نشرت يوم الأربعاء الموافق السابع عشر من يوليو 2012 مقالة بعنوان ( أحمد جبريل: مواقف غير وطنية دوما ). وقد عدّدت ووثقت فيها باليوم والتاريخ عددا من مذابحه ومجازره التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني هو وعصابته المسمّاة ( الجبهة الشعبية، القيادة العامة). وخاصة دوره الإجرامي القذر في حصار مخيم تل الزعتر قرب بيروت، عند تحالفه مع حزب الكتائب اللبناني وقتلهم عام 1976 ما لايقل عن 4000 فلسطيني، ودوره في حصار المخيمات الفلسطينية متحالفا وداعما لحركة أمل بقيادة نبيه بري ( 1985 – 1986 )، وحصاره مخيم شاتيلا فيما عرف بحرب المخيمات الثانية ( 1988 )، حيث قتل مئات الفلسطينيين وهجّر ألاف منهم إلى مخيمات الجنوب اللبناني. والجريمة التي لم يركّز عليها الفلسطينيون وهي تفجيره لمقر “جبهة التحرير الفلسطينية” في أغسطس 1977 حيث قتل قرابة مائتي شخص كانوا في الاجتماع والمبنى، وذلك حقدا منه على المرحوم طلعت يعقوب الذي أعلن هو ومجموعة معه الانشقاق عن القيادة العامة بسبب جرائمها ضد المخيمات الفلسطينية.
تعليقات القراء على هذه الجرائم
وقد كانت أغلب تعليقات القراء على تلك الجرائم الجبريلية، تحمل الإدانة القاسية وذكر جرائم أخرى ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني، من خلال تحالفاته المشبوهة ذات الطابع المصلحي الاستخباري بدءا من حزب الكتائب في السبعينات، ثم الاستمرار منذ ذلك الوقت حتى اليوم في التحالف والعمل مخبرا لنظام الوحوش في سوريا بدءا من الوحش الأب حافظ إلى الوريث الوحش بشّار، متوسعا في تحالفاته المشبوهة لتشمل حلفاء الوحش خاصة حزب حسن نصر الله كي لا أقول ” حزب الله ” لأنّ تصرفات هذا الحزب وحلفائه من الملالي لا تنسجم مع تعليمات الله تعالى القائمة على العدل والكرامة ( من قتل نفسا بغيرنفس أو فساد في الأرض فكأنما الناس جميعا )، فما هو الموقف إذن من وحش سوريا المجرم السفّاح الذي قتل منذ مارس 2011 ما يزيد على عشرين ألف سوريا، بالإضافة إلى ما يزيد على مائتي ألف لاجىء خاصة في تركيا والأردن؟.
مذبحة مخيم اليرموك والمشبوه أحمد جبريل
ظلت غالبية المنظمات الفلسطينية ساكتة غير مبالية بالجرائم التي يرتكبها هذا المشبوه ( أحمد جبريل ) إلى أن وقعت مذبحة مخيم اليرموك الفلسطيني الملاصق للعاصمة السورية دمشق، مساء يوم الخميس الثاني من أغسطس الجاري التي ارتكبتها قوات وحش سوريا وعصابة أحمد جبريل، وسقط من جرائها العشرات من القتلى والجرحى المدنيين العزل، لرفضهم تأييد مذابح وحش سوريا واصطفاف أحمد جبريل علانية في دعمه وتأييده. عقب هذه المذبحة وكان قد سبقها قصف مخيم الرمل في اللاذقية في شهر أغسطس 2011 ، أصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانا واضحا نددت فيه ب ( محاولات بعض الأطراف من أمثال أحمد جبريل والدور المشبوه الذي يقوم به هو وفصيله بالزج بأبناء شعبنا ومخيماتنا في أتون العنف الدموي الدائر في سوريا وتحويلهم إلى وقود لهذه المحرقة ). كما طالبت الرئاسة الفلسطينية في بيانها المذكور ( بوقف فوري لجميع أعمال القتل والتدمير في المخيمات، وتوفير الحماية لسكانها بمن فيهم الأشقاء السوريين كي يبقى المخيم عنوانا للأمن والأمان ). وكذلك أدانت حركة حماس هذه المذبحة التي استهدفت سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وراح ضحيتها أكثر من عشرين شهيدا وعشرات الجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني.
هل يقبل وحش سوريا وصاحب الدور المشبوه بحياد المخيمات؟
تطالب الرئاسة الفلسطينية وغالبية المنظمات الفلسطينية ببقاء المخيمات الفلسطينية وسكانها من الفلسطينيين البقاء على الحياد في الصراع المسلح الدائر بين جيش الوحش والشعب السوري وجيشه الحر، ولكن هذا المطلب الفلسطيني لا يرضي وحش سوريا وعملائه الفلسطينيين الذين يريدون زجّ المخيمات في هذا الصراع منحازين لدعم وحشهم المفترس كي يثبتوا له أنّهم ذوو جماهيرية بدليل حشدهم المخيمات لدعمه، ولمّا خاب ظنّ هولاء العملاء قاموا بارتكاب هذه المذابح بحق سكان المخيمات حيث تؤكد كافة المصادر قتل ما يزيد على 300 منهم حتى الآن، وأنّ المعتقلين زادوا عن عشرة ألاف. وقد صرّح أحد سكان مخيم اليرموك للصحافة الأجنبية قائلا: ” كل فلسطيني في سوريا يدرك أنّ المقاتلين في الجبهة الشعبية- القيادة العامة، يعملون مع المخابرات السورية ويجرون دوريات أمنية لمصلحة النظام “. وفي مقابل ذلك هناك مئات من سكان المخيمات انضموا لصفوف الثورة السورية ويقاتلون دعما للشعب السوري الذي استضافهم، فأية خدمات قدمت لهم مننذ عام 1948 هي من الشعب السوري وليس من الوحوش الذين استولوا على السلطة عام 1970 ، وكافة الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين في سوريا والتعذيب والمفقودين تمت في زمن الوحشين حافظ وبشار. لذلك كانت قمة التحدي في المظاهرة الفلسطينية العارمة التي خرجت من جامع فلسطين في مخيم اليرموك، تستنكر المذبحة ومرتكبيها من عصابات النظام وعملائه من جماعة أحمد جبريل، وجابت المظاهرة أغلب شوارع المخيم غير عابئة بعصابات النظام وعملائه من الفلسطينيين. وكذلك فقد أدانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا بأشد العبارات هذه المذبحة المروعة التي ارتكبت بحق أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك، وأدانت مرتكبي الجريمة البشعة دون أن تسميهم، لأنّهم معروفون لشعبنا في المخيمات.
والناطق باسم الوحش يعتبرهم ضيوفا
لذلك إزاء تزايد عدد الفلسطينيين الداعمين لثورة الشعب السوري، ومئات يقاتلون مع الجيش السوري الحر بالسلاح، يصرّح الناطق باسم وحش سوريا جهاد مقدسي قائلا: ( إنّ الفلسطينيين في سوريا ضيوف ) ويسخر منهم قائلا: (عليهم مغادرة سوريا إلى إحدى الديمقراطيات العربية إذا أساءوا التصرف ). هذا التصريح يأتي من الناطق باسم حزب العبث العربي اللا إشتراكي، صاحب شعار ( أمة عربية واحدة ). وهو يقصد ب ( إذا أساءوا التصرف ) أي إذا لم ينضموا للعملاء الفلسطينيين المؤيدين لهذا الوحش وعصاباته.
لذلك هل يمكن بقاء الفلسطينيين على الحياد؟
هذا ممكن لو التزم نظام الوحش وعملائه الفلسطينيين بهذا الحياد، وكفّوا عن محاولاتهم الدؤوبة لزج المخيمات وسكانها في صفوف الداعمين للوحش ضد الشعب السوري الثائر، ولكن عند استمرار هذه المحاولات عبر التخويف بالقتل كما حدث في المذابح المذكورة ضد سكان المخيمات، فاعتقد عندئذ أنّ خيار سكان المخيمات سيكون الاصطفاف إلى جانب الشعب السوري المطالب بحريته وكرامته، فلا يمكن للشعب الفلسطيني المطالب بحريته وكرامته من الاحتلال والأنظمة القمعية أن يقف في صف نظام قمعي متوحش ضد شعب له نفس مطالب الشعب الفلسطيني. وهذا ما ذكرت أطرافا منه منظمة “هيومن رايتس ووتش” عندما أكّدت أنّ عددا متزايدا من الفلسطينيين حملوا السلاح وانضموا إلى الجيش السوري الحر. وأكّد ذلك العقيد قاسم سعد الدين أحد المتحدثين باسم الجيش السوري الحر بقوله ” الفلسطينيون يقاتلون إلى جانبنا وهم على مستوى عال من التدريب….ولو انضم واحد بالمائة منهم إلى صفوفنا فهذا يعني خمسة ألاف مقاتل ). وهذا الموقف الكاشف لأكاذيب نظام الممانعة الكرتونية والمقاومة الديكورية هو ما دعا قيادة حماس لاتخاذ قرارها الشجاع بمغادرة سوريا طالما هي تحت حكم هذه العصابة الأسدية المتوحشة ضد الشعب السوري، فالضحية لا يمكن أن يقف في صف الجلاد أيا كانت هويته.
د.أحمد أبو مطر
www.drabumatar.com