كورونا.. وفي الاستهتار الموت نهاية المشوار بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
للإنصاف الأخلاقي ، وبعيداً عن السياسية والحالة المعقدة التي تكمن بها شيطنة التفاصيل المرهقة للواقع الفلسطيني بأكمله، ومن باب الانصاف الموضوعي فكل الاحترام والتقدير للجهود الطبية في مكافحة الفيروس ومعالجته ، التقدير والاحترام موصول لوزارة الداخلية بغزة على جهودها الجبارة في مواجهة كورونا والحد من انتشارها قدر المستطاع في محافظات قطاع غزة ، وهنا الكل الفلسطيني على علم واطلاع بما يتعلق في قلة الامكانيات وشح الموارد اللوجستية التي تساهم في الحد من انتشار الفايروس ومكافحته وصولاً إلى القضاء عليه.
بات من الواضح أن الحالة التراكمية لإحصائية الأعداد المتصاعدة بالإصابة بالفيروس مع النظر لعدد الوفيات ، وهذا وفق المصادر الرسمية صاحبة الشأن والاختصاص ، فإن المنحى التصاعدي لانتشار كورونا في محافظات قطاع غزة أصبح يأخذ منحنى خطيراً في عملية تصاعد الأعداد المصابة والارتفاع الملحوظ في عدد الحالات الحرجة وعدد الوفيات جراء الاصابة بفايروس كورونا ، الأمر الذي يطالبنا بالوقوف جميعاً أمام مسؤوليتنا المجتمعية سواءً أفراد أو جماعات أو جهات رسمية أو مؤسسات وشخصيات أو فعاليات وفصائل وأحزاب ، لأن خطر الاصابة المحقق يهدد المجتمع بأسره ، ومن الممكن طبيعياً ونظراً لتفشي حالات الاصابة بالفيروس أن يذهب قطاع غزة إلى حالات من الموت الجماعي لا سمح الله ، نظراً للكثافة السكانية الهائلة ، ونظراً لقلة الإمكانيات والموارد الطبية ، والأهم والأكثر أهمية نظراُ الاستهتار الكبير الملحوظ وغير المبرر من المواطنين، وكأن الفيروس خارج حدود قطاع غزة لحتى هذه اللحظة.
المطلوب عملياً وفي هذه الأوقات تحديداً، ومع تزايد انتشار معدل الاصابات وعدد الحالات الحرجة والوفيات جراء فايروس كورونا ، اتخاذ اجراءات أكثر حدة وصرامة يتوافق عليها الكل الفلسطيني من جهات الاختصاص والفصائل والشخصيات والمؤسسات ، للحد من التفشي الخطير والمستمر، بالإضافة إلى وضع برنامج وطني اجتماعي شامل ومتكامل لدعم صمود المواطنين بشكل عام بناءً على الاجراءات الصارمة التي يجب اتخاذها لمواجهة الجائحة ، حتى تكون كافة الأمور تسير في اتجاه واحد ضمن التفكير خارج الصندوق وبصوت جماعي موحد في كيفية مواجهة تصاعد الاصابات من جهة ، وفي كيفية تعزيز صمود المواطن نفسياً واقتصادياً من جهة أخرى ، حتى نصل جميعاً إلى الهدف المنشود وبر الأمان ، ورحيل الوباء واندثار الجائحة عن قطاعنا الصامد الذي ليس باستطاعته التحمل والصمود أكثر من الواقع الذي يعيشه، ولتكن هنا المسؤولية جماعية من المواطن والمسؤول والمؤسسات والشخصيات والفصائل وعلى رأسها الجهات الرسمية ، لأن المسؤولية هنا مسؤولية أخلاقية وطنية ، بعيداُ عن أي مهاترات والمناكفات ، التي ليس لها في ظل جائحة كورونا أي أهمية واعتبار بكل صدق واختصار.