7:13 مساءً / 25 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الرواية المفقودة … صوت الحقيقة المدوّي بقلم : د. صبحية الحسنات

الرواية المفقودة … صوت الحقيقة المدوّي بقلم : د. صبحية الحسنات

من خلال مشاهدة الرواية المفقودة ومعرفة أبناء حركة فتح للواقع التنظيمي، فقد تبين بجلاءٍ أن الأخ محمد دحلان كان الداعم الأساسي للأخ محمود عباس في الانتخابات الرئاسية، حيث جند كل امكانياته وعلاقاته في مساندته، وأن العلاقة بينهما كانت قوية وما أصيبت به من فتورٍ وضعفٍ بسبب قوة حضور وتأثير الأخ محمد دحلان في صنع القرار داخل الحركة، وتجلى هذا الخلاف بعد قرار الرئيس تنظيم الانتخابات التشريعية، ومعارضة الاخ محمد دحلان ورفاقه ذلك بسبب ضعف الحركة وترهلها وعدم جهوزيتها لخوض المعركة الانتخابية، ولكن أبو مازن اتخذ القرار بغض النظر عن نتائجه، وبالتالي فهو من يتحمل تداعياته السلبية على أبناء الحركة، ما ساهم في إضعافها وازدياد منسوب خيبة الأمل وفقدان الثقة في القيادة التي فشلت في تلبية طموحات أبنائها وتطلعاتهم.

وبرغم كل ما حدث، إلا أن الأخ محمد دحلان فاز في الانتخابات التشريعية بأعلى الأصوات في دائرته، وكان يحمل لواء الدفاع عن فتح في كل المنابر، وبسبب انتقاده لسياسة أبو مازن اتجاه غزة وموظفيها وجرأته في طرح القضايا التنظيمية في جلساتها المنعقدة، وهو أمرٌ كفله النظام الداخلي للحركة (النقد البناء من أجل تصحيح المسار)، لكن على ما يبدو أن شخصية الأخ محمد دحلان القوية والكاريزما التي يتمتع بها كانت دافعاً لأكثر من جهة في التعجيل بإقصائه من المشهد السياسي، عبر فصله من الحركة دون الاستناد إلى أي أدلةٍ تدينه، وكان قرار الفصل فردياً من الرئيس ولكن بغطاء تنظيمي عبر بعض أعضاء اللجنة المركزية،

ولقد عرض الأخ سمير المشهراوي أحد شهود العيان وأحد شركاء الرحلة كل التفاصيل خلال تلك الأحداث، ولولا تأكده أن الأخ محمد دحلان على حق لما اختار أن يكون معه وبجواره في هذه المعركة الشرسة، ولم تكن هذه النهاية، بل كانت بداية مرحلة جديدة من الإقصاء والتهميش والاجراءات التعسفية ضد أبناء وقيادات هذه الحركة، ليأتي هذا التيار في روايته ومواقفه الثابتة محافظاً على الإطار ومقدراته، وأن نشأته لم تأتِ كردة فعل، بل جاءت للحفاظ على رأس مال الحركة البشري والفكري، وخصوصاً بعد المؤتمر السابع الإقصائي، الذي ألقى بسلبياته على عموم أبناء الحركة، وخصوصاً غزة التي ذهبت كسلة أصوات للمؤتمر، مما كرس الانقسام وأصاب الجميع بحالة من الاحباط وفقدان الثقة في القيادة التي خذلتهم على كافة الأصعدة.

شاهد أيضاً

وزارة العمل و مؤسسة سبارك توقعان مذكرة تفاهم لدعم الشباب والمشاريع الريادية

شفا – وقعت وزيرة العمل الدكتورة إيناس العطاري ومديرة البرنامج الإقليمي لمؤسسة سبارك في فلسطين …