شفا – لقي سبعيني كردي معارض حتفه داخل أحد السجون التركية، بعد تعرضه لوعكة صحية بسبب أوضاعه الصحية المتردية التي لم تشفع له لدى نظام الرئيس رجب طيب أردوغان؛ لإطلاق سراحه.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة “آرتي غرتشك” التركية المعارضة، الخميس، وتابعته “العين الإخبارية”، فقد توفي المواطن الكردي، علي بوشناق (76 عامًا)، في أحد السجون التي يقبع فيها معتقلًا منذ 7 سنوات.
وذكرت الصحيفة أن بوشناق كان مدرجًا على قائمة أعدتها جمعية حقوق الإنسان التركية للمعتقلين الموجودين داخل السجون ممن يعانون أمراضًا مزمنة، حيث كان يعاني من فشل كلوي حاد يتطلب رعاية طبية كاملة.
وأوضح المصدر أن بوشناق كان محبوسًا لقضاء عقوبة بالسجن مدتها 7 سنوات و8 أشهر بسبب اتهامه في التحقيقات المتعلقة بأنشطة وأعمال حزب العمال الكردستاني، وجناحه المدني “اتحاد المجتمعات الكردية” المعروف اختصارا “KCK”، “وذلك لتنفيذ مخططات الحزب داخل تركيا”، ومنها تنظيم اجتماع لما يسمى “مؤتمر المجتمع الديمقراطي في كردستان تركيا”.
وأشارت إلى أنه اعتقل في العام 2009 في ولاية قارص، شمال شرقي البلاد، في إحدى الحملات الأمنية، ثم أطلق سراحه على ذمة التحقيقات، لتحكم إحدى المحاكم عليه بالسجن في العام 2013 لـ7 سنوات و8 أشهر.
ولم يفرج النظام عنه رغم مرضه، وكان بإمكانه الاستفادة من قانون العفو العام الذي أقره البرلمان التركي في وقت سابق العام الجاري، الذي قام بموجبه بإخراج محكومين جنائيين يقترب عددهم من 90 ألف شخص؛ لكنه استثنى منه القانون معتقلي الرأي، والمعارضين ممن يتهمهم النظام بالإرهاب لمجرد معارضتهم له، وتركهم وجهًا لوجه مع الموت.
وكان نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، قد قال في مقابلة خاصة مع “العين الإخبارية” إن انتهاك نظام أردوغان لحقوق الإنسان وصل مداه، مشيرًا إلى أن أوضاع المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي في السجون زادت سوءًا بعد تفشي فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19).
حديث جرجرلي أوغلو كان ردًا على سؤال حول مدى انتهاك النظام الحاكم في تركيا لحقوق الإنسان، وتماديه في ردع وترهيب المعارضة بين الحين والآخر.
وأضاف جرجرلي أوغلو في إجابته على هذه النقطة موضحًا أن “السجون والمعتقلات التركية ممتلئة عن آخرها بالمحكومين؛ لدرجة أن هذه السجون تبلغ سعتها الإجمالية 120 ألف سجين، وبها الآن أكثر من 300 ألف، وهذه الأعداد الكبيرة مردها إلى انتهاك النظام الحاكم لحقوق الإنسان بشكل كبير”.