الانتخابات… بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
تتحدث تصريحات الساسة والمسؤولين لطرفي الانقسام أن الأمور تسير على ما يرام على طريق المصالحة وإعادة الحياة الديمقراطية عبر الانتخابات وتجديد الشرعيات، التي أصبحت تأخذ حيزاً من حديث الشارع على طريق إحداث التأثير والتغيير ، بسبب واقع الانقسام ونتائجه المأساوية التي تركت أثاراً سلبية في النفس الفلسطينية ، في ذكرى ستبقى خالدة راسخة في عقل ومخيلة كل انسان مدرك وعاقل.
الانتخابات هي العملية الديمقراطية التي تمكن الناخب من تجديد الشرعيات وتحديد الشخصيات التي ستنوب عنه ، وتكون صوته ولسان حاله في الدوائر والمؤسسات التي ستفرزها صناديق الاقتراع عبر الانتخابات، التي يجب أن يكون لها أهداف سياسية ومحددات وطنية عنوانها الأساسي الوفاق والاجماع للكل الفلسطيني دون استثناء ، ولا بد أن يكون لها مقومات عنوانها الطرح القائم على شمولية النهوض والبناء، من أجل أن يمتاز الطرح بالوضوح والموضوعية، واكتمال الرؤية الوطنية والسياسية على حد سواء.
الانتخابات القادمة ، وإن صدقت النوايا وحدثت .!؟ ، لا بد أن تكون عبارة عن نقلة نوعية في الحياة السياسية الفلسطينية القادمة ، تزيح ستارة المشهد الأسود عن واقع مرير كانت تجربته الانقسام وتبادل الأدوار لسنوات طوال ، ولا بد أن يكون عنوانها التجديد التي يحمل في طياته كل جديد ، لأن اعادة سيناريوهات المشهد السابق مرفوض ، القائم على افراز نفس البرامج والسياسات والشخصيات.
لقد حان الوقت الوطني لكسر الروتين الانتخابي السابق المعهود، القائم على انتخاب نفس السياسات والأحزاب والشخصيات ، لأن الحالة المجتمعية الفلسطينية اليوم ليست كالأمس ، واليوم ليس كالغد …، فحالة الوعي والادراك المجتمعي والتحليل السياسي في واقع المشهد والمنظور، سيكون لها الدور الكبير في احداث النقلة النوعية في ايجابية التأثير، التي سيكون لها النصيب الأكبر في امتلاك زمام المبادرة ، وعنصر المفاجأة نحو قوة التغيير.