في ذكرى استشهاد ابو عمار صاحب الهمة النضالية والروح الوطنية والانسانية بقلم : عاكف المصري
تأتي الذكرى السادسة عشر لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات التي تحظى بإجماع الكل الفلسطيني ، رحل الرمز ابو عمار جسدا لا روحا ، ولكنه ترك إرثا نضاليا ومنجزات وطنية لا زالت قائمة تنهل منها الأجيال لمواصلة الكفاح من أجل التحرر وبناء أسس الدولة الفلسطينية، فأبو عمار لم يكن مجرد مقاتل يحمل بندقية، وإنما كان زعيما ملهما، أسس الدولة الفلسطينية العتيدة
إن الرئيس الراحل قضى شهيدا، ليدفع ثمن تمسكه بالثوابت الفلسطينية ورفضه التنازل عن الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف. فهو ورغم الضغوط الدولية المتكاثرة عليه لم يفرط بالحقوق وأصر على الصمود واختار الشهادة على الحياة الذليلة
الشهيد عرفات رمز لفلسطين شعبا وقضية وقائد لثورة وشعب ناضل ويناضل من أجل الحرية والكرامة، امتاز بحنكته الواسعة وإرادته وصموده أمام كل التحديات، حوّل الكثير من الانتكاسات إلى انتصارات سجلها التاريخ.
إن ياسر عرفات دفع حياته ثمنا لصموده ونضاله في سبيل حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية وكان رمزًا للنضال والصمود الفلسطيني وتذكره الشعوب العربية جمعاء وكل احرار العالم لمواقفه النبيلة وقلبه الشجاع وصموده الخالد ، وهو الذي كان يقول دومآ سيأتي يوما ويرفع فيه شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق كنائس القدس ومآذن القدس وأسوار القدس.
لقد كان القائد الملهم الذي يمد شعبه بالصمود والثبات، والرمز الوحدوي ذو الصدر الواسع والقادر بحرصه وبحسه الوطني على جمع شمل المقاومة الفلسطينية باختلاف برامجها ومشاربها السياسية والفكرية ما مكنه أن يقود ويواصل مسيرة النضال مع شعبنا وقواه المناضلة
ان مرحلة ما بعد الرئيس ياسر عرفات، كانت تتطلب الوفاء لتراثه الغني من خلال ترتيب البيت الفلسطيني لمواصلة مسيرة النضال التي شقها الرئيس عرفات للوصول لبر الأمان لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية بالعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
في ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات يجب الاتفاق على برنامج وطني تجمع عليه جميع الفصائل والقوى السياسية المختلفة، ليشكل البوصلة الهادية، وتكريس مبدأ المشاركة السياسية واشاعة الحياة الديمقراطية من خلال إجراء الانتخابات التشريعية وبمشاركة الكل الفلسطيني وتعزيز سيادة القانون لحماية الشعب الفلسطيني وممتلكاته من عبث الفاسدين. ويتعين إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية عبر إعادة هيكلتها لتضم كل القوى والفصائل ومكونات الشعب الفلسطيني المختلفة، لتمثل بالفعل الإطار الجبهوي الذي يحتضن ويضم الجميع في كنفه.
في ذكرى استشهاده ووفاء لروحه علينا المضي في ذات الطريق وحمل نفس الأهداف التي قضى من أجلها الشهيد ياسر عرفات ،وكما الرمز ” إن ثورتكم هذه وجدت لتنتصر وستنتصر طال الزمن او قصر.”
إن الوفاء للرئيس الراحل ياسر عرفات يتطلب من الجميع تغليب المصالح الوطنية العليا لشعبنا على أية مصالح حزبية او فئوية أو شخصية، والإسراع في إنهاء الانقسام البغيض واستعادة وحدة شعبنا.