شفا – قال الكاتب والصحفي الفلسطيني ، وعضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين ” ثائر نوفل أبو عطيوي “، في حوار خاص مع شبكة فلسطين للأنباء ” شفا “، إن الواقع السياسي الذي تمر به الحالة الفلسطينية يشكل عبئاً اضافياً على جوهر القضية وتعيق الطريق نحو التقدم والانجاز ضمن رؤية شاملة توضح الهدف والمضمون وحماية تطلعات شعبنا المرجوة على طريق الحرية والاستقلال ، والتي من ضمن هذه المعيقات عدم وجود أفق سياسي يلوح في الأفق لتتم عملية البناء عليه وفق أسس وقواعد تكون بمثابة الضامن الحقيقي لوضع النقاط الوطنية فوق الحروف السياسية بشكل يجعل الأمور أكثر سهولة وانفتاحاً لا أكثر انحصاراً وتعقيداً نظراً للواقع الفلسطيني ومتطلباته من جهة ، ونظراً للواقع الاقليمي والدولي من جهة أخرى.
وأكد “أبو عطيوي” أن أهم أسباب انعدام الأفق الوطني وانحصار الرؤية السياسية يعود إلى الفشل الذريع بالتوصل إلى قواسم مشتركة وطنياً تكون كفيلة بجمع الشمل الفلسطيني بكافة أطيافه ومشتقاته دون استثناء ، بسبب ضعف السلطة الفلسطينية المؤسسة الرسمية وعدم قدرتها على تحديد الأهداف والتطلعات والخروج في سياسات تضمن الحفاظ على انجازات ومقدرات وتضحيات شعبنا الفلسطيني ، اضافة إلى ضعف الفصائل والأحزاب وعدم قدرتها على تقديم رؤية حقيقية عنوانها السياسي وحدة الهدف والمضمون ، ضمن برنامج وطني متكامل قائم على تشخيص الحالة السياسية بكافة تفاصيلها ، والخروج في صيغة جماعية توافقية تكون قادرة على تحقيق روح الوحدة الوطنية الشاملة البعيدة عن البحث عن الأهداف الخاصة التي تعمل على تجسيد نظام المحاصصة البعيدة كل البعد عن تطلعات شعبنا.
وحول القائمة المشتركة التي سيشارك بها حركتي ” فتح وحماس” في الانتخابات القادمة ، أوضح الكاتب الصحفي أبو عطيوي، أنه لا يجوز بالمطلق وتحت أي ظرف وحال من الأحوال أن يقوم رئيس السلطة ” محمود عباس” بالتوسل واللجوء إلى خوض غمار تجربة القائمة الانتخابية المشتركة مع تأكيدنا الكامل على أهمية وضرورة الوحدة الوطنية ، ولكن كان الأجدر به أن يعمل على وحدة حركة” فتح ” ولملمة صفوفها وإعادة ترتيب البيت التنظيمي من جديد وفق أسس ومعايير تجمع الكل الفتحاوي في إطار واحد وموحد ، والذهاب لمنافسة انتخابية حقيقية تقوم على أسس ديمقراطية عنوانها القادم الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام للأبد ، من خلال شراكة سياسية جامعة للكل الفلسطيني دون استثناء.
و أضاف ” أبو عطيوي” في حال التصميم من قبل رئيس السلطة على خوض الانتخابات عبر القائمة الانتخابية المشتركة ، فهذا يعتبر انتقاص للحق الديمقراطي الفلسطيني في الاقتراع التي ستطال السواد الأعظم من أبناء شعبنا ، وفق تصنيف محدد يخدم أجندات فئوية سلطوية محددة ، ولهذا المطلوب وطنيا وشعبيا التنبه والحذر الشديد من خطورة الذهاب للقائمة الانتخابية المشتركة وفق محددات واجندات لا تخدم سوى اهداف أصحابها وتعزيز من نوع اخر لفكرة المحاصصة التي كانت أحد أسباب تجذر الانقسام حتى يومنا هذا.
وأكد ” أبو عطيوي” في سياق حديثه المتصل على ضرورة الرفض المطلق لفكرة تطبيق القائمة الانتخابية المشتركة لأنها بمثابة مقياس تفصيلي خاص بحركتي ” فتح وحماس” اللذان بالأساس هما طرفي الانقسام وأساس المشكلة السياسية الفلسطينية ، وأن استثناء جموع أبناء شعبنا غير المصنفين حزبيا في دائرة الانتماء لطرفي الانقسام من ممارسة حقهم الانتخابي وابداء رأيهم في موضوع وسير برنامج العملية الانتخابية هو أمر مستهجن ومرفوض ديمقراطيا ووطنيا لما به استخفاف بالمواطن الذي يسعى إلى التعبير عن رأيه الانتخابي عبر صندوق الاقتراع بحرية مطلقة ضمن مساحات أوسع وقوائم انتخابية تدلل على مفهوم الديمقراطي الحقيقي لسير العملية الانتخابية وتجديد الشرعيات وليس تحديدها ، وحصر توجهات الناخب في زاوية محددة تجبره عنوة على الانتخاب بشكل تعسفي لا يخضع لمعايير إشاعة روح الديمقراطية في العملية الانتخابية بهدف التأثير والتغيير وتجديد الشرعيات التي يتطلع لها الناخب عبر صندوق الانتخابات ، أو تجعله يعزف عن المشاركة في ابداء رأيه وصوته الانتخابي الأمر المرفوض وطنياً.
وتساءل “أبو عطيوي”، كيف يمكن إلى رئيس السلطة الذهاب للانتخابات ، وهناك العديد من الملفات العالقة والقضايا الشائكة التي تحتاج إلى حلول جذرية قبل الاعلان عن الانتخابات ، والتي منها فك الحصار عن قطاع غزة وإعادة الحقوق كاملة لكافة قطاعات شعبنا من إعادة الرواتب كاملة وإزالة الخصومات على قطاع الموظفين ورفع كافة الإجراءات العقابية عن كافة مناحي الحياة في قطاع غزة ، واشاعة الروح الديمقراطية وحرية التعبير والرأي وتبييض السجون من الاعتقالات السياسية في شقي الوطن، من أجل إعادة التأهيل المجتمعي للحياة السياسية الديمقراطية التي يتطلع لها كل وطني حر.
وفي ختام حديثه أكد الكاتب الصحفي “ثائر أبو عطيوي” يجب أن تكون الرسالة واضحة للكل الفلسطيني وللفتحاويين على وجه الخصوص بأن مازال هناك متسع من الوقت الوطني والوحدوي للجميع دون استثناء ، وعلى وجه الخصوص والأهمية لوحدة حركة فتح والحفاظ على الهوية التنظيمية متماسكة ومترابطة من أجل لملمة الشمل الفتحاوي كاملا ، وصولاً لشمولية الوحدة الوطنية ضمن نظام سياسي جديد يقوم على البناء والعطاء.