واصبح رئيسا لحركة فتح لم يكن قادرا على القيام بالادوار المعهودة له لانه غير مؤهل لها.وهذا ادى الى قيامه بارتكاب اخطاء فادحة . والمشكلة ان من حوله من قيادات حركة فتح اتاحوا له فرصة ان يتغول على حق حركة فتح واموال الشعب ولم يقف في وجهه الا محمد دحلان تصدى لسلوكه وسلوك عائلته وتصرفاتهم باموال الشعب لمصالحهم الشخصية وهنا بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة “التخلص من محمد دحلان.ان ضعف قيادات الحركة وصمتهم وتعليلاتهم المختلفة ماكانت الا جبنا وابعاد انفسهم عن فخ المكاشفة والهرب من حقيقة انفسهم الضائعة المهزومة على عتبة المصالح الشخصية.كيف لنفس سوية تحتمل القيام بخطأ اخلاقي بهذه القذارة؟!
الخيانة وجه واحد كيفما قلبتها فهي الخيانة .ان مافعله محمود عباس ومن حوله ممن صمتوا وايدوا ووافقوا بصمتهم تجاه القائد محمد دحلان وابناء الشعب الفلسطيني في غزة اشعرونا اننا نعيش في وطن الخيانة فيه كالهواء يدلف على منازلنا بمجرد فتح الباب.
كل ممارسات محمود عباس القمعية وحقده على قطاع غزة ماهو الا استكمالا لسيناريوهات عقد الخيانة الذي وقعه بحبر سواد قلبه وضميره الميت واعتمده كل من صمت على اجراءات الاقصاء والتشهير والاتهامات الباطلة من قيادات الذل والعار في حركة فتح .
لااعفي احدا من الخيانة حتى لو بدأوا يظهرون التعاطف والتأييد للقائد محمد دحلان .
ماابشع ان تجد ان الخيانة سهلة.من ضيع الامانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة .ومحمود عباس ومن حوله لا دين ولاضمير.
ان ماحدث من ظلم وخيانة للقائد محمد دحلان تداعياته اهتزت لها كل حياة الشعب الفلسطيني وقضيته وحلمه في تحرير الوطن .فتاهت القضية بين اروقة الكاذبين ومؤامرات المسحجين .وتمكن الاحتلال من اراضي الضفة الغربية وضياع القدس واستباحة اقصاها بمشهد يندى له الجبين.والتغول على رواتب الموظفين والشهداء والاسرى وقطعها واذلال الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ونشر الفقر والجوع والبطالة وضياع مستقبل الشباب.لقد قام بتقطيع اوصال الوطن وميز بين شعب في الضفة وشعب في قطاع غزة ليشق الصف الفلسطيني ويمعن في اضعافه.
ليس محمد دحلان فقط غريم محمود عباس بل الشعب الفلسطيني كله ونطالب بمحاكمته واتخاذ اقسى العقوبات ضده وضد كل من كان شاهدا على خيانته وسكت عنها .
كم من خائن اليوم لا يشنق بل يشنق الآخرين.
مهما دار الكذب وتدارى وراء اقنعته المختلفة سيكشف يوما مهما طال الزمن لان الحقيقة حق والخيانة لا يتقنها الا الجبناء.
وسيبقى القائد محمد دحلان العين الساهرة على كل الوطن وشعبه وعين الله ترعاه .