خارج الصندوق بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
خارج الصندوق.. التفكير المفقود وغير الموجود في الواقع الفلسطيني بكافة تفاصيله، رغم أن معطيات الواقع وتراكماته وكثرة أزماته تتطلب جلياً التفكير بجدية وطنية جماعية للوقوف أمام الذات الفلسطينية وقفة عز وضمير للتفكير خارج الصندوق، الصندوق الرافض للمراوغة السياسية والنفاق والخداع القائم على المصالح الخاصة في إدارة الشؤون الوطنية لواقع الحالة السياسية، التي لم يعد هناك بصيص أمل في استنهاضها وإعادة بنائها على أسس عملية واقعية، تضمن تعزيز الانتماء الوطني لاستمرارية النهوض بالشعب والقضية على كافة الصعد والمستويات.
خارج الصندوق، هو التفكير الذي يهابه ويخشاه الساسة والمسؤولون في واقعنا الفلسطيني، لأنه التفكير الذي يعتمد على نسف الواقع المتردي المرير، الذي بحاجة إلى التغيير من أجل إحداث التأثير، لعدم بقاء الحالة السياسية حبيسة الأنفاس داخل عنق الزجاجة الناتج عن التخوفات والحسابات التي تحكمها المصالح الخاصة للشخصيات السياسية ذات الأجندات.
التفكير خارج الصندوق يتطلب إرادة وطنية ذات إدارة سياسية تقوم على التطلعات الواقعية والمحيطة والبناء عليها، التي تحتكم للمصلحة الوطنية العامة للوطن والمواطن على حد سواء دون استثناء أو استقواء أو حتى استغباء.
خارج الصندوق.. العنوان الذي يشبه في تفاصليه دق جدران الخزان، من أجل سماع الصوت الوطني ليصل مدوياً إلى آذان الساسة والمسؤولين، الذين لا يستمعون إلا لهمس صوتهم المرتجف الخائف من الوقوف أمام النفس الوطنية من أجل مراجعتها ومحاسبتها بكل مسؤولية وعقلانية.