7:06 صباحًا / 25 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

عن الانتخابات الأمريكية 2024 بقلم : د. أيمن سمير

عن الانتخابات الأمريكية 2024 بقلم : د. أيمن سمير

رغم أن فصول الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية لم تنته بعد، إلا أن من يراجع الخطابات السياسية للحزبين الجمهوري والديمقراطي يشعر وكأن الجميع في سباق للانتخابات القادمة بعد 4 سنوات من الآن، فكلا المعسكرين ما زال يتذكر المظاهرات التي سيرها الحزب الديمقراطي ليل فوز ترامب في عام 2016، وكان الهدف منها إبقاء شعلة الحزب الديمقراطي شامخة رغم الهزيمة، وتواصل ذلك في كل يوم من أيام ترامب في البيت الأبيض، بداية من قضية التدخل الروسي التي صاحبت ترامب منذ اليوم الأول لرئاسته، وحتى الاستفادة من جائحة كورونا واتهام الجمهوريين بالفشل في معالجتها، مرورًا بعملية “المساءلة” ومحاولة عزل ترامب في الكونجرس التي بدأت منذ نوفمبر 2019 وحتى 6 فبراير 2020، فهل سيعلن ترامب ترشحه للانتخابات القادمة في نفس يوم تنصيب بايدن؟.. وما هي الأسماء الجمهورية التي بدأت تنافسه من الآن؟.. وهل استقر الأمر لكامالا هاريس لتمثيل الديمقراطيين في انتخابات 2024 ؟.

أولاً : الجميع على يقين أن الرئيس المنتخب جو بايدن هو “رئيس انتقالي” لفترة رئاسية واحدة، وأنه في 20 يناير 2025 سيكون وصل لـ 82 عاماً ومن الصعب أن يترشح مرة أخرى، وحتى لو ترشح فهناك قناعة لدى الديمقراطيين قبل الجمهوريين بأنه سيخسر أمام أي منافس جمهوري، لأن غالبية الأصوات التي حصل عليها بايدن “أصوات احتجاجية” ضد ترامب وليس دعمًا لبايدن، ولهذا فإن الصراع على منصب من سيترشح من الديمقراطيين لانتخابات 2024 بدأ من اليوم، والأمر ليس محسومًا لكامالا هاريس كما يتصور البعض، فالسيدة جاءت لتشجيع السود والملونين للتصويت للحزب الديمقراطي، وتاريخ هاريس لا يؤشر على أنها يمكن أن تجمع الحزب الديمقراطي الذي يتوقع الكثيرون أن تبدأ الانشقاقات فيه خلال تعيينات المناصب الجديدة، فصراع الجناح اليساري مع جناح الوسط بدأ بالفعل عندما رفض جناح الوسط الذي ينتمي له بايدن تعيين إليزابيث وارن وزيرة للخزانة وبيرني ساندرز وزيرًا للعمل، وهذا ما جعل اليساريين يتحدثون خلال الأيام القليلة الماضية عن ضرورة القفز خطوة أخرى أكثر جراءة وتقدمية بترشيح سيدة سوداء لانتخابات الرئاسة في 2024، ويدور الحديث عن ميشيل أوباما زوجة الرئيس أوباما الذي أصبح مصدر قوة وتأثير لأي مرشح ديمقراطي.

ثانياً : لا يشعر الحزب الجمهوري أنه خسر الشارع الأمريكي حتى لو أنه خسر منصب الرئاسة، فالرئيس ترامب نفسه حصل على 74 مليون صوت حتى كتابة هذه السطور، ويمكن أن تزيد مع استمرار الفرز الذي سينتهي يوم 6 ديسمبر القادم، وهو رقم قياسي بالمقارنة مع ما حصل عليه أوباما وهيلاري كلينتون، ويفوق ما حصل عليه روزفلت عندما فاز بالتصويت الشعبي والمجمع الانتخابي لـ 49 ولاية من الولايات الخمسين، كما أن الحزب الجمهوري زاد من مقاعده في مجلس النواب بـ 6 مقاعد، ويحتفظ الجمهوريون حتى الآن بالأغلبية في مجلس الشيوخ انتظارا لانتخابات الإعادة التي ستجرى على مقعدي ولاية جورجيا في 5 يناير القادم، كما اقتنص الحزب الجمهوري عددًا جديدًا من حكام الولايات التي جرى التصويت عليها في 3 نوفمبر الماضي، وهي 13 ولاية.

ثالثًا: أغرب مفاجآت الانتخابات الرئاسية الأمريكية أن الحزب الجمهوري والرئيس ترامب حصلا على أصوات من السود والملونين أكثر بكثير من انتخابات عام 2016 رغم كل ما قيل عن عنصرية الرئيس ترامب وقضية جورج فلويد الشهيرة، وما يزيد الأمر غرابة أن المناطق والمقاطعات بل والولايات الأكثر تأثرًا بوباء كورنا صوتت لصالح ترامب وليس لصالح بايدن، والمثال الواضح جدًا على هذا الأمر فوز ترامب بولاية فلوريدا التي لها 19 صوتًا في المجمع الانتخابي رغم أن ولاية فلوريدا هي أكثر الولايات الأمريكية التي بها مصابون وضحايا للكورنا، حيث يقيم بها كبار السن من كل الولايات بعد التقاعد للعيش في أجواء دافئة حيث يطلق على فلوريدا “ولاية الشمس الساطعة.

رابعًا: تتفق الغالبية الجمهورية والديمقراطية على أن جو بايدن هو من سيدخل البيت الأبيض في 20 يناير القادم، وحتى ترامب نفسه بدأ يقر ويعترف بهذه الحقيقة تدريجيًا، لكن التشكيك حتى الآن بالنتائج، وتأجيل الاعتراف بالهزيمة، وإثارة نوع من الضبابية حول رئاسة بايدن على السنوات الأربع القادمة ما هو إلا تمهيد لإعادة ترشح ترامب مرة أخرى في عام 2024، وحتى لو لم يترشح ترامب يرى الكثيرون في الحزب الجمهوري أنه سيكون مؤثرًا من خلال الكتلة التصويتية الكبيرة التي صوتت له، كما أن شخصيات جمهورية على علاقة قوية بترامب بدأت تقدم نفسها للشارع الأمريكي، مثل مايك بومبيو ونيكي هايلي التي كانت مندوبة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.

كل هذه التطورات تتسق تمامًا مع طبيعة الانتخابات الأمريكية التي تبدأ الاستعداد للاستحقاق الانتخابي القادم فور انتهاء التصويت في أي انتخابات، سواء أكانت الانتخابات التي تجرى كل 4 سنوات أم انتخابات التجديد النصفي التي تجرى كل عامين.

شاهد أيضاً

إصابة شاب برصاص الاحتلال في الفندقومية جنوب جنين

إصابة شاب برصاص الاحتلال في الفندقومية جنوب جنين

شفا – أصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأحد، في بلدة الفندقومية جنوب …