شفا – حذر مركز فلسطين لدراسات الأسرى من خطورة حقيقية على حياة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي بحقهم، مؤكدًا أن “العشرات منهم قد يكون مصيرهم الوفاة داخل السجون في حال لم تقدم لهم الرعاية الطبية المناسبة”.
ووصف مدير المركز رياض الأشقر في بيان صحفي السبت الأسرى أصحاب الأمراض الصعبة في سجون الاحتلال وعددهم ما يزيد عن 150 أسيراً بأنهم “شهداء مع وقف التنفيذ”، إذ يعانون من ظروف صحية خطيرة للغاية مع استمرار استهتار الاحتلال بحياتهم وعدم تقديم أي رعاية طبية أو علاج مناسب لهم مما قد يؤدى بهم إلى الموت في أي لحظة.
وأوضح أن أكثر من 700 أسير مريض في سجون الاحتلال منهم 150 أسير يعانون من أمراض خطيرة بما فيها السرطان، والفشل الكلى، وأمراض القلب وضمور العضلات وانسداد الشرايين، وغيرها من الأمراض التي قد لا تمهل الأسير كثيراً على قيد الحياة.
وكشف أن العديد من الأسرى تدهورت صحتهم في الأشهر الأخيرة بشكل ملحوظ، منهم الأسير نضال أبو عاهور، وهو من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال ويعاني من مرض السرطان والفشل الكلوي ويقبع في مستشفى الرملة والأسير عايد خليل (٥٤ عاما) مدينة طولكرم وقد نقل إلى مستشفى “سوروكا” نتيجة تدهور وضعه الصحي.
وبين أن الأسير المريض يحتاج الى سنوات ليتمكن من إجراء فحص مخبري أو صورة أشعة.
وذكر أن التأخير المتعمد في إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية أدى لاستفحال المرض في أجساد بعض الأسرى، كذلك أدى التأخر المتعمد في إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة إلى انعدام الأمل في الشفاء وتعرض الأسرى إلى خطر حقيقي على حياتهم.
وذكر أن غالبية الأسرى الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظرًا لتردي ظروف احتجازهم في سجون الاحتلال، سواء خلال فترة التحقيق حيث يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة، ويتعرضون لسوء المعاملة والضرب والتعذيب والإرهاق النفسي والعصبي، مما يؤثر على أوضاعهم الصحية بشكل سلبي.
ولفت إلى عدم توفر طواقم طبية متخصصة، ووجود بعض السجون بدون طبيب، فضلًا عن أن غالبية الأطباء في السجون عامين أو ممرضين.
وحسب المركز، فإن العشرات من الأسرى الذين أكد الأطباء خطورة حالتهم الصحية وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة بمن فيهم من مسنين وأطفال نساء، ترفض إدارة السجون نقلهم للمستشفيات، ولا زالت تعالجهم بالمسكنات التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها.
واعتبر أن سياسة الإهمال الطبي المتعمدة تكشف بشكل واضح عن العقلية الاجرامية والعنصرية التي تحكم السجون، وأن ما يجري مع الأسرى هو عمليات قتل جماعي بتركهم فريسة سهلة للأمراض تنهش في أجسادهم.
وطالب الأشقر منظمات حقوق الانسان الدولية التدخل لإنقاذ حياة الأسرى من الموت المحقق، وإرسال لجنة طبية بشكل عاجل لفحص الظروف التي تؤدي لإصابة الأسرى بالأمراض الصعبة داخل السجون، ووقف المجزرة الصحية التي يتعرضون لها منذ سنوات طويلة في تجاهل الاحتلال لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية.