شفا – حذر الشيخ نبيل نعيم القيادي في تنظيم جماعة الجهاد بمصر من ضعف سيطرة حماس على غزة ما أدى لتحرك الجماعات المسلحة بحرية على الحدود مع مصر، قائلا إن عددا من الدول بالمنطقة تستفيد من تفجيرات سيناء التي تبعد الأنظار عما يجري في سوريا، وأن من بين هذه الدول إيران، إلا أنه أضاف أن أكبر مستفيد من الحادث هو إسرائيل، وأضاف نعيم في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن ضعف قبضة حماس على قطاع غزة، مكن مسلحين من الخروج إلى سيناء، مشيرا إلى أن «حماس لا تهتم إلا بالتهريب والتجارة وجمع الفلوس وتصفية حركة فتح».
وتعتبر حماس فرعا من حركة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي. وفتح الشيخ نعيم النار على الرئيس مرسي وحكومة هشام قنديل، وجماعة الإخوان، محذرا مما سماه «ثورة ثانية» كالتي أسقطت حكم الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. واتهم نعيم الإخوان بالسعي للانفراد بالدولة قائلا إن المجلس العسكري الذي يعد رمانة الميزان في البلاد يبدو «قليل الحيلة» تجاه التطورات الجارية في البلاد.
وأضاف الشيخ نعيم أن حماس تحرص في الوقت الحالي على عدم استهداف الجماعات المسلحة لإسرائيل من داخل قطاع غزة، حتى لا يتعرض القطاع للقصف الإسرائيلي، ولا يعني حماس ما يحدث في مصر. وتابع قائلا إن «الجماعات التكفيرية التي نفذت الهجوم في سيناء موجودة في غزة ومصر على حد سواء، وبينهما تعاون»، مشيرا إلى أن المخابرات الإسرائيلية زرعت عناصر لها داخل الجماعات الإسلامية في قطاع غزة، وأصبحت مخترقة لها.
وعما إذا كان ما حدث في سيناء سيناريو إيرانيا للفت الانتباه عما يحدث في سوريا، قال نبيل نعيم إن «إيران هي المستفيد طبعا من مثل هذه الأعمال، لكن إيران ليس لها تأثير مباشر أو توجيه مباشر على هذه الجماعات التكفيرية». وتابع قائلا إن «إيران تستفيد من الزخم الإعلامي الذي سيركز على الأحداث في سيناء، وكذا المستفيد الأول هم الإسرائيليون الذي حذروا رعاياهم ولم يتدخلوا لوقف العملية، لأن إسرائيل تريد أن تقيم منطقة عازلة من العريش إلى رأس محمد، وهذه تساعد في خدمة أهداف إسرائيل».
وعلى الرغم من أن نعيم وقيادات جهادية وتيارات إسلامية دعمت انتخاب مرسي في جولة الإعادة ضد الفريق أحمد شفيق المحسوب على النظام السابق، فإن الشيخ نعيم قال إنه حتى لو تمرد الشعب على الإخوان في مصر فإنهم لن يتركوا الحكم، و«سيفعلون في مصر كما فعلت حماس في قطاع غزة».
وأضاف نعيم تعليقا على اختيارات وأداء مرسي منذ تنصيبه رئيسا نهاية الشهر قبل الماضي حتى الآن، بقوله إن الرئيس تعهد بالقضاء خلال مائة يوم من حكمه على مشكلات رئيسية يعاني منها المصريون منها الأمن إلا أنه وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسة وثلاثين يوما على هذا التعهد لم يتحقق أي شيء يذكر.
وعما إذا كانت جماعة الإخوان فتحت أي باب للتشاور أو الحوار مع أي من قيادات الجهاد قبل تشكيل الحكومة أو اختيار مساعدي الرئيس ونوابه، قال نعيم إن هذا لم يحدث لأن «الإخوان لا يأمنون إلا لأنفسهم فقط»، مقللا من التوقعات في قدرة حكومة الدكتور هشام قنديل على إنجاز ملفات تؤرق المصريين بما فيها ملف سيناء والحدود مع غزة وإسرائيل. وقال إن حكومة قنديل «من دون خبرة ولا تساوي لدينا بصلة.. غالبية وزرائها هواة جاءوا على هوى الإخوان». وعن التيارات الإسلامية التي دعمت فوز مرسي بالانتخابات مثل الجماعة الإسلامية والسلفيين وقيادات من الجهاد، قال إن كل هذه التيارات لم يكن أمامها إلا أحد خيارين «إما انتخاب مرسي أو انتخاب شفيق.. أي كنا أمام خيارين، إما أن نموت حرقا بانتخاب شفيق أو نموت غرقا بانتخاب مرسي، واخترنا أن نموت غرقا».
وقال نبيل نعيم إن الشعب يمكن أن يحكم على تجربة الإخوان بعد سنة من الآن على رئاسة مرسي.. «وإذا لم تتغير الأمور بعد سنة سيبدأ الشارع المصري يتذمر ويتمرد»، لكنه أضاف أن الإخوان لن يتركوا الحكم، و«سيفعلون في مصر كما فعلت حماس في قطاع غزة.. هم الآن في مرحلة التمكين، يحاولون التمكين لأنفسهم في الدولة، وبعد ذلك من سيعارضهم ويقول لهم الديمقراطية يقولون له أنت كافر ويحاكمونه.. الإخوان أفكارهم معروفة وتربيتهم معروفة ولا أمان لهم».