فخ إعلامي قاتل ، بقلم : صالح البيضاني
وقعت قناة «الجزيرة» القطرية في فخ قاتل، نصبته لها شركة إنتاج مصرية صورت مقطعاً سينمائياً في استوديوهاتها لمسيرة مزعومة تطالب بإسقاط النظام في مصر، فسارعت «الجزيرة» لنشر الفيديو كمظاهرة حاشدة في حي «نزلة السمان» بالقاهرة!
لم تكن هذه المرة الأولى التي تقع فيها القناة في شر أعمالها، فقد تورطت خلال السنوات الأخيرة بنشر كثير من مقاطع الفيديو المزيفة أو القديمة وتوظيفها في محاولاتها اليائسة لاستهداف الدولة المصرية.
وعلى المنوال ذاته دأبت وسائل إعلامية تابعة لجماعة الإخوان على بث مقاطع قديمة رصدت أحدها قبل أيام وكالة «فرانس برس» العالمية، ووصفته بأنه فيديو مفبرك تم تجميع صوره من مظاهرة تعود لعام 2013، وتم تركيب أصوات جديدة عليه.
حالة السقوط الإعلامي المروعة التي تورطت فيها القنوات تلك، تحولت إلى وسيلة للتندر في الشارع العربي الذي يصف إصرار «الجزيرة» والقنوات التابعة للإخوان في تركيا على الحديث عن ثورة شعبية في مصر بأنها «ثورة فوتوشوب» مزيفة تعبر عن حالة الإفلاس المهني.
لقد أهان شغف الإخوان بالعودة للحكم في مصر التي طُردوا منها جراء ثورة شعبية حقيقية أطاحت بهم بعد فترة وجيزة من قفزهم إلى كرسي الحكم، كل معايير المهنية الإعلامية، من خلال الجرأة التي أظهروها على تزييف إرادة الجماهير وتصدير «مهرج ومقاول فاشل ومختلس» للواجهة كقائد للثورة، في مشهد عبثي لم يعرف له التاريخ المصري والعربي مثيلاً.
ومع الضربات الموجعة التي تلقوها على الصعيدين الشعبي والسياسي باتت رهانات الإخوان والدول الداعمة لمشروعهم تنحصر في محاولة إغراق المشهد المصري بالفوضى الإعلامية المختلقة، التي تستهدف إلحاق الضرر بالاقتصاد وتدمير السياحة، وإيقاف عجلة التنمية التي يقودها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
كما يراهن هذا التيار على أمر آخر أكثر بشاعة ودموية من تدمير مؤسسات الدولة المصرية يتمثل في دعم المجاميع الإرهابية، التي تستهدف الجيش المصري في مناطق سيناء ويمتد أذاها أحياناً إلى مناطق في العمق المصري، وهي حقيقة تجاوزت مرحلة التكهنات لتصبح واقعاً ماثلاً وملموساً يؤكد على قبح هذه الجماعات المنزوعة منها قيم الوطنية.
وفيما يقدم الإخوان الحاضنة السياسية والاجتماعية لمشروع استهداف مصر وإلحاقها بقائمة «اللادول» في المنطقة التي ضربها زلزال الفوضى، يقوم إعلام قطر وتركيا بدور مماثل من خلال توفير الغطاء الإعلامي لهذا المشروع البائس.