ترتيب البيت الفتحاوي والخروج من النفق المظلم بقلم : أ. شريف الهركلي
عاشت فلسطين بإنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عاشت الذكرى 56 عنوان النضال والثورة والثوار ، هذه الكوكبة التي سطرت التاريخ بكوفية أبو عمار ورفاق دربه منهم الشهداء ومنهم الأحياء.
أخشى ما أخشاه أن حياتنا أصبحت أحداث في كاتب تطوى صفحاته وتنام الذاكرة على سرير النسيان ، لذلك نجدد العهد و في كل عام نحيي الذكرى و لأنها فتح والحامية للمشروع الوطني حاكتها كل المؤامرات لتفتيت قوتها ، وإضعاف القرار الفلسطيني من خلال ثُلة من الأجندة السوداء داخل وخارج الوطن.
بالفعل نجح سحرهم الواهي في حياكة ثوب الإنقسام اللعين في صفوف حركة فتح وإضعافها وانهاكها وتفتيت قواها.
بدأت الحكاية عندما أصاب فتح حالة من الترهل و الضعف والخمول بسبب الإهمال ووقف الدعم المالي والمعنوي وغياب وتغيب اللجنة المركزية والمجلس الثوري وعدم الإحتكام للنظام الداخلي ، ومن هنا بدأت فصول الرواية !!
سياسة التغول على القانون الفلسطيني وعدم اللامبالاة والخوف من المجهول ؛ خوفاً على مناصبهم ونثرياتهم والتسهيلات التي كانت مصدر رزق وثراء لبعض القيادات الفتحاوية التي انسلخت عن وطنيتها وآثرت الصمت وبسبب هذا الترهل والضياع ترجل النائب محمد دحلان ودافع عن شعبنا وقضيتنا وضياع حركة فتح في ظل الصمت العام ، فأصدرت السلطة بتاريخ 12يونيو 2011م قرار بفصل محمد دحلان وإقصائه عن المشهد السياسي من هنا ثار حراك فتحاوي تجسد بتيار الإصلاح الديمقراطي ، حيث كان هدفه الحفاظ على مقدرات شعبنا واستثمار كافة الموارد المالية والبشرية في تقدم قضيتنا ، و إنهاء سياسة الإقصاء والتمييز الجغرافي وتحقيق العدالة بإنهاء تغول أبناء جلدتنا على القضاء الفلسطيني وإنهاء سياسة قانون الغاب ، ولكن للأسف استمرت السلطة في سياسة فصل رواتب الموظفين من كوادر فتح ممن تثبت علاقتهم بدحلان ، و لم يسلم أهالي الشهداء و الجرحى وحتى الأسرى منهم، وكأنه أصابهم حالة هستيرية دفنت مكامن الإنسانية.
وبسبب الإنقسام الفلسطيني قُسمت السلطة قطبين متناحرين (غزة و الضفة) وإهمال متابعة أبنائنا في الشتات وتدمير عملية التفاوض مع الجانب الإسرائيلي بتلك السياسة الإنبطاحية ، إضافة إلى اعتداءات المستوطنين وتوغل الإستيطان والتوسع السكاني للصهيونية.
أصبح التنسيق الأمني مقدس وخالي من الفلسفة الوطنية التي أساسها خدمة الشعب والقضية سياسياً و تنظيمياً واقتصادياً و تعليمياً وصحياً و إنسانياً.
سحق الشباب وحرق أحلامهم الصغيرة،
ليحقق الطارئين والمرجوفين و البلهاء أحلامهم الكبيرة هم وأبنائهم وأحفادهم المترفين المرهفين ، كل ماسبق كان على حساب ويلات وآهات شعبنا المتعب الرافض لكل المؤامرات التي تمس حلمه في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.
نعم نحن بحاجة إلى إنهاء حالة الإنقسام الفتحاوي والفلسطيني مع بداية عام 2021م وإقرار الإنتخابات لترتيب البيت الفلسطيني و إنتخاب قيادة وطنية قادرة على إخراجنا من النفق المظلم.
عاشت فتح وعاشت الثورة الفلسطينية
رائدة الكفاح المسلح